يبدو لي أن السيد العبادي أصبح سياسياً ماهراً لم نحسب له حساب يتناغم مع ما يقدم وسيقدم لنا من أفعال تدل على حنكة بغدادي،فهو يحاول مسك البيضتين بيد واحدة،باشارته ﻹيران التي تقول لهم أنا معكم في دحر الدواعش باﻷنبار والفلوجة لضمان موقفاً قوياً لكم في مفاوضات نهاية الشهر الجاري،لأميركا يلوح لهم بأني معكم لكني أحاول تطمين الطرف اﻵخر باحثا عن مصلحة وطني قبل مذهبي،فهو واقصد العبادي قد أعلن ساعة الصفر دون هجوم فعلي كما هو المعروف سوقيا بمفردة ساعة الصفر ، وبحجة إنتظار المستجدات السياسية وتجميع المقاتلين ولملمة القوات الهاربة ومسك ملف الحشد معلنا لقادة الحشد من اليمين المتطرف الشيعي في الحكومة بأني أحاول أن ﻻ أغضب اميركا .
مؤتمر فرنسا أعطى للسيد العبادي دعماً قوياً أمام الشعب وأمام الحشد وقادة الحشد الذي يريدون منه أن يترك المعركة وقيادتها لهم وهم يتحملون وزر الفعل،وهو يتعامل معهم وفقاً بنظرية (خيط معاوية) فلا يسمح لهم بقطع الخيط، فكلما ارخوه شده ،وكلما سحبوه سمح لهم دون انقطاع،وها هو يعود من فرنسا معلناً لهم بأن العالم ضدنا أيها الساسة الشيعة يااخواني اﻷعزاءلأننا كما يعتقدون قد تمادينا كثيراً بضرب وأضطهاد السنة ،فعلينا أيها لأخوة (مفردة مجاملة ومص غضب )أن نغير في أفعالنا ولو أعلامياً لنضمن رضى عالمي وعربي .
نعم هناك من يعتبر مؤتمر فرنسا لا يغير بالمعادلة الطائفية قيد أنملة،ولكن هذا المؤتمر سوف يكون حجة وجوكر بيد السيد العبادي فهو سيكون ناجحاً وجاهزاً بالحجة مع كل طرف يحاول إحراجه .
فالسيد العبادي يبدو لي قد لعبها جيداً في محاولة كسب الطرفان إيران ومن معها ،واميركا ومن سائر في فلكها ، رغم قناعة إيران أن العبادي بعيد عنها وليس من ضمن المقربين، وهي من كانت تطمح لوﻻية ثالثة لغريمه المالكي لأنه أكثر قرباً لها،فإيران أقرب لليمين المتطرف من ساسة العراق وعلى رأسهم السيد المالكي والسيد العامري وقادة الحشد ، بينما يعتبر السيد العبادي اﻵن من وجهة نظر كل العراقيين أجمع والعالم العربي واﻹسلامي من الشيعة المعتدلين (أبن بغداد هكذا دائماً) وهذا ما ﻻ يروق ﻹيران في الوقت الحاضر،لكن علينا أن نعترف ونقول بأن هذا هو الفعل الناجح الهادئ ﻷميركا قد بان علنا عندما نجحت بازاحة المالكي من الحكم وتنصيب العبادي الذي هو من نفس الحزب لغاية في نفس راعي البقر الذي يعتبر هذا اﻷجراء تهديم هادئ بمعول غير منظور لحزب الدعوة وجرهم للإنقسام مابين معسكر العبادي المعتدل ومعسكر المالكي المتطرف.
_____________
خارج النص: شهر رمضان سيكون شهراً دموياً عنيفاً ونحن نطلب من الباري أن يجعله برداً وسلاماً على العراق والعراقيين .