في ذكرى سقوط الموصل .. شهادات حية لنساء تعرضن لعنف وتشريد داعش

في ذكرى سقوط الموصل .. شهادات حية لنساء تعرضن لعنف وتشريد داعش

بغداد/نينا/ تقرير عدوية الهلالي.. في العاشر من شهر حزيران من العام الماضي استبيحت مدينة الموصل وتحول سكانها بين يوم وليلة الى نازحين ولاجئين وقتل واختطف عدد كبير منهم ، اما المراة فكان مصيرها اكثر عنفا وقسوة اذ وجدت نفسها فجأة (سبية ) في سوق النخاسة او زوجة لأمير من امراء (داعش ) ..
في ذكرى سقوط مدينة الموصل ، اقامت لجنة المرأة في وزارة الثقافة احتفالية استذكارية استضافت فيها شاهدات على احداث النزوح والتهجير وتحدثت فيها نساء متخصصات في حقوق الانسان والمجتمع المدني عن السبل الواجب اتباعها لحماية المراة من التشرد والضياع والعنف ..

شهادات حية
تانيا سلمان / امراة موظفة ونازحة من مدينة الموصل ترى بأن الموصل لم تسقط في العام الماضي بل سقطت عام 2004 بسبب الصراعات الفئوية فيها ، علاوة على انها كانت بؤرة لتنظيم القاعدة بعد دخول الامريكان ،حيث قام هذا النظام باستباحة قتل الناس بشكل عشوائي سواء من الاكراد والتركمان او من العرب والمسيح ..وحين تم تطهير الموصل وتسليم السلطة الى القوات الامنية العراقية ،تولدت صراعات سياسية واستعادت القاعدة نشاطها ، والدليل على ذلك – حسب تانيا – انها رات امراة في سن الثمانين تجلد امامها لأنها قدمت كأسا من الماء للشرطة الاتحادية ..
ثم عادت تانيا لتروي ماحدث ليلة سقوط الموصل اذ تم حظر التجوال وافراغ الدوائر وقطع الماء والكهرباء وعرف الاهالي ان (داعش ) موجودون فساد الذعر فغادروا الموصل واصفة ذلك اليوم بانه كيوم ( الحشر ) اذ خرج الناس تاركين منازلهم وامتعتهم وكل ما يملكون خوفا من القتل.
من ناحيتها ، قالت الطفلة رسل التي تبلغ من العمر12 عاما النازحة من محافظة الانبار انها خرجت مع اسرتها تحت القصف في اجواء رهيبة حيث استقلت مع والدها المعاق واشقائها مركبة لنقل المواد الانشائية ..وتعيش رسل مع عائلتها بمساعدة راتب والدتها المتوفاة واضطروا الى السكن مع جدها في بغداد بعد تهجيرهم ..

مع النازحات
الدكتورة بشرى العبيدي الناشطة في مفوضية حقوق الانسان تابعت اوضاع النازحات عن كثب منذ سقوط الموصل والتقت بالنساء المتضررات من داعش …
تتمنى الدكتورة العبيدي لو كنا نحتفل هذا العام بخروج داعش من الموصل وليس بذكرى سقوطها مشيرة الى رصدها لمعاناة ومآسي النساء النازحات في مختلف انحاء العراق من خلال زيارتها لهن والتقائها بالفتيات الناجيات من داعش بعد ان قام باختطافهن باعداد كبيرة جدا ..
وتؤكد العبيدي ان عدد المختطفات بلغ 2000 امراة وكن جميعا من الايزيديات اضافة الى بعض الاديان الاخرى التي فضلت الصمت عما حاق بنسائهن فهناك اكثر من 400 فتاة تركمانية وفتيات مسلمات من طوائف اخرى ..
كما تؤكد ان عدد المختطفين من الايزيدين بلغ 3583 ايزيديا ، 1597 من النساء و1986 من الرجال مشيرة الى تحرير (280) فتاة من داعش حتى شهر كانون الاول من عام 2014 وبلوغ عددهن (700 ) فتاة حتى هذه اللحظة يعانين من اوضاع مزرية وتتراوح اعمارهن مابين (8-35 ) سنة تم استغلال الصغيرات والجميلات منهن جنسيا بينما عملت الاخريات كخادمات في منازل امراء داعش ..
وتشير العبيدي الى تعرض الفتيات الى ابشع انواع الاغتصاب ماتسبب باصابتهن باضطرابات نفسية كحالات كآبة وانهيارنفسي عدا العديد من الامراض الجسدية ..
وهناك شريحة اخرى من النساء تثير القلق هن النساء الباقيات حتى الآن تحت سيطرة داعش كما تؤكد العبيدي مشيرة الى اختراع اسلوب جديد في الموصل لمعاقبة النساء اللواتي يخالفن اوامر داعش هو ( العضاضة ) ويقوم على تدريب بعض النساء على عض اخريات بانفسن او استخدام ( العضاضة الحديدية ) التي تترك آثارا تحتاج الى عمليات تجميل ..
وفيما يخص النازحات فهناك معاناة من نوع آخر – حسب العبيدي – فهناك استغلال جنسي لهن من قبل جهات امنية ومن المنظمات الانسانية نفسها التي تقدم لهن المساعدات فضلا عن انتشار العنف الاسري بين النازحين وتزايد حالات الطلاق ..
وتتساءل العبيدي عن كيفية معالجة كل هذه الامراض النفسية والاجتماعية خاصة بعد ظهور ثقافة الكراهية التي ستحملها الاجيال مستقبلا فما بعد داعش سيكون اسوأ من زمن داعش ..

مطالبات نسوية
من جهتها ، تؤيد هناء ادور الناشطة والخبيرة في حقوق الانسان والحائزة على جائزة مركز السلام العالمي ماقالته ممثلة هيئة الامم المتحدة زينب حواباتكورا التي زارت مناطق النازحين من (ان القتال يجري على اجساد النساء ) اذ يؤدي استهداف النساء الى بث الرعب في الناس والقضاء على أي مشاعر تحرك المقاومة ، مشيرة الى ان الابشع كان ماساة الايزيديات ومهمتنا الآن هي كيفية تعزيزصمود اولئك النساء وكيف نحول احزاننا الى غضب جدي من اجل محاربة التطرف والارهاب ..
واشارت ادور الى عدد من اسماء الشهيدات اللواتي قتلن على ايدي داعش في الموصل مثل غادة شفيق ، لمياء سبهان ، بان عبد العزيز والمحاميات سميرة النعيمي ولمياء العمر والاعلامية ميسون الجوادي التي اختفت منذ دخول داعش ومازال مصيرها مجهولا فضلا عن النساء اللواتي تم اعدامهن مثل زينة العنزي ومها معيوف وندى عبد الله وابتهال يونس الحيالي نائبة المدعي العام والبرلمانية السابقة ايمان السلمان في تلعفر، والاستاذة الجامعية هناء فخري البغدادي التي قطعوا رأسها امام عائلتها لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لادانتهم ..
كما ذكرت ادور كيف استمعت في العام الماضي خلال مؤتمر مقاومة النساء للتطرف والارهاب الذي عقد في اربيل الى شهادات حية لفتيات ايزيديات تم اغتصابهن ومسيحية ترفض مغادرة وطنها والى نساء من كركوك قمن بانقاذ حياة ستة شباب من ضحايا مجزرة سبايكر ، اذ استقبلت ام خالد في منطقة العلم هؤلاء الشباب الذين وجدهم طالب جامعي في الشارع وجلبهم لها بعد احتلال تكريت ، وخلال نقلهم بالقارب الى ناحية العلم توفي الشاب غرقا واتم والده مهمته بايصالهم سالمين حيث استقبتهم ام خالد وحاولت التخفيف من روعهم ، وبعد احتلال ناحية العلم اضطرت الى تزوير هويات لهم واصطحبتهم مع عائلتها الى خارج المحافظة بعد ان اجتازت نقاط سيطرة داعش بشجاعة ، ثم سلمتهم في كركوك للسيدة ( ام علي ) وهي امراة كردية دفعت مبلغا كبيرا من المال لاحد سائقي المركبات لايصالهم الى بغداد …
بهذه الطريقة وصفت ادور مواقف النساء العراقيات التي تعكس تماسك ابنائه ووحدتهم ومشاعرهم الوطنية داعية الى العمل المشترك اقليميا ومحليا لانقاذ النساء من داعش باستخدام الوساطات وبمساعدة مجلس النواب وحكومة كردستان ومطالبة باعدام مرتكبي جرائم الاغتصاب واقرار قوانين وبرامج لتأهيل جميع الايزيديات المحررات بعد ارسال (160 ) امراة الى الخارج لتاهيلهن نفسيا ..
وتشدد ادور على ضرورة اعادة النازحين الى ديارهم بعد ان كشفت الباحثات الاجتماعيات عن ممارسة الاطفال لالعاب جنسية في المخيمات لأنهم شاهدوا ذلك بانفسهم متسائلة عن كيفية توفير البناء النفسي للنازحين والاستقرار لثلاثة ملايين شخص فضلا عن اقتلاع الكراهية من نفوسهم فانقاذ الوطن لن يكون الاببناء دولة مؤسسات مدنية تسعى الى السلام الحقيقي ..
وركزت المحامية والناشطة علياء الحسني على وجود عنف آخر يتمثل بارسال الامهات لاولادهن الى الحرب والموت مشيرة الى ضرورة الاشادة بدور المراة في التصدي لداعش كما فعلت الشهيدة امية جبارة ، والى ضرورة زيادة نسبة المرأة في المناصب السياسية والمشاركة في المؤتمرات للمساعدة في حل الصراعات اضافة الى الحد من التسليح وتشجيع النساء على تبني ثقافة السلام وتوفير الامان للمراة اللاجئة والنازحة ، ذلك ان القوانين العراقية عاجزة عن حماية المراة في فترة النزاع المسلح ..
وتدعو الحسني الى تفعيل أي نص قانوني في مايخص العنف ضد المرأة في الحياة الاجتماعية ومعارضة القوانين التي تشرعن العنف ضد المرأة …

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة