24 ديسمبر، 2024 4:52 ص

ديكارت وعلاقته بداعش

ديكارت وعلاقته بداعش

تحية لكم أعزائي ،،
سيجرح هذا المقال الكثيرين، وسينفعل عدد أكبر بسبب ما أكتبهُ، ولكن كعادتي، لن أهتم، فقد سكتُ عن الكلام المُباح كثيراً وحان الوقتُ لكي تُخرج فوهة البركان ما في داخلها ،،،
أدعو جميع أعزائي القُراء أن يُعيدوا قراءة هذا المقال أكثر من ثلاث مرات لكي يتم إستيعابه بكافة جوانبه،،،
يوجد فيلسوف فرنسي، لديه مقولة مشهورة جداً وكلن لا أحد يعرفهُ هو بالتحديد، المقولة هي [أنا أفكر إذن أنا موجود]، أما هذا الفيلسوف فهو [René Descartes] هذا الرجل كان من أصول فرنسية نبيلة، عمل هو والده من قبله كدبلوماسي في البلاط الملكي الفرنسي، وقد عاش عمراً قصيراً حيثُ مات وهو يبلغ من العمر 54 عاماً، ولكن في سنين شبابه تفتق عقل ديكارت عن قواعد أساسية لازالت الى حد اليوم هي أساس في حياتنا، فمثلا عبارته الشهيرة [أنا أفكر إذن أنا موجود]، كانت لديه عبارة أخرى هي التي أدت به الى التوصل الى عبارة التفكير هذه! وهي: [الشــك أساس الحكمة]!! ولكي أبسط الموضوع على القارىء العادي أقول: أساس كــــل الإختراعات والتقنيات والعلوم بمختلفها التي حدثت في القرن التاسع عشر والعشرين والى يومنا هذا كان هو [الشــــك] أي بمعنى آخر لولا    [الشــــك (الإيجابي طبعا) ] لما إزدهرت الحياة.
ولكن ،،، ما علاقة [Descartes] بنكسة حزيران العراقية في الموصل؟! بالتأكيد [Descartes] ليس له أية علاقة بتنظيم داعــش  القذر! لأن [Descartes] اصلا كان من أشد مُحاربي رجال الدين المسيحيين اللذين كانوا يسيطرون على مختلف الممالك الاوربية في ذلك الوقت! فكيف يكون [Descartes] له علاقة ما بـــ داعـــش؟!
أحبائي في عالم اليوم، الذي تتحكم به الاقمار الاصطناعية المتعددة الاغراض والسوبر كومبيوتر وشبكة الانترنت العملاقة التي لا يعرف أحد اية حدود لها، في مثل هذا العالم لا يمكن أبداً أن نعتقد أو أن نــــشك  بأن هذا  التنظيم الديناصوري – التنينني قد ظهرَ فجأة من العدم! أو نتيجة ردود أفعال لمجموعة من البشر، أو نتيجة لـــ(ظلم) حاكم ما !!
ولأنني  أنا [ديكارتي] أي أنني  [أشــــك] فسأضطر الى العودة لاستعراض بعض التواريخ الهامة:
1-    في 17/12/2010، إندلعت الثورة الشعبية في تونس ضد الرئيس علي زين العابدين.
2-    في 25/1/2011، أندلعت الأحتجاجات الشعبية في مصر ضد حسني مبارك!
3-    وفي 14/2/2011، أندلعت الاحتجاجات الشعبية ضد ملك البحرين!
4-    وفي 17/2/2011، أندلعت أعمال العنف والثورة ضد العقيد القذافي في ليبيا!
5-    وفي 15/3/2011، أندلعت الأحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الاسد في سوريا!
6-    في 2/5/2011، تم قتل (إسامة بن لادن)، أو هكذا قيل لنا نحن!!
قبل ذلك التأريخ وبعده، لو أستعرضنا نشاطات تنظيم القاعدة، لوجدنا إنكماش كبير جداً حدث في عمله في مختلف دول العالم! ألا يدعو  هذا  الى … [الشـــك] ؟!!!
7-    في 9/4/2013، تم الاعلان عن تأسيس تنظيم داعـــش!!!
هذا الإعلان الغريب من نوعه، من وجهة نظري الديكارتية المُتشككة في كل شيء، جاء وكأنهُ يُمثل حصول نوع من (توريث) الأعمال الارهابية البشعة من تنظيم القاعدة الى الأسم الجديد “تنظيم داعـــش”!! لكن مع وجود إختلاف جذري كامل بالموضوع وهو: أن الأعمال الارهابية لم يعد يتم إرتكابها في ما تسميه الاحزاب المتأسلمة (دول الكفر)! وأقصد بها الدول الغربية الكبرى، وإنما أصبح هذا التنظيم (داعش) يوجه سلاحه ضد كل مجاميع المقاومة الحقيقية في كل من سوريا و العراق!!
الآن، سأحكي لكم وقائع حقيقية لا يرقى إليها الشك، ومن يعرفني يؤمن تماماً بمصداقيتي:
في عام 2010، التقيت بأحدى الدول العربية بصديق (دليمي) – أنباري، وكان عائداً للتو من العراق ومن الأنبار، فسألتهُ عن وضع الأنبار وما يحدث فيها فقال لي:
[فوق مدينة القائم العراقية الحدودية في عمق الصحراء الغربية وقريبا جدا من الحدود السورية – العراقية، توجد معسكرات لتنظيم القاعدة، يتم فيها التدريب العسكري الدقيق على مختلف أنواع الاسلحة، والغريب بالموضوع أنه لا هم يخرجون من تلك المعسكرات ولا  الدولة العراقية أو السورية تقوم بالهجوم على تلك المعسكرات!!!!!]
طبعا حديث صديقي هذا كان في سنة 2010، في الوقت الذي لم يكن فيه تنظيم داعش قد تم الإعلان عنه فعلياً!!
[وفي حادثة أخرى، في أواسط سنة 2011، تم عقد مؤتمر على درجة ما من السرية في دولة مقدونيا لمجموعة من القيادات الوسطية لكوادر حزب البعث، وأستمر لمدة 3 أيام، بعدها علمت من أحد المشاركين في هذا المؤتمر أنه هناك إمكانية لانتقال العديد من القيادات الحزبية للاستقرار في (تركيا)! وبموجب إقامات رسمية!! ]
أعود الان الى تأريخ (9/4/2013) تأريخ الإعلان عن داعش!
من بعد هذا التأريخ أصبحنا نجد عدة متناقضات هي للبسطاء “غير مفهومة”!:-
1-    كان تنظيم داعش يتعامل (ماديا) مع قيادات عسكرية من جيش بشار في سوريا!
2-  كان ولا يزال تنظيم داعش يقوم بإستهداف وحدات الجيش السوري الحــر التي رفضت ان تقتل ابناء الشعب السوري!
3-    كان تنظيم داعش يسيطر على الحقول النفطية في بعض المناطق السورية ويبيع النفط لحسابه الشخصي!
الخ من الأمور “الغير منطقية” والغير مفهومة! هذا مع إرتكاب مجازر قــذرة  بحق عشرات الاف من أبناء الشعب السوري، من الرافضين لحكم بشار!! فماذا ممكن أن يعني هذا؟!
ومع كـــــــــــــــل  هذا أعلاه، لم يتحرك ضمير العالم كله [ولا قوات التحالف] ولم يتقدم خطوة واحدة إلا من بعد (9 حزيران 2014) !! يوم سقوط الموصل بيد تنظيم داعـــش!!!
أعزائي، لكل فعل رد فعل …
ونحن لا نستطيع أن نحكم على مشاعـــر الناس وعلى عواطفهم ،، فماذا ممكن أن نقول لطفل أو لمراهق قامت قوات المالكي بقتله تعذيباً حتى الموت فقط لأن أسمهُ عثمان أو عمر؟
وكيف نستطيع أن نوقف بركان الغضب الموجود في صدور اللذين كانوا معتقلين في سجون مسؤولين عنها شاذون جنسياً ومرضى نفسانيين يتلذذون بالاعتداء الجنسي؟!
هذه الحالات من سنة 2003 الى سنة 2014 كانت تمارس يوميا على المعتقلين العراقيين الرافضين للنظام السياسي الجديد ،،،
ماذا ممكن أن نتوقع ان يكون رد فعلهم؟ أو رد فعل أهليهم؟
ماذا ممكن أن نتوقع منهم اذا مسكوا بندقية او سكين او مدفع رشاش؟
لكن ليس السؤال هنا! وإنما السؤال: هل كانت تلك التصرفات من قوات المالكي ممنهجة؟ بأوامر عليا؟ الجواب ((نعم)) وهناك العديد من المنظمات الحقوقية البريطانية تتابع الموضوع وعن كثب، لكن هل يعلم ((الغبي)) الذي أصدر هذه الاوامر بالتعذيب ما هي نتائج ما سيحصل عليه؟ الجواب بالتأكيد (كلا) لأن ما حصل اليوم في الموصل ومن أهلها بالتأكيد رد فعل على ما  لاقوه من ذل وهوان وتعذيب على يد أبناء جلدتهم!!
أعود الى مقدمة كلامي فأقول، نظرية الشك لدى (Descartes) تؤكد:
أن هذا التنين الذي ظهر من الصحراء، مزوداً بأسلحة أوتوماتيكية أمريكية الصنع حديثة جداً، مزوداً بسيارات دفع رباعي موديل 2014!! مزوداً بتقنيات إعلامية فوق الممتازة!! مزوداً بمقاتلين مُدربين على مستوى القوات الخاصة في الدول الغربية !!!!!!!!!
كـــــــــــل  ذلك لا يمكن أن يأتي مصادفة بأي حال من الأحوال!!
أما الذي لا يمكن أن يتقبله العقل فهو وصول الاسلحة الامريكية مباشرة من الطائرات الأمريكية الى أيدي مقاتلي داعش!! وعن طريق  الخطأ !!!
يا سبحان الله !!!
اذا لم نستفيق ونعرف مالذي يجري من حولنا فسنكون مجرد (غنم) تُساق الى مصيرها الذي لا تعرفه !!
من يقول أنه لا وجود للعراقيين من ضمن صفوف داعش، وأن كل هؤلاء هم عرب وأجانب، فهو غــــبي أو مستغبي
كلا أعزائي الموضوع  أكبر  وأخطر وأتعس مما  تتخيلون ،،،
إستعدوا للأسوء لأنه قادم لا محالة ،،،
من وضع هذه السيناريوهات ليسوا أشخاص عاديين أو مجرد سياسيين، بل هم خبراء ومفكرون في مراكز أبحاث إستراتيجية ضخمة، من ذلك النوع الذي لا نتخيله عندنا في الوطن العربي لأننا أبعد ما نكون عن التفكير والتحليل ،،، هذه المراكز درست كل صغيرة وكبيرة في المجتمع العراقي والعربي ولمدة أكثر من 50 سنة الى أن  أوصلوننا الى ما نحن عليه اليوم…!!! وأعلموا بأنهم لا يعملون وفق خطة واحدة! بل هم يضعون بدل الخطة عشرون، لكي يكونون جاهزين فيما اذا لو أخطأت الخطة رقم (1) !!!
قد تبدوا هذه نظرة تشاؤمية لكنها مع الاسف الحقيقة ،، عليكم أن تستعدوا

[email protected]