19 ديسمبر، 2024 1:17 ص

المصالحة الوطنية حبر على ورق

المصالحة الوطنية حبر على ورق

منذ سقوط النظام السابق وبعض الساسة يرددون ضرورة المصالحة الوطنية كي يستقر ويستقيم وضع العراق الحالي، وهم بهذا الأسلوب كمن يذر الرماد في العيون وخداع المواطن العادي لأنهم لا يهمهم مصلحة الوطن والمواطن ولم يدروا ان غالبية ابناء الشعب كما يقال “مفتح باللبن” ولا تنطلي عليه هذه الأساليب الرخيصة والمضللة حيث ان من يريد حقا المصالحة الوطنية، عليه.
١) لديه الحس الوطني ويهمه بناء الوطن بعد الخراب الذي ألم به، والتغيير لا يتم اذا لم تتغير النفوس وتتجه الى حب الوطن (لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
٢) التخلي عن دولة المكونات والاتجاه الى تأسيس دولة المؤسسات على ان تكون المواطنة العراقية هي اللبنة في بناء الدولة المدنية.
٣) اعتماد الديمقراطية كمنهج حياتي في التعامل بين ابناء المجتمع بصورة عامة.
٤) بث روح التسامح بين ابناء الشعب العراقي ونبذ روح الانتقام والثأر على ان يكون بدله التضحية والإيثار من اجل الوطن.
٥) التخلي عن دكتاتورية الاحزاب عند استلام السلطة واعتبار الشعب فوق اي اعتبار حزبي والتعامل الديمقراطي مع كافة ابناء الشعب.
٦) نبذ مبدأ سيادة الأكثرية على الأقلية حيث ان الوطن ملك الجميع ولا سلطة للأكثرية ان تحكم الأقلية وتمن عليها بالمكرمات لكونها هي لها الحكم وهي الأكثرية، فالوطن ليس ضيعة لأحد والأمير يوهب ما يملك.
٧) الإيمان بمبدأ انتقال السلطة بالطرق السلمية وعدم التمسك بالسلطة.
٨) الإيمان بان استلام السلطة هي ألية لتقديم الخدمة للشعب لا وسيلة للكسب المادي وجني المال الحرام.
٩) الابتعاد عن الأفكار الطائفية واعتماد المواطنة العراقية لكونها الأساس لبناء المجتمع العراقي.
١٠) اعادة النظر في اجراء التعديلات على الدستور العراقي باعتماد بنائه على اساس تأسيس دولة مؤسسات لا دولة مكونات كما هو قائم في هذا الدستور.
١١) إبراز هوية العراق في الدستور لكونه جزء من الأمة العربية.
١٢) فتح صفحة جديدة مع كل افراد المجتمع فمن اخطأ وارتكب جريمة وحكم عليه بجريمة مخلة بالشرف، وذلك بتجميد القيود الجنائية واعادة قانون رد الاعتبار اي لا تبقى الجريمة ضد الشخص مدى الحياة لمن استقام واندمج بالمجتمع.
١٣) تشريع قانون خاص يعاقب من يبث النعرات الطائفية او العنصرية، وتعميق حب الوطن في نفوس الجميع.
والذي يطرح الان من قبل بعض الساسة طروحات لا صلة لها بالمصالحة الوطنية الحقيقية فالبعض يطرح المصالحة بين ابناء الشعب على اساس مكوناتهم وهذا الطرح يجسد الطائفية لكون الشعب لا عداء بين مكوناته، والبعض الاخر يطرح المصالحة الوطنية على اساس مناطقي اي المصالحة بين العشائر الموجودة في المنطقة او سكنة المنطقة وهذا لا اساس له لكون المناطق لا خلاف بينها ولا عداء، وعليه فان مثل هذا التخبط من قبل السياسيين يعتبر ضحك على الذقون ووسيلة للكسب السياسي للناس البسطاء، والبعض يطرح المصالحة بين الاحزاب السياسية الحاكمة وقيام تلك الاحزاب على أسس مذهبية تعمق الانقسام والخلاف وان المصالحة تعني المحاصصة الحزبية في اقتسام غنائم السلطة على حساب مبدأ الكفاءة والخبرة السياسية في ادارة شؤون الدولة. الان لذا فان المصالحة الوطنية الحقة هي الالتزام بالمبادئ التي أسلفنا ذكرها وغير ذلك يعتبر حبرا على ورق وضحكا على الذقون.