الدكتور علي عبد الامير، شخصية إعلامية وثقافية ومحاور تلفزيوني لديه تقنيات متقدمة ، يمتلك من عمق الادراك والرؤية الثاقبة مايؤهل شخصيته لأن تدخل عالم التحليل السياسي من أوسع أبوابه!!
الدكتور علي عبد الامير ، شخصية مرحة وهبها الله مؤهلات كثيرة أهمها الثقافة الموسوعية والانفتاح الكبير على كل اشكال الطيف العراقي، لا تكاد الابتسامة تفارق شفتيه حتى في احلك الظروف ظلاما وأشدها عتمة وسوادا، وهو يشدك الى تلك اللغة الصحفية الساحرة الخلابة التي يتفنن خلالها في اختيار الكلمات والتعبيرات اللفظية عن الواقع السياسي المتصارع بكل مرارته، ليعيد تفكيك هذه الاشكالية بطريقة يرغمك فيها على تقبل وجهة نظره!!
البراعة التي اتقنها الدكتور علي عبد الامير هي قدرته على التحليل المتوازن الذي يعطي لكل ذي حق حقه من الفعل السلبي او الايجابي، وهو لايخشى من توجيه أقسى الانتقادات لمظاهر السلوك للقيادات العليا من الطائفتين، ويعدها ظاهرة غريبة على الحياة السياسية العراقية ان ينتهي حال العراق الى الحالة المأساوية التي هو عليها الان!!
الدكتور علي عبد الامير في اكثر من حوار معه وبخاصة الحوار الذي اجرته معه قناة الحدث ليلة الاربعاء الثالث من حزيران ، بقي يشدك بقدرته على انتقاء المفردات القريبة من جسامة الحدث، وقد هيأته الاقدار ليكون محللا مبدعا ومتميزا، لديه تكنيك علمي متقن ، قادر على اقناع الكثيرين بوجهات نظره، يمتلك نظرة وسطية للامور تنطلق من أفقه العلماني المنفتح الذي يعتز به مثقفون عراقيون يسيرون ربما على نهجه ولكن ليس بالجرأة التي تجدها بين ثنايا طروحاته، ينال احترام كل المكونات لانه يداعب العقول المنفتحة المتسامحة الطيبة، لا الطبقة السياسية التي يصب جام غضبه عليها لأنها اوصلت العراق الى اكثر فترات التاريخ حلكة وظلاما!!
الدكتور علي عبد الامير يعتقد بل يؤكد ان الحقبة التي حاول البعض من ( ساسة التحالف الوطني تحت ( خيمتهم الطائفية ) ، التمسك بها أو السير على خطاها انها دمرت كيان ووجود الدولة العراقية في أبسط معالمها، وما تعاملت به مع المكون الآخر ينتفي فيه اي احساس بالقيم والشعور بالانتماء للوطن وللتاريخ وللمصير المشترك الذي جبل عليه العراقيون لقرون دون ان يشعر احد بالتمييز او حد الغاء الآخر ومحو هويته وازالته من على الوجود !!
جرأة الدكتور علي عبد الامير صراحته ترتقي الى سمو إسمه الذي ينتسب الى الامام علي ( ع ) مثلما ينتسب أي عراقي، وهو يعيب ان يتخذ أحد من أهل البيت وسيلة لفرض الطغيان والظلم على الاخرين، وحاشى للامام علي ( ع ) صاحب الخلق الرفيع والقيم العليا أن يتخذ وسيلة لفرض الطغيان والظلم على الاخرين، وحاشى للامام علي( ع ) وهو من اهل بيت النبي ( ص ) ان يصيب أي قوم بجهالة،، بل رعا الجميع ودعا الى الحفاظ على امن الجميع، ولم يعرف الامام علي التشيع أو التسنن ،بل هو عربي مسلم من اهل بيت الرسول محمد ( ص) وشرفه يعتلي ذرى المجد بشرف نبيه الكريم وخلقه ومثله، وكان مثالا للامام الذي لايفرق بين أبناء المجتمع المسلم ولا حتى بين الاديان الاخرى لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى!!
الدكتور علي عبد الامير هاله ما واجهه أهل الانبار الطيبين في بزيبز من محن ومآس وويلات ونكبات وتشرد وفقدان ابسط التعامل الانساني..بل زاد على ذلك ان قال إن ( هيبة الدولة ) سقطت في محنة بزيبز، ولم يتبق هناك من معنى لوجود دولة اصلا تعامل شعبها وكأنهم ليسوا عراقيين ، بل ان كردستان بدت وكأنها اكثر رحمة وعطفا وشفقة على بني الانبار وقبلت الاف النازحين منهم ووفرت لهم المأوى والمأكل، بل وان الدولة وعلى طريقة ( جفيان الشر ) مع محنة النازحين راحت تهيء لهم طائرات لتقلهم الى كردستان بعد ان تقطعت بهم سبل الحياة وهي من شردتهم كما شردتهم داعش وتساوت معاملة الدولة مع مجرمي داعش، ويالتعاسة الاقدار ان يصل حال اهل العراق الى هذا المستوى المنحدر في التعامل مع ابناء الشعب!!
لقد كان كل كلمة صاغها الدكتور علي عبد الامير لوصف احوال العراق المتدهورة وكأن كلماته ( قلادة ) تلمع ذهبا، يتفاخر برؤيتها كل عربي وعراقي يعشق أهل العراق ويتفانى من اجل العراق، وقد ابدع الرجل في تحليله لاوضاع العراق ايما ابداع، داعيا الى العودة الى مرحلة التراحم والاخوة بين العراقيين، بدل هذه الحالة من التعامل التي تفضي الى الغاء الاخر والعمل على تشويه معالم شخصيته وحرمانه من حق العيش، فهل يعود العراقيون الى رشدهم بعد كل هذه السنوات العجاف، ويتركوا تلك السياسات العبثية، ليعيدوا اللحمة وصلات الرحمة بين العراقيين، بدل ان نقطع آخر خيط تبقى من الرجاء وبقيا الأمل ؟ فهل من مجيب؟؟!!