أستفزتني صورة((بالأبيض والأسود)) لبغداد من القرن الماضي …..
أنها بغداد القديمة
بغداد اللغة المستديمة
صورة شعرية غائرة
أجمل المدن البيضاء
وتحفة أرض السواد
وساحرة الليل الجميل
تحمل عبق الشرق وبراءته
وتنصفه ببراعتها…
ثمة ملامح ورتوش قديمة
و التراث يحاور ألق الحضور
المآذن تعانق أقمارها
و((الدرابين )) مسكونة بألفتها
والسطوح سطوع وتراتيل أحتفاء
والسماء مرصعة بالنجوم
وصدى النغمات يملأ مسرحها
والجالغي والبستتات والمقامات……
آه المقامات….!!المقامات….!!!
و((السينمات)) والحدائق والأغنيات
والليل في بغداد ….
يرقص في جنون العشق
يحمل رائحة البساتين
والشوق يأتي هامسا
وصباح العطارين وأسواق الخضرة
والباعة الطيبون يحملون شيمتها
الشوارع هادئة والمرور جميل
ودجلة يرسم خارطة للنخيل
والأطفال يعبرون بأنسياب براءتهم
رجل المرور يبتسم ملأ خوذته
يحمل طفلا يروم العبور
والناس تعبر في حبور
وترسم مثل الجسور مدى عشقها
تتلاحم بانتظام جليل
الساحات أجمل ما فيها العباءات
والعبارات عبادات متقنة
والجدران ليس فيها أدعاء
والشرفات المطلة بالشناشيل
والفضاءات دون فضائيات
ولا دعابات ولا أدعاءات
ولا لافتتات سوداء…
ولا دعايات…..
ثمة علم واحد يحمل قلب بغداد
ربما كان قلبها النابض بالحب
والوان دجلتها والسماء
صورة شمسية بيضاء
تعكس ضوء الشمس
اوصورة سوداء
تعكس ليل بغداد الحزين
والقمر النائم في شرفتها
و عين مصور ولهان
و((كامرة )) قديمة ….
توقف بثها
وشارع لم يعد شارعها
وليال تتربص صمت الخفاء……..