بدأت ظاهرة عقدة التكبر لدى شريحة كبيرة من المسئولين في العراق عامة والبصرة خاصة لدى الوزراء وأعضاء البرلمان ومجلس المحافظة ومن بدرجة مدير عام ,و شيوخ عشائر وبعض رجال الدين كظاهرة واضحة تتمثل في تحقيق المتكبر ذاته المريضة بالجلوس في الخط الاول تحديدا .. فما هي العقدة في الخط الأول ..؟
إننا نعرف لو أظهر الإنسان بقول أو فعلٍ أنّه أكبر من غيره شرفاً أو جاهاً أو نحو ذلك فقد تكبّر عليه، وعدّه صغيراً، ولو اطلعت عليهم لزليت منهم فرارا , فهم فاقدون ما استوجبه الله تعالى ان يرفع به عباده , فالأفضلية تكون مقبولة بما شرّفه الله سبحانه وكرّمه ,” يرفع الله الذين امنوا والذين اوتوا العلم درجات ” والفضل الاخر هو للمجاهدين , ” فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما ” وهذان التفضيلان عند الله تعالى وليس على حساب الناس ,فلا فضل لوظيفة او موقع حكومي محكوم عند الناس بالتقصير والسرقة والتطاول على المال العام ..
اما ما يحدث في البصرة اثناء الاحتفالات , عادة ياتي المشار اليهم ” المتكبرون الفارغون من اي امتياز الهي ” وهم يستشعرون المذلة في نفوسهم , ولا يجلسون الا في الخط الاول , فتتوجه لهم الأنظار باحتقار شديد وكانهم الهة من طين , لا يصلحون حتى للاكل بعد الانتهاء من عبادتهم …
يقول الامام علي “ع” لهؤلاء ممن يظن ان له امتياز على الناس : لا تجعلوا ثواب جهادكم من بيت المال , ان الجهاد امر بينكم وبين الله ” ومن يريد ان يرى فئة متكبرة تبين ذلتها في نفسها فلياتي الى اي احتفال يقام في البصرة ليرى بام عينيه كيف يتقافز الصغار ويستعرضون ثيابهم التي لم تملآها كروشهم , وهم ينتظرون جلب كراسي خاصة من الدرجة الثانية ليقعد امام الناس ويشبع تكبره انه فعلا من علية القوم …وانه اشرف من الجالسين في الخطوط الاخرى .. وسمعنا من الروايات ان اعرابيا دخل الى مسجد رسول الله {ص} فلم يعرفه من بين اصحابه , لانه بلا امتياز يريده في نفسه وهو اشرف الناس حسبا ونسبا وموقعا ..
ان التكبُّر على عباد اللّه تعالى:هو نوع من التكبُّر المقرف , المزكم للانوف له علائم منها: أنّ المتكبِّر يتوقّع من الناس أن يبتدؤه بالسلام، وأن لا يدخل أحد إلى المجلس قبله، وأن يجلس في صدر المجلس دائماً. ويتصوّر أنّ على النّاس أن تقف خاضعة وخاشعة أمامه،وتعظّمه عند الحديث معه، بحيث لا يرون لأنفسهم شخصيّة أمامه، ولا يتكلّمون معه من موقع الانتقاد بل حتّى من موقع النصيحة والموعظة، فعليهم أن يُعظّموه دائماً، فهو فوق الانتقاد والموعظة والتوجيه والنصيحة!! ومن هذا التكبُّر الذي اشرنا اليه وهو واضح جدا في كل الاحتفالات بالبصرة , وهو يوحي رفض مجالسة البسطاء والفقراء، والتبختر في المشي مثل صدام حسين حينما كان يمشي في قاعة الاحتفالات ، وأقبحه التكبُّر على المخلصين للوطن والشعب , ختاما نظرت في كتاب الله وانا اسال نفسي , هل ذكر القران هؤلاء اصحاب العقدة في الصف الاول ..؟ فوجدت الاية المباركة﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد﴾ ..