ما زالت ملفات الفساد التي تصبغ وجه المشهد السياسي والأقتصادي والأمني والخدمي في العراق بعيدة والحمد لله عن أسم السيد علي التميمي محافظ بغداد ، على الأقل في الوقت الحالي ، ونتمنى مخلصين أن يستمر هذا التنافر المحبب الينا بينه وبين تلك الملفات المشؤومة ليكون نقطة بيضاء وسط بحر اسود من ظلمات الفساد والسرقات وامتهان المال العام .
لكننا نطلب منك وبعجالة أن تدعّم سياساتك المرسومة في ادارة شؤون المحافظة وبالأخص تلك اللصيقة بمصلحة المواطن ، أن تدعّمها بالفعل الحقيقي والأجراءات السريعة والفورية ، وأن لا تكتفي بالمؤتمرات الصحفية وباجراءات عقيمة على الورق دون متابعة ميدانية متواصلة .
فموضوع المولدات الأهلية أصبح عبئا وحملا كبيرا على كاهل المواطن البغدادي المسلوب الأرادة .. وقد يتطلب الأمر أن نشيرك الى بعض تصرفات معظم اصحاب تلك المولدات من التي قد تكون غفلت عنها ، أو أن اللجان التي تشكلها للمتابعة قد تم شرائها او بيعها كحال معظم لجان التفتيش في باقي مؤسسات الدولة التي تمثل أس الفساد ومافياته ، ولم تنقل اليك ما يجري كل يوم بصدق وحيادية .
بالرغم من أن حضرتك قد شدّدت من خلال مؤتمر صحفي بالصوت والصورة على أن يكون سعر الأمبير المجهز من قبل المولدات الأهلية بـ 9000 آلاف دينار فقط ، الى أن معظم أصحاب المولدات قد سعّروا انتاجهم ابتداءا من 13000 ألف دينار صعودا الى 17000 ألف دينار وبعضهم بـ 22000 ألف دينار ، (واستلموا المبالغ فعلا) .. تحديا لمحافظة بغداد ولتعليماتها وتحديا لبلد لا تقوى فيه الحكومة على عمل شيء والشكوى لله .. ونؤكد لك ان الكثير من اصحاب هذه المولدات وخصوصا في مناطق بغداد المميزة من امثال المنصور والحارثية والجادرية وزيونة والكرادة واليرموك وشارع فلسطين (يتّكؤون) على رؤساء المجالس البلدية لمناطقهم ويأخذون التسعيرة التي هم يضعون مقدارها بعد أن يعطوهم المقسوم (شهريا) ، وكلنا نعلم أن رؤساء المجالس المحلية لهم القابلية على التنسيق الكبير بين القوات الأمنية وبين عدم محاسبة من يديم عليهم العطايا وأموال السحت .. بتحدي واضح للتعليمات والقانون .. والمؤسف ايضا أن معظم لجان (التفتيش) التي ترسلها محافظة بغداد ، تخصص لها مبالغ مالية بالملايين (كهدايا) من قبل أصحاب تلك المولدات ، لكي يبقى الحال على ما هو عليه وتبقى تسعيرة رؤساء المجالس المحلية هي الماشية رغم انفك وامام نظرك .. لذلك .. هُم .. أي اصحاب المولدات يضحكون عندما تخرج حضرتك بمؤتمر صحفي ويسخرون بمنتهى السخرية لمعرفتهم أن تصريحاتك وتعليماتك ما هي إلا هواء في شبك .. فهل ستضع حدا لهذا الأستهتار بحياة وارزاق المواطن البغدادي ؟؟؟ صدقا نتأمل خيرا واجراءات رادعة فورية ومستعجلة .. وأن لا تكتفي بتحديد سعر الأمبير ، وانما تحديد وبصورة قاطعة الحد الأدنى من ساعات التشغيل اليومية لتلك التسعيرة .. مثلا 9000 آلاف دينار وبتشغيل على الأقل 12 ساعة او 15 ساعة يوميا .. ونحن بالأنتظار .