منذ انطلاق تشكيل سرايا الدفاع الشعبي على أثر الفتوى التي اطلقها المرجع الديني الاعلى للشيعة السيد علي الحسيني السيستاني والتي جاءت على أثر تدهور الملف الامني ، وسقوط محافظات الموصل وصلاح الدين تباعاً ، وما تلاها من سيطرة داعش على مناطق واسعة من ديالى وكركوك ، الامر الذي جعل بغداد في مرمى أهداف داعش ، فجاء تشكيل هذه السرايا والألوية ووفق مسميات متعددة ، سعت الى توزيع المهام وتكون بديلاً للجيش العراقي الذي انهار كلياً وخلال وقت قصير جداً ، حاملاً معه خسارة الارض والعدة والمعدات العسكرية والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات .
وما ان تحرك هذا الحشد الشعبي الى مناطق المواجهة مع داعش ، وتحقيق انتصارات نوعية أستطاع من خلالها تحرير آلاف الاميال وطرد الدواعش منها ، الامر الذي جعله في مرمى التسقيط مرة ، ومرة أخرى التشويش والتشويه ، وهناك من يُشكل على الحشد الشعبي بفقدانه الى المركزية في التوجيهات العسكرية ؟!
الامر ليس بهذه الصورة ، فمنذ تشكيل السرايا ، وتم التوجيه بضرورة أن يكون زمام الامر بيد القيادة العامة للقوات المسلحة والمتمثلة بالسيد رئيس الوزراء ، وتم تشكيل هيئة خاصة سميت بهيئة الحشد الشعبي ، تقوم بادارة ملف الحشد تفصيلياً مع حفظ حقوق كافة المتطوعين دون استثناء ، لهذا فأن جميع سرايا الحشد الشعبي تعمل تحت مظلة القائد العام للقوات المسلحة وتتمتع بوحدة الادارة والتخطيط والتنفيذ كذلك ، وخير مثال على ذلك الانتصارات المهمة والمتحققة على الارض ، والتي جاءت بهذا المجهود وبهذا التخطيط والتنفيذ العالي والتنسيق الموجود بين فصائل الحشد الشعبي عموماً .
ربما هناك من يرتكب الاخطاء باسم الحشد الشعبي ، وربما هناك من يرتكب المخالفات باسمه ، وهذا الامر يتحمله صاحب الجناية والخطأ ، وتطبق بحقه كافة السياقات القانونية والعسكرية المرعية .
الحشد الشعبي يحمل التنوع الكمي والنوعي ، وهذا الامر اكسبه قوة لا ضعف ، لانه جاء على أساس فتوى المرجعية الدينية ، مما أكسبه التنوع في القيادات والتنظيم ، وهذا التنوع لايعني التفرد واللامركزية في القرار والحركة .
ربما هناك من يحاول الاساءة للحشد الشعبي من خلال بعض التصرفات غير المسؤولة ، والتي تأتي ربما بقصد او من غير قصد ، والتي بالتأكيد تسيء كثيراً للتضحيات التي يقدمها في مناطق ليست مناطقه ، الا انه يحمل هموم تخليص بلده من سيطرة داعش ، وفك الاشتباك عن الحواضن التي زرعت الغرباء في البلاد ، وجعلتهم يستبيحون الاعراض ، ويقتلون النفس المحترمة ، وتطهير بلده من رجس الدواعش .
الامر المهم هو ضرورة توحيد الجهود ، من كافة سرايا الحشد الشعبي ، وتوحيد الهدف ، وتفويت الفرصة على داعش في محاولته بث الفرقة بين ابناء وقيادات الحشد ، للتغطية على الانكسار والانتكاسة التي اصابت اغلب قياداته ، وجعلته يخسر الآف الاميال امام تقدم الحشد الشعبي والجيش العراقي والعشائر ، لهذا يحاول الدواعش اليوم بث الاشاعات والدعايات التي تنال من الحشد الشعبي ، عبر لسان حالهم بعض السياسيين ، والذين اصابتهم الخيبة وكانوا يمنون انفسهم بالدخول الى بغداد منتصرين ، لهذا يلجأ هولاء السياسيين الى التشويش والتشكيك بالحشد الشعبي ونواياه ، وإثارة الخلافات بين قياداته ، وهذا ما اصبح مكشوفاً للجميع .
ربما نحن اليوم بأمس الحاجة الى حشد سياسي يكسر انوف دواعش السياسية ، الذين كانوا وما زالوا وباءً على العراق وشعبه ، وأدخلوه في نفق مظلم لا يرى النور ، وفق اجندات ودعم أقليمي ودولي ، وتحرير البرلمان ليكون مؤسسة داعمة لبناء الدولة العادلة .