في العجلة الندامة وفي التأني السلامة قول أو حكمة ترتبط بحركة حياتنا اليومية المتناقضة والمتسارعة ونخاف من تقلباتها وما تضمر وما تخفي ..نسرع في كل شيء ولا نعلم نحن الى أين تسير بنا أيام العمر وتستعجلنا نحو القدر .. نسرع في الأكل والشرب بحجة الوصول الى مكان العمل أو موعد حب..والأخير أشبعنا صبرا من وتريات الانتظار والشحن.. ونستعجل في أن يأتي الهدف حتى من ميسي أو رونالدو..ونستعجل السير في الشارع الذي يغط بأسراب السيارات الصفراء مولدة الازدحام القاهر..وحكاية متوارثة عن هذه الحالات تنزل أو تصعد بنا حتى يقال لك[ اصبر عباس المستعجل ] ونتيه في هذه وغيرها من المسائل الشائكة ننتظر في بطون أمهاتنا شهور طوال جبرا ونستقبل الدنيا بالبكاء اعتراضا على هذا الصبر الطويل وقد تكون نظرة خاطئة أو على الأقل قاصرة لواحد مستعجل مثلي في الزواج مبكرا ليلوم نفسه متأخرا..الوقت يمر ويتجاوزنا وتذوب سنين العمر في ضياع ونشيخ قبل الأوان .. سئل عراقي صيني عن مدة ولادة الطفل الصيني فأجاب يوم واحد ..ألا تجد في جوابه صدق !!وسئل الصيني وأنتم قال تسعة أشهر فعقب الصيني ولماذا أنتم مستعجلون وسريعون جدا في النهاية !! اثنا عشر سنة ونحن صابرين ومقهورين ومحتسبين أن يمن الله علينا بفرج قريب بلمح البصر أو هو أقرب من ذلك ..
والذي يجعلنا مستعجلين الوضع الراهن الذي نعيشه في كثير من المواضيع القاهرة والأماكن المحيرة .. ساستنا مستعجلون في اصدار القرارات والتصريحات دون روية والتحقق من الخبر وهم في ذلك محقين لنوم البرلمانيين في تشريع القوانين واجازات الفصول التشريعية..الشعب مستعجل لتحرير الرمادي ومن ثم الموصل وصولا لتطهير كل زوايا البلد من رجس داعش ومحاميه ومناصريه ..ودول الجوار تستعجل القضاء على دولتنا وتلعب على المستويات الثلاث ..المحلي متمثل بالأخوين باعت الموصل.. وشيوخ تدعي لنفسها الإمارة والمشيخة باعت الرمادي ودفعت حساب وثمن الإقامة في فنادق أربيل والأردن.. والإقليمي تحركه السعودية وتنشطه تركيا وإيران بأوهام التهميش والمظلومية.. والدولي المتمثل في الولايات المتحدة ومن يسير في ركبها ويأتمر بأمرها.. إضافة إلى القوى الداخلية المتصارعة التي تتقاذفها الأمواج تتبارى بينها وتتنازع بعضها البعض وتتحكم بها جهات عديدة ..
وعلينا أن نستعجل في انتشال الحاضر والمستقبل للبلد وأن يعرف ويعلم الجميع يقينا أن الإرهاب الفكري وذراعه المسلح داعش أداة ضغط للتغيير حسب أهواء ومقتضيات مصلحيه لدول كبرى بحكم القطب الأحادي وصغيرة المساحة والعدد مثل قطر بحكم السلفية والإرهاب .. واذا كانت أدوات التقسيم محلية عربية بمباركة دولية مستعجلة ركوب سفينة الارادت والأهواء في عالم مليء بالمتغيرات والمتبدلات ..تفتنهم وتضلهم ..واستعجا لنا رهين بأمل انفراج الأزمة والشدة بانتصارات حشد القتال والعقيدة .