5 نوفمبر، 2024 3:48 م
Search
Close this search box.

 الاقليم الوطني والاقليم الطائقي   

 الاقليم الوطني والاقليم الطائقي   

لا شك ان الدعوة الى انشاء الاقاليم في العراق بررتها تجربة عملية ناجحة اقتصاديا واداريا وعسكريا شهدها شمال العراق منذ منتصف التسعينات والى اليوم ( اقليم كردستان ) اما المبرر الاخر فهو نظري والمتمثل ما اقره الدستور العراقي واحتوت احدى بنوده بهذا العنوان… اذن الجانب النظري والعملي لمقومات انشاء الاقاليم حاضرة في الوجود ولا يحق لاحد رفضها سواء من السياسين الذين اصروا على تثبيتها في الدستور ولا من المرجعيات الدينية التي مثلها ستة من معتمديها في كتابة الدستور …. ولكن اي نوع من الاقاليم التي نريدها ؟ وهل نريدها ضمن وحدة الارض العراقية ام بعد تفكيكها ؟ وما الحاجة الملحة التي تدعوا الى المطالبة بالاقليم ؟ بالبدء نحن نريد اقليما وطنيا لمحافظات الوسط والجنوب لابناءه من المسلمين الشيعة والسنة وللاقليات الدينية فيه من الصابئة والمسيحين والدعوة لهذا الاقليم تاتي من مواطنين عراقيين مستقلين من الاسلامين والعلمانين , دعوة هؤلاء لا تستعين ولا تستقوي باي جهة خارجية , ودعاة الاقليم لا يستهدفون حزبا سياسيا او كتلة برلمانية ويرفضون فرض الافكار بالقوة والاكراه ويشجبون العنف والقوة والقصر الفكري … الاقليم المنشود سيكون ضمن العراق وليس بديلا عنه وستكون البصرة عاصمته الاقتصادية , وحاجتنا للاقليم فرضتها علينا ظرونا الامنية والاقتصادية بعد ان راينا الاكثرية بالعدد والاغلبية بالبرلمان لا تجدي نفعا امام شركاء متنافرين عجزنا من محاولة ارضاءهم واسترضاءهم دون جدوى , هم لا يريدونا حتى ولو وهبناهم حياتنا لذى لنجا الى الاقليم عسى ان يوحدنا ويكون لنا قوة وسند بعد وسيجعلنا نفكر بمصالحنا الاقتصادية المكانية  بعد ان تفرقنا الى احزاب وكتل سياسية… الاقليم الاخر الذي تصدح الاصوات النشاز به هو الاقليم الغربي بل يسموه بكل صلافة طائفية الاقليم السني … نعم السني لانهم ارادوه اقليما طائفيا ومن هنا تحركت داعش فقتلت وهجرت الشيعة والمسيحين واليزيدين صادرت اموالهم وسبت نساءهم … اقليم  من يدعوا له سياسيون بعضهم شريك في الحكومة السابقة والحالية يستعينون بالدول الاقليمية وامريكا في تنفيذ مشروعهم وداعش هي ورقة الابتزاز واليد الضاربة لهم سيكون اقليمهم بديل عن العراق فهم يريدون تقسيمة وربطه بتركيا والسعودية بعنوان دولة العراق والشام اللااسلامية… اقليم التفكير به ليس وليد الساعة بل في تسعينات القرن الماضي من قبل الهالك الملك حسين وبايدن كما صرح به النائب مشعان الجبوري , هدف هذا الاقليم خدمة اسرائيل بقطع التواصل بين ايران والمقاومة اللبنانية وسوريا .
لو نظرنا الى اي الاقاليم في العراق مهياة الظروف لها فسنلاحظ اقليم الوسط والجنوب كل المقومات والعوامل مهياة له من وجود موارد اقتصادية من نفط وغاز وخزين استتراتيجي كبير منهما وطاقات بشرية حيث ثلثين سكان العراق فيهما ووجود ممر مائي مطل على الخليج العربي وطرق مواصلات برية مع الكويت وايران والسعودية وحتى القوة العسكرية توفرت بامتياز من خلال تجربة قوات الحشد الشعبي فماذا تريدون بعد اكثر من هذه المقومات ؟ حتى تقيموا اقليمكم يا ساسة العراق ؟ في حين يصطدم الاقليم السني بعقبات كثيرة منها قلة الموارد الاقتصادية في المنطقة الغربية وعدم اطلال اي محافظة من هذه المناطق على ممر مائي وطالما داعش احتلت هذه الارض وانبتت لها جذور فمن سيحكم الاقليم  الاقليم ؟ هل داعش ام البعث ام العشائر ؟واين سيكون عاصمة الاقليم الموصل – تكريت – الانبار ؟ اضافة الى ذلك اليوم العشائر مختلفة فيما بينها بشان داعش جزء منها متورطة والاخرى متحفظة وبعضها معارضة وهذا الاختلاف سيولد صراعا عنيفا فيما بعد لا سيما لم تحظى المنطقة الغربية بتشكيلات شعبية مثل الحشد الشعبي المتفق علية من كل ابناء الوسط والجنوب او مثل قوات البيشمركة ضمانة الاكراد الاساسية التي لا يتنازلون عنها .
نستنتج من هذا 
– ان اقليم الوسط والجنوب اقليم وطني لجميع العراقيين بمختلف اديانهم ومذاهبهم ويستند الى ما اقره الدستور دعاته والمطالبين به من المواطنين المستقلين ولا توجد شبه بالمرة انه وراءه اجنده اقليمية كما يدعي البعض بل على اعكس ايران ليس راغبة في انشاء هذا الاقليم ولا يعتقد ان ترحب به … بينما الاقليم السني الساسة من يدعوا له وهو اقليم طائفي مغلق على اهل السنة ولا يخفى على احد ان الاجندة الاقليمية هي من تشجع وتدفع المطالبين به وبالاخص السعودية وقطر وتركيا .
اقليم الوسط والجنوب يراد منه انعاش العمل الاداري والاستثمار الاقتصادي ضمن العراق الاتحادي الفدرالي بينما الاقليم السني لا يراد منه الا تعزيزفكرة تقسيم العراق وتفتيته استنادا الى فكرة الدولة الاسلامية المبنية على اساس الولايات  والهدف منه هو ايجاد بدليل عن مرحلة داعش بمسمى جديد
الاقليم السني في المثلث الغربي سيواجه بمشاكل كبيرة داخلية منها الصراع على الزعامة بين العشائر  وبعض السياسين وربما ينافسهم الدواعش المختبئين بعناوين اخرى كما سيشهد صراعا خارجيا بين العرب والاكراد على كركوك والمناطق المتنازع عليها في حين اقليم الوسط والجنوب لا توجد امام انشاءه اي معوقات مثل التي ذكرت .

أحدث المقالات

أحدث المقالات