22 نوفمبر، 2024 1:56 م
Search
Close this search box.

السيد عمار الحكيم ومياه الحياة الجوفية!

السيد عمار الحكيم ومياه الحياة الجوفية!

لمعظم الناس شغف كبير بالحكايات، وأكثر ما يعجبهم فيها، أن أبطالها لا يموتون أبداً، فهم خالدون على مدى العصور، فبعضهم يتناولها، لترتبط بحل مشاكل الناس، وتكون نهايتها مختومة، بالخير، والتسامح، والسكون، وبعضهم يقصها على المسامع، في جلسات عائلية، ليستفيد منها النشئ في حياتهم، ولأخذ الدروس والعبر، لأن الحكاية تقوم على أمل، لا يحتاج الى عملية تجميل، بل الى الحكمة، والتعقل، والتدبر.
نشأ السيد عمار في أحضان المرجعية، من آل الحكيم (قدست أسرارهم الشريفة)، وكان لها الأثر الواضح، على تكوين شخصيته المعتدلة، حيث تميز بعمق التفكير، ودقة قراءة الموقف، ووضوح المعطيات والرؤى، بشأن مختلف القضايا، وأهمها أن نتهيأ لإقامة دولة العدل الإلهي، من خلال إعداد جيل مهدوي، راسخ الإيمان، ثابت العقيدة، ووصف بأنه الأمة الوسط، التي تركن إليها جميع المكونات، والسبب أنه حكيم!
نشر سياسات التطرف والتكفير، وسنوات الفشل السياسي، والإقتصادي، والإجتماعي، والثقافي، مؤشرات واقعية، أدت الى التركيز على دراسة شخصية، السيد عمار الحكيم في هذا الوقت بالتحديد، حيث ظهر في الحياة العامة، وكأنه مياه الحياة، تتدفق عذوبة، وإعتدالاً، وحكمة، ليكون قاعدة جماهيرية، من النخب والكفاءات، وهي من تسعى للقاء المنهل الروي، لتنقية الأجواء المتصارعة، المشحونة بالتناقضات، والتداعيات الخطيرة، التي مزقت أركان البلاد والعباد.
مشاريع المستقبل، التي تقبع في جوف الأرض، لن ترى النور إلا بوجود المياه المتدفقة، لإقرار قوانين تخدم فئات الشعب، وقد فجر السيد عمار الحكيم، منابع القرارات الصائبة، لنيل الحقوق، فشهد تيار شهيد المحراب (قدس سره الشريف)، مؤتمرات للمصالحة والعشائر، ولحملة الشهادات العليا، ورعاية ذوي الإحتياجات الخاصة، والعنف ضد المرأة، واللقاء بالصحفيين، والفنانين، وقضايا الكرد الفيليين، والعقول المهاجرة، والنازحين، فيسمو بشعار المواطن سينتصر.
قرأت العبارة التالية: (إذا تألمت لألم إنسان فأنت نبيل، أما إذا شاركت في علاجه، فأنت عظيم) فأدركت أن عظمة آل الحكيم، نبعت من كونهم مشاركين فاعلين، في حل قضايا المجتمع، سنة وشيعة، عرباً وأكراداً، مسلمين ومسيحين، تركماناً، وصائبة، وأيزيديين، وعليه فجميع المحبين للتيار، يشعرون بأن قائده السيد عمار، كأجداده الصالحين، يمثلون مياهاً ترتوي بها، القلوب المتعطشة للحرية، في دولة عصرية عادلة.
الأحرار يريد الطغاة منهم، أن يعيشوا في جوف الأرض، لتكون الحياة معدومة، ولا يتواصلون مع العالم الخارجي، لذا فحضور الأبطال بالآمهم وهمومهم، بين هؤلاء الشرفاء، يمثل لآل الحكيم مصدر إلهام، لمشاركتهم النبيلة في مد جسور التواصل، بجذورنا المقدسة، وتربية النفس على الإباء والصمود، كي يطلقوا العنان لحريتهم، من تحت الأرض نحو السماء، فالمياه الجوفية تحتاج للنبع الثائر، لتدهش الأرض ومن عليها.

أحدث المقالات