وهذا الشطر والذي يليه قاله المله عبود الكرخي، حيث انتشرت هواية نطاح الاكبش، وتجري في حلبات خاصة وامام جمهور واسع وعريض، وكان كبش المله عبود الكرخي واسمه (دعبول)، لايكاد يربح منازلة او مراهنة، وفي احدى المراهنات، دخل دعبول الى الحلبة، فكسر قرنه وفر هاربا فاستقبله الكرخي بهذا القول:
( ياهله ابدعبول شيّال الحزن… راحلي ابكرنين راجعلي ابكرن)
ودعبول العراق عاد باربعة او خمسة شروط من مؤتمر باريس دون ان يحقق منجزا واحدا في مكافحة داعش والارهاب، لقد عاد بشرط الغاء مذكرات واوامر القبض بحق مجرمي اربيل والاردن، من الذين باعوا العراق لداعش، واستهتروا باعراض محافظاتهم، وعاد بالحرس الوطني، وهذا الامر مبيت هو الآخر.
اما الشرط الثالث فهو قانون العفو العام، وكذلك تفعيل المصالحة الوطنية، والمقصود بها المصالحة مع التطرف والارهاب، ومن ثم تسليح ابناء العشائر، واظن ان مؤتمر باريس خجل ان يقول للعبادي، تفعيل الفيدرالية، لانها كتحصيل حاصل ستكون المرحلة الاخرى التي تلي هذه الشروط، مايعني ان اقليم الموصل واقليم صلاح الدين واقليم الانبار على القائمة، وضمنت الدول الكبرى لرئيس الوزراء من انها ستجفف منابع الارهاب في العراق، وستقوم تركيا بغلق حدودها بوجهه، وتقوم فرنسا واميركا بمطاردة منابع تمويل عصابات داعش.
الامر واضح ولايحتاج الى مزيد من الذكاء، نحن صنعنا داعش، ونحن من يقضي عليها، اذا مانفذ العراق وسوريا كل الشروط المتعلقة باضعاف هذين البلدين، العبادي ومنذ الوهلة الاولى لم يكن من الرجال الذين يتصفون بالحزم وحسم المواقف الصعبة، ولذا اعطي مدة زمنية قدرها ثلاثة اشهر، وبعدها ستقيم اميركا عمل العبادي في هذا الجانب وستقرر قرارها الاخير، المواجهة واضحة، والتقارير تشير الى ان عصابات داعش قد تدربت على الاراضي الاميركية، نحن امام فيلم من افلام هوليود، حتى الشر والقسوة والوحشية التي تمتلكها داعش، جاءت جراء بعض الحقن الطبية التي اعطيت لاعضائه كما سرب احد التقارير.
وهناك شرط آخر على هامش هذه الشروط وهو الحشد الشعبي والمليشيات، حيث رأت الدول المشاركة، ان الحشد خطر كبير على المصالحة، ولذا على العبادي قطع تمويل الحكومة له، ومن ثم يجري حله ببساطة كبيرة، في حين سيواجه العبادي المليشيات بجيشه المنهك وبمساعدة اميركا، مايعني ان الحرب بحسب شروط اميركا والدول الكبرى ستتحول من الغرب الى جنوب العراق ووسطه، وسيكون النزوح هذه المرة بالجملة، حيث لاتستقبل كردستان النازحين الشيعة كما فعلتها مع اهالي تلعفر من قبل.
القرار ليس بيد العبادي بمفرده، وانا ارى ان الرجل يلفظ انفاسه الاخيرة في رئاسة الوزراء، فهو واقع بين امرين احلاهما مر، لانه مهما نفذ من شروط، سيبقى شرط اخير وهو دخول قوات اميركية وعربية لمحاربة ايران والقضاء عليها، وهذا سيتم في مرحلة متطورة من مراحل الشروط الاميركية التعسفية، ولايمكن اصلاح الوضع الا بمساعدة روسية والانضمام الى حلف دولي يستقطب الدول المتضررة من اميركا ومن الممكن ان تكون كوريا الشمالية والصين وايران مع العراق وسوريا تمثل قطبا آخر لايمكن الاستهانة به، والا سيبقى دعبول يستقبل الشروط ويمتثل لها الى مالانهاية، وستكون في المستقبل شروطا تعجيزية مجحفة.