وصول نحو سبعة آلاف مقاتل عراقي و إيراني الى سوريا وهدفهم الاول هو الدفاع عن نظام بشار الاسد و الحيلولة دون سقوطه، وماذکر عن إرسال أعداد کبيرة من صواريخ أرض ـ أرض دعما لميليشيا الحشد الشعبي”والحکومة العراقية” في الرمادي الى جانب الاوضاع الصعبة للحوثيين في اليمن و إنکماش حزب الله اللبناني النسبي على نفسه، توحي بأن الاذرع التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الدول ساردة الذکر، تواجه أوضاعا صعبة وانها لم تعد تمسك بزمام و مقاليد الامور کما کان الحال معها سابقا أيام عزها و قوتها.
ثمة ملاحظة مهمة يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار و نضعها على بالنا ونحن نتصدى لتراجع دور و أداء أذرع طهران في المنطقة، وهي أن طهران نفسها تأن تحت وطأة کم کبير من المشاکل و الازمات و تشق طريقها بصعوبة من أجل تمشية الامور داخليا ولو بالحد الادنى، وان مبادرتها لمد يد العون و المساعدة لحلفائها في المنطقة، يعني أن ذلك سيکون بالضرورة على حساب أوضاعها الداخلية الوخيمة أصلا، مما يعد إضافة أعباء جديدة لما تعاني منه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أراد أن يحتال على الدول الغربية و يخدعها بمصيدة القضاء تنظيم داعش، من الواضح بأنه بنفسه قد صار طعما لمصيدته و صار متورطا في حرب مکلفة و متعبة و تشکل ورطة إضافية أخرى له في المنطقة وتعتبر تحديا لها و معيارا لمصداقية مزاعمها بالقوة التي تطبل لها ليل نهار في وسائل إعلامها، والذي يبدو واضحا أن طهران تعيش حالة حرب إستنزاف تهد من طاقاتها المتهالکة بالاساس، وانها لن تتمکن من المطاولة کثيرا على هذه الحالة خصوصا وانها تعاني من مأزقا حقيقيا في المفاوضات النووية التي وصلت الى مفترق حساس و خطير وعلى طهران أن تکشف عن يدها تماما و تنهي مسير 12، عاما من المراوغة و الخداع و الاحتيال و کسب الوقت.
الاوضاع الصعبة لطهران، تواجهها خطر أکبر يتمثل بالمعارضة الايرانية النشيطة التي تقودها الزعيمة الايرانية البارزة مريم رجوي و التي کما يظهر تحقق تقدما ملموسا على مختلف الاصعدة و تسجل حضورا دوليا ملفتا للنظر توج بالشهادة الهامة التي أدلت بها هذه الزعيمة أمام لجنة الشٶون الخارجية للکونغرس الامريکي بشأن المشروع النووي للنظام، هذا الى جانب أن التجمع الحاشد للمعارضة الايرانية و الذي سيقام في باريس في 13، حزيران القادم و الذي سيحضره أکثر من 100 ألفا من الجالية الايرانية المتواجدة في مختلف أنحاء العالم الى جانب مئات الشخصيات الدولية و الاقليمية المرموقة و الذي من المتوقع تغطيته هذه السنة بصورة إعلامية غير مسبوقة بسبب أن معظم ماقد أکدته و طرحته السيدة مريم رجوي من رٶى و وجهات نظر و توقعات عن نظام الجمهورية
الاسلامية الايرانية قد ثبت مصداقيته و واقعيته ولذلك فإن طهران قد صارت بحق أمام مأزقها الکبير و هي کأذرعها تسير نحو المنعطف الاهم الذي سيضع النقاط على الحروف.