المتتبع لحركة تنضيم داعش الإرهابي وتمدده المريب سواء على الجبهة السورية او العراقية , وبعد سقوط مدينة تدمر السورية والرمادي العراقية في آن واحد يجعلنا نسترجع خطط امتداد مطامع اليهود القديمة الجديدة في الشرق الأوسط والهادفة الى بلوغ الدولة الإسرائيلية الكبرى التي رسمت خارطتها من النيل الى الفرات لتمحو بذالك اغلب دول الشرق الأوسط , وهي تتسق بذات الأهداف مع المخطط الداعشي الممتد على طول الدول العربية والإسلامية دون استثناء , لهذا يجب ان نقف على النقاط الجوهرية في هذا التمدد والتي أهمها :ـ
1) الموصل ستكون بداية الخارطة والتي ستبقى (stand by)أي بمعنى ستكون تحت تصرف الاميركان وستبقى دون تحرير , وذالك لان شرط الامريكان على العراق لطرد داعش خارج العراق هو إقامة الإقليم السني , واذا لم تتوفر الوسائل لتنفيذ هذا الامر ويكون واقعاً على الامر فأن أمريكا ستدعم داعش وتقد الدعم الازم لاقامة الدولة الداعشية والممتدة من الموصل وحتى شرق سوريا لان إقامة الإقليم السني ليس لاجل السنة انفسهم لا لأجل إقامة دولة لتعايش فيها السنة والشيعة تحت عراق موحد, بل لانه هدف إسرائيلي يسعى من خلاله الإسرائيليون الى قطع الامدادات والدعم المعنوي واللوجستي الى سوريا ولبنان وحزب الله تحديداً وبالتالي امن إسرائيل .
2) الولايات المتحدة الامريكية تحاول فرض الامر الواقع على المنطقة عموما ومن خلال الضغط على الحكومة العراقية بأيقاف تحرك الحشد الشعبي وتقدمه في المناطق السنية لتحريرها من سطوة داعش وهذا ما دعى الحكومة العراقية بأيقاف العمليات العسكرية اكثر من مرة , الامر الذي فسرته قيادة الحشد الشعبي بأنه تخاذل واضح من قبل الحكومة العراقية في منع تنظيم داعش من الوصول الى وسط العراق وتحديداً بغداد , الامر الذي جعله كماشة نار بيد الاميركان والتهديد بهم بأي وقت كان .
3) تنظيم داعش الإرهابي يعمل على اقناع التنظيمات الإرهابية الفاعلة الأخرى سواء في سوريا او العراق الى مبايعته والعمل تحت لوائه وإعلان دولته المزعومة , الامر الذي جعل امكانياته تزيد اذ بلغ تعداد مقاتلي من 20ـ 40 الف مقاتل من جنسيات شتى تمركزوا في سوريا والعراق , مما جعل المهمة للقضاء عليهم بالمهمة ليست بالامر السهل مع بذل جهود كبيرة وموحدة .
الولايات المتحدة نجحت الى حد ما في مخططهاواعادة رسم خارطة الشرق الأوسط , ولكنها تفاجأت واصطدمت بالمقاومة والبسالة التي ابداها رجال الحشد الشعبي بعد فتوى الجهاد الكفائي الذي اطلقته المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي أوقفت جميع المخططات الرامية الى تمزيق البلاد ارضا وشعبا .
ان تنامي قدرة داعش يوفر فرصة لامريكا لتنفيذ سياسة التوازن في المنطقة , خصوصاً بعد تنامي القدرة السياسية والاقتصادية والنووية لإيران وأصبحت منافس شرس لامريكا في الشرق الأوسط , كما ان الواقع اظهر انضمام أمريكا الى المواقف السنية المتطرفة في المنطقة لقطع أي اتصال او تواصل بين ايران والعراق وصولاً الى سوريا ولبنان وبالتالي اضعاف قدرة حزب الله اللبناني على حساب زيادة القدرة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة .
ان أي حديث نتيجة هذا الصراع الان سابق لأوانه , لان الذي سيقرر ليس فقط اللاعب الأمريكي بل جميع اللاعبين (العراقي , السوري , اللبناني , الإيراني) والذي بالتأكيد سيتحكم بمصير نهاية اللعبة الإسرائيلية الامريكية في المنطقة ويحدد مسارات التغير فيها .