26 نوفمبر، 2024 1:49 ص
Search
Close this search box.

الحدث العراقي والعربي والعقول المغلقة

الحدث العراقي والعربي والعقول المغلقة

كل حدث يحتاج الى موقف , وكل موقف عند عامة الناس فيه حق وباطل , الحق هو الخير , والباطل هو الشر , والخير والشر هما محور حياة الناس والمجتمعات , مثلما أن الليل والنهار هما محور الكون المرئي للآنسان , لآن هناك أجزاء من الكون غير مرئية , فالثقوب السوداء وكثير من المجرات والجاذبية  نسمع بها ولا نراها , وتصديقنا بها هو تصديق عقلي وهذا أمر لايمكن أنكاره .

وتاريخيا كان كل من نمرود في أرض بابل وفرعون في أرض مصر من أكثر العقول المغلقة , فرغم ماشاهده نمرود من عدم أحراق النار لآبراهيم النبي عليه السلام , ألآ أنه ظل عاكفا على ملكه , ورغم رؤية فرعون أنفلاق البحر لموسى وأدراكه الغرق , وكلاهما نمرود فرعون أقتربا من ألآقرار بقدرة رب أبراهيم وموسى ولكنهما لم يجسدا ذلك ألآقرار بقبول عقلي منفتح على حقائق الكون والحياة , لكنه وحده أبو جهل في مكة من جزيرة العرب لم يؤمن بالمعجزات التي جاء بها النبي محمد “ص” خاتم ألآنبياء والمرسلين والتي تعمد النبي “ص” بخلقه وصبره أن يثبتها لآبي جهل واحدة واحدة حتى قضية قتل أبي جهل في معركة بدر أخبر الرسول عنها وسمى سبعين من مشركي مكة يقتلون بها وسمى أماكن قتلهم , وقبلها أثبت لهم أنشقاق القمر وشاهدوه بأم أعينهم , وجعل حجارة كبيرة من أحجار جبل في مكة تتحرك من مكانها وتسبح لله وتسلم على النبي محمد “ص” لكن أبا جهل كان يعتبر كل ذلك وهما وتخيلات , وبذلك كان أبو جهل أكثر العقول المغلقة في التاريخ , واليوم نسمع ونشاهد عقولا لايقل أغلاقها وعوقها عن عقل أبي جهل , ففي العراق فرزت لنا ألآحداث من يرددون ألآقوال التالية : تهميش أهل السنة في العراق ؟ .. القصف العشوائي , ويقصدون به المعارك التي تدور بين ألآرهابيين التكفيريين ”  وهم من أجناس ودول شتى ”  وبين الجيش العراقي ومن ثم أصبح مع الجيش الحشد الشعبي وأبناء العشائر السنية , والمقولة ألآخرى : المطالبة بأطلاق سراح السجناء والسجينات وهؤلاء الذين يقصدون أطلاق سراحهم كلهم من ألآرهابيين الذين تلطخت أياديهم بدماء العراقيين , والمقولة ألآخرى أعطاء المحافظات حق أقامة ألآقاليم وهي دعوة مبطنة للتقسيم ولآطلاق فرص تمدد ألآرهابيين التكفيريين وقد رأينا ماذا حدث للفلوجة التي نزح منها أهلها الشرفاء وبقيت وكرا للآرهابيين , ثم كان دور الموصل التي أصبحت مختطفة بيد داعش بسبب فساد مسؤولي الجيش وألآمن وغباء بعض ألآطراف الحكومية , وأخيرا حدث للرمادي ماحدث كل ذلك بسبب تلك الشعارات والمقولات التي تنطلق من عقول مغلقة ران عليها ترسبات طائفية لانصيب لها من ألآسلام دين الحق والتي ظلت تردد تهما مفبركة ومزورة لاصحة لها سوى ما يتناقله بعض الجهلة الذين لايمثلون ثقافة وأخلاقية مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين هم عيش العلم وموت الجهل , وتلك الشعارات المستهلكة التي تطلقها عقول مغلقة هي : ” سب الصحابة , سب السيدة عائشة , وبعضهم يوسعها لسب ” الخلفاء ” كل ذلك يحدث نتيجة العقول المغلقة التي لازالت تردد مقولة تفخيذ الرضيعة وهي قضية وهمية غير موجودة ألآ عند هذه العقول المغلقة التي  حرمت المسلمين والعالم من نعمة القيادة العادلة الحكيمة المصطفاة من السماء والتي أعطيت صفة ” الراسخين في العلم ” وصفة ” أهل الذكر ” وصفة ولقب ” أولي ألآمر ” .

واليوم نحن نواجه موجة جديدة من العقول المغلقة التي تريد أن تجعل من أسرائيل صديقا جغرافيا وهذا ما يتحدث به بعض الخليجيين الذين يظهرون على بعض الفضائيات , ولم تتوقف العقول المغلقة عند ذلك وأنما تريد أن تحول أيران الى عدو للعرب والمسلمين ونحن  أنما نقول ذلك لادفاعا عن أيران كما تتوهم العقول المغلقة وأنما حرصنا على أن يكون العقل العربي حضاريا مدنيا يتفهم الجغرافيا وتدافع الناس لصالح ألآجتماع ألآنساني  , وتصريحات سعود الفيصل وبندر بن عبد العزيز وبعض الكتاب السعوديين مثل عبد الرحمن الراشد وجمال خاشقجي وغيرهم يمثلون هذا اللون من العقول المغلقة , والحدث السوري لمن يمتلك عقلا نيرا يعرف مدى همجية ومشاغبة العقول المغلقة التي تسكت على جرائم أوردكان في سورية ومعه ألآمارة الصغيرة قطر التي تفاوض في لبنان مع جبهة النصرة لآطلاق سراح العسكريين اللبنانيين المختطفين في جرود عرسال اللبنانية , فالعقول المغلقة هي التي تريد تفتيت سورية والعراق بحجة أستبدال نظام بشار ألآسد بالشيشانيين ومن معهم من عصابات تعرف التخريب ولا تعرف البناء , والعقول المغلقة هي التي لم تر كثافة المصوتين على أنتخاب بشار خارج سورية وليس فقط داخلها , وهذه العقول المغلقة هي التي يحلو لها تسمية أشرف مقاومة واجهت العدو الصهيوني وهزمته عام 2000 وعام 2006 وبأعتراف ألآسرائيليين أنفسهم ولكن عرب العقول المغلقة لازالوا يسمون حزب الله اللبناني بالمليشيا ألآرهابية وينكرون على هذه المقاومة الشجاعة والشريفة حمايتها للحدود اللبنانية من ألآرهابيين والصهاينة , والعقول المغلقة نتيجة المصالح الشخصية أصبحت عدوى في المنطقة العربية فجماعة 14 أذار في لبنان يرون  حزب الله مخربا وجالبا لداعش والعصابات ألآرهابية بينما يرى غالبية اللبنانيين أنه لولا حزب الله لما بقي للبنان من أمن ولا كيان محترم , وأغرب مدعيات العقول المغلقة  هو أعتبارجبهة النصرة ألآرهابية معارضة معتدلة ؟ ولذلك تعمل السعودية وقطر وتركيا بغطاء أمريكي على دعم جبهة النصرة , ومن ألآمثلة الصارخة للعقول المغلقة المعارضة السورية المسماة بألآئتلاف والمقيمة في أسطنبول وجدة والدوحة والتي زار بعضها أسرائيل وهؤلاء يقولون أن نظام بشار ألآسد يوفر الغطاء الجوي لداعش ؟ وهم يحرضون كلا من أمريكا وأسرائيل وتركيا على قصف سورية ؟

ثم كانت توجهات العقول المغلقة لضرب اليمن وتدميره بأسم عاصفة الحزم التي أستجمعت لها السعودية كل ألآغراءات المالية مستغلة وضع مصر المالي وألآمني ووضع السودان الضعيف ووضع ألآردن البرزخي مع المحور التوراتي ووضع المغرب العربي المهدد بألآرهاب , ومن مقولات العقول المغلقة هو تحرير اليمن من أحتلال الحوثيين ؟ وكأن الحوثيين  قادمون من قارة أخرى وليسوا هم أبناء اليمن , وشبيه هذه النعرة ما أثير بوجه الحشد الشعبي في العراق من مقولات طائفية وعنصرية لاتنتمي لروح ألآسلام ولا للغة العصر , ومن دعاوى العقول المغلقة في حربها على اليمن هو أعادة الشرعية ؟ ويقصدون به عبد ربه هادي منصور المنتهية ولايته والممد له بصورة غير دستورية والهارب من شعبه لآنه خان شعبه ورهن نفسه للعائلة السعودية , ومثلما قامت داعش وعصابات ألآرهاب بنبش القبور وتهديم ألآضرحة والمساجد والمدارس والمستشفيات وقتل ألآبرياء كذلك قام الطيران الحربي السعودي المدعوم لوجستيا من أمريكا بضرب القبور وتهديم المساجد وألآضرحة كما فعلت مع قبر حسين بدر الدين الحوثي وكما قصفت مسجد الهادي وهو من المساجد التاريخية وقصفت المستشفيات ومحطات الماء والكهرباء والمدارس والجامعات والطرق والجسور وقتل المواطنين ألآبرياء بقنابل محرمة دوليا كما قالت منظمة هيومن  رايت ووج  , لقد بلغت هستيريا العقول المغلقة أنها تريد تدمير اليمن الشعب الفقير , ولكنه شعب لايقهر ولا يهزم وتاريخه يشهد على ذلك , ومن حماقة التابعين للنظام السعودي ما صرح به أحدهم قائلا : كفانا حكمة وعقلا نريد أن نضرب اليمن ونمنع أيران من التمدد ؟ وقال أخر : أنا لا أفرق بين داعش والحوثي ؟ هذه هي العقول المغلقة التي يواجهها الحدث العراقي والعربي والتي تعمل على أطالة المحنة , ولكن المفتونين  بها ومن يقف ورائهم لايعلمون أن جولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة وهناك يخسر المبطلون.

أحدث المقالات