23 نوفمبر، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

الارهاب وعنصرية العداء للعرب الارهاب وعنصرية العداء للعرب

الارهاب وعنصرية العداء للعرب الارهاب وعنصرية العداء للعرب

بحق او بباطل، كلما وقعت حادثة يمكن تصنيفها في خانة الارهاب، رادفها اتهام العرب بتنفيذها. فكثير من العمليات الارهابية التي وقعت في انحاء مختلفة من العالم، استهدفت الوجه العربي بقدر ما استهدفت المدنيين الابرياء.

فالمتتبع لاحداث الارهاب الاخيرة يلاحظ ــــ في اوربا خصوصا ـــ وجود علاقة مباشرة بين ازدياد عمليات الارهاب في مناطق عدة من اوروبا وبين تزايد حدة العداء العنصري للعرب في الغرب. هذه الملاحظة لا يهتم بها الذين يساهمون او يخططون لعمليات الارهاب لأسباب عديدة منها:

* ان الذين يقومون بهذه العمليات يركزون عادة على الاهداف القريبة المتوخاة من العملية. مثل الافراج عن مجموعة معتقلين في بلد من البلدان، او الاقتحام السريع لساحة العمل السياسي عن طريق (الدعاية المسلحة).

ان اهتمامهم الرئيس ينصب على رصد نتائج عملهم في محيطهم المباشر من حيث اكتسابهم للمزيد من المؤيدين والانصار وبروز المنظمة التي ينتمون اليها كالطرف الأكثر تشدداً وفاعلية في العمل والاساليب والاهداف.

* ان هذه المنظمات لا تأبه كثيراً لأصداء اعمالهم على صعيد الرأي العام العالمي، فالعالم في نظرها يتأثر بالاعلام بشكل او بآخر. والغرب، في رأيها، مشبع بالعداء للعرب وللاسلام وللشرق، والذين حاولوا في الماضي التأثير على الغرب لم يخرجوا الا بالخيبة والفشل. والاهتمام بالغرب في اوساط الذين يخططون للعمليات الارهابية يكاد يقتصر على رصد مدى اهتمام وسائط الاعلام الغربي بهذه العملية او تلك بصرف النظر عن الموقف الذي تتخذه تلك الوسائط من العملية.

ان هذا الموقف المبسط للغرب يتجاهل بعض الحقائق ذات الصلة المباشرة بتطور القضية العربية على الصعيد الدولي، وهي تفسح المجال لخصوم هذه القضية لكي ينالوا منها ويحققوا ربحاً لا يستخدمونه. فالمجتمعات الغربية مثلها مثل اية مجتمعات اخرى، ليست كلاً موحداً. هناك في هذه المجتمعات من يتطلع الى العلاقة مع العالم العربي بمنظار العداء التاريخي بين الشرق والغرب، او الصراع بين المسيحية والاسلام، او التنافس بين العرب والاوروبيين، هناك احزاب وجماعات سياسية وثقافية وفكرية تمثل هذا التيار بوضوح فتسّعر العداء للعرب، وتسيء الى مصالحهم، وتشد من ازر اعدائهم. بل وتهددهم بالاذى المادي المباشر.

التشهير بالعرب هدف صهيوني، ودفن القضايا العربية في كفن الارهاب هدف امريكي، ومن يمد الاثنين بذخيرة يستحق المحاكمة والحساب.

ان غموض هوية مرتكبي هذه العمليات، يشكك في ان فاعليها عرب، منطقياً على الاقل، ومن مصلحة العرب ان يحولوا هذا الشك الى يقين، وان يحولوا المنطق الى وقائع ومواقف منظورة حتى يلغوا هذا الربط بين العرب والارهاب، فالمصلحة القومية تقتضي التحسب لمحطات يتم التوقف عندها، عمداً او صدفة، لايقاف مسيرة القضايا العادلة. فكلما كسبت القضايا العربية نصيراً طاردته العمليات الارهابية . في امريكا مثلاً، مازال للقضايا العادلة عدد من المنصفين يحاول جاهداً اقناع الادارة الامريكية بأعادة النظر في تعريفها للارهاب، وبالبحث عن خلفيات العداء للامريكان في المواقف الامريكية تجاه الوطن العربي.

هذه الاقلية تناهض الحملة العنصرية التي جعلت صفة الارهاب مرادفة لكلمة العرب، وهي تبذل جهدها لانقاذ جوهر القضايا من الحطام الذي انزله بها بركان الارهاب. والمشكلة التقليدية لتلك الاقلية تكمن في قوة وتسلط التيار المعادي للعرب، انما مشكلتها الاضافية برزت مؤخراً نتيجة ضعف حجتها في تبرير سلسلة من العمليات افتقدت تماماً المنطق ووضوح الهدف.

فالدفاع عن الدوافع مستحيل في غياب وضوحها، وتكرار مثل هذه العمليات يسلب القضايا العربية ما احرزته من تعاطف استغرق تهذيبه سنوات عديدة، كما انه يخدم في تحويل الانظار عن القضايا العادلة لمصلحة لصق الارهاب على وجه المقاومة المشروعة.

الاقلية المنصفة في امريكا واوروبا تميز بين المقاومة والارهاب، محاولة صد التيار الذي يهدف الى دمج الاثنين، ومهمتها صعبة تستحق معونة اصحاب القضايا عبر مواقف ملموسة تترفع عن الارهاب وتؤكد حقها في المقاومة.

وفي العديد من المجتمعات الغربية تبرز الكثير من الاعمال الرسمية او غير الرسمية التي تعبر عن الكره للعرب والاسلام. ولكن هل من السهل القول ان هذه المواقف تعبر عن مشاعر الغربيين قاطبة؟ وهل يمكن للعرب تبديد العداء الذي يطل عليهم من بعض المجتمعات الغربية؟

هناك اولاً، الفرز الذي يلحق بمصلحة الامة ككل، فتزايد العداء في اوساط الرأي العام الغربي يؤثر في النهاية تأثيراً ملموساً على سياسات الحكومات تجاه القضية العربية، بحيث يدفعها الى سلوك طريق اكثر سلبية تجاهها واكثر تعاطفاً مع السياسات والمصالح الصهيونية، ثانيا، هناك ضرر أقل اهمية من الاول وهو الاذى الذي يلحق بملايين العرب الذين يقيمون في الغرب عندما تشتد موجة العداء العنصري للعرب، وهؤلاء يمكنهم ان يفيدوا امتهم ولو عاشوا خارج الوطن العربي.

ان هذه الاضرار ليست مبررة لانه بامكان العرب ان يحدوا من تزايد العداء لهم، فالمجتمعات الغربية فيها الكثير من القوى الصديقة التي تظهر من الحماس للعرب اكثر مما يظهرون هم لانفسهم احياناً.

ويمكن تحقيق هذه الغاية اذا اتجهت القوى العربية المعنية الى تعزيز صلاتها وعلاقاتها مع هذه الاوساط والى تزويدها بصورة واضحة عن مواقعها تجاه الاحداث الاقليمية والدولية، وبالمقابل يفيد

القوى العربية ان تبدي اهتماماً اكبر بملاحظات هذه القوى الصديقة خاصة في مجال العمل السياسي والدعائي في الغرب.

قد تكون حجة من يقوم بالعمليات الارهابية، انه يضرب المصالح الغربية، انما، بعدما تم ما تم من عمليات وحتى ان تم تنفيذ اضعافها، فأن المصالح الغربية تبقى بخير وعافية، وهي لمن لا يعرفها ليست مؤسسات علمية ضخمة ولا بنوك مالية متنفذة، انما قد تتمثل في مجرد سيكارة (فليب موريس).

[email protected]

الارهاب وعنصرية العداء للعرب
بحق او بباطل، كلما وقعت حادثة يمكن تصنيفها في خانة الارهاب، رادفها اتهام العرب بتنفيذها. فكثير من العمليات الارهابية التي وقعت في انحاء مختلفة من العالم، استهدفت الوجه العربي بقدر ما استهدفت المدنيين الابرياء.

فالمتتبع لاحداث الارهاب الاخيرة يلاحظ ــــ في اوربا خصوصا ـــ وجود علاقة مباشرة بين ازدياد عمليات الارهاب في مناطق عدة من اوروبا وبين تزايد حدة العداء العنصري للعرب في الغرب. هذه الملاحظة لا يهتم بها الذين يساهمون او يخططون لعمليات الارهاب لأسباب عديدة منها:

* ان الذين يقومون بهذه العمليات يركزون عادة على الاهداف القريبة المتوخاة من العملية. مثل الافراج عن مجموعة معتقلين في بلد من البلدان، او الاقتحام السريع لساحة العمل السياسي عن طريق (الدعاية المسلحة).

ان اهتمامهم الرئيس ينصب على رصد نتائج عملهم في محيطهم المباشر من حيث اكتسابهم للمزيد من المؤيدين والانصار وبروز المنظمة التي ينتمون اليها كالطرف الأكثر تشدداً وفاعلية في العمل والاساليب والاهداف.

* ان هذه المنظمات لا تأبه كثيراً لأصداء اعمالهم على صعيد الرأي العام العالمي، فالعالم في نظرها يتأثر بالاعلام بشكل او بآخر. والغرب، في رأيها، مشبع بالعداء للعرب وللاسلام وللشرق، والذين حاولوا في الماضي التأثير على الغرب لم يخرجوا الا بالخيبة والفشل. والاهتمام بالغرب في اوساط الذين يخططون للعمليات الارهابية يكاد يقتصر على رصد مدى اهتمام وسائط الاعلام الغربي بهذه العملية او تلك بصرف النظر عن الموقف الذي تتخذه تلك الوسائط من العملية.

ان هذا الموقف المبسط للغرب يتجاهل بعض الحقائق ذات الصلة المباشرة بتطور القضية العربية على الصعيد الدولي، وهي تفسح المجال لخصوم هذه القضية لكي ينالوا منها ويحققوا ربحاً لا يستخدمونه. فالمجتمعات الغربية مثلها مثل اية مجتمعات اخرى، ليست كلاً موحداً. هناك في هذه المجتمعات من يتطلع الى العلاقة مع العالم العربي بمنظار العداء التاريخي بين الشرق والغرب، او الصراع بين المسيحية والاسلام، او التنافس بين العرب والاوروبيين، هناك احزاب وجماعات سياسية وثقافية وفكرية تمثل هذا التيار بوضوح فتسّعر العداء للعرب، وتسيء الى مصالحهم، وتشد من ازر اعدائهم. بل وتهددهم بالاذى المادي المباشر.

التشهير بالعرب هدف صهيوني، ودفن القضايا العربية في كفن الارهاب هدف امريكي، ومن يمد الاثنين بذخيرة يستحق المحاكمة والحساب.

ان غموض هوية مرتكبي هذه العمليات، يشكك في ان فاعليها عرب، منطقياً على الاقل، ومن مصلحة العرب ان يحولوا هذا الشك الى يقين، وان يحولوا المنطق الى وقائع ومواقف منظورة حتى يلغوا هذا الربط بين العرب والارهاب، فالمصلحة القومية تقتضي التحسب لمحطات يتم التوقف عندها، عمداً او صدفة، لايقاف مسيرة القضايا العادلة. فكلما كسبت القضايا العربية نصيراً طاردته العمليات الارهابية . في امريكا مثلاً، مازال للقضايا العادلة عدد من المنصفين يحاول جاهداً اقناع الادارة الامريكية بأعادة النظر في تعريفها للارهاب، وبالبحث عن خلفيات العداء للامريكان في المواقف الامريكية تجاه الوطن العربي.

هذه الاقلية تناهض الحملة العنصرية التي جعلت صفة الارهاب مرادفة لكلمة العرب، وهي تبذل جهدها لانقاذ جوهر القضايا من الحطام الذي انزله بها بركان الارهاب. والمشكلة التقليدية لتلك الاقلية تكمن في قوة وتسلط التيار المعادي للعرب، انما مشكلتها الاضافية برزت مؤخراً نتيجة ضعف حجتها في تبرير سلسلة من العمليات افتقدت تماماً المنطق ووضوح الهدف.

فالدفاع عن الدوافع مستحيل في غياب وضوحها، وتكرار مثل هذه العمليات يسلب القضايا العربية ما احرزته من تعاطف استغرق تهذيبه سنوات عديدة، كما انه يخدم في تحويل الانظار عن القضايا العادلة لمصلحة لصق الارهاب على وجه المقاومة المشروعة.

الاقلية المنصفة في امريكا واوروبا تميز بين المقاومة والارهاب، محاولة صد التيار الذي يهدف الى دمج الاثنين، ومهمتها صعبة تستحق معونة اصحاب القضايا عبر مواقف ملموسة تترفع عن الارهاب وتؤكد حقها في المقاومة.

وفي العديد من المجتمعات الغربية تبرز الكثير من الاعمال الرسمية او غير الرسمية التي تعبر عن الكره للعرب والاسلام. ولكن هل من السهل القول ان هذه المواقف تعبر عن مشاعر الغربيين قاطبة؟ وهل يمكن للعرب تبديد العداء الذي يطل عليهم من بعض المجتمعات الغربية؟

هناك اولاً، الفرز الذي يلحق بمصلحة الامة ككل، فتزايد العداء في اوساط الرأي العام الغربي يؤثر في النهاية تأثيراً ملموساً على سياسات الحكومات تجاه القضية العربية، بحيث يدفعها الى سلوك طريق اكثر سلبية تجاهها واكثر تعاطفاً مع السياسات والمصالح الصهيونية، ثانيا، هناك ضرر أقل اهمية من الاول وهو الاذى الذي يلحق بملايين العرب الذين يقيمون في الغرب عندما تشتد موجة العداء العنصري للعرب، وهؤلاء يمكنهم ان يفيدوا امتهم ولو عاشوا خارج الوطن العربي.

ان هذه الاضرار ليست مبررة لانه بامكان العرب ان يحدوا من تزايد العداء لهم، فالمجتمعات الغربية فيها الكثير من القوى الصديقة التي تظهر من الحماس للعرب اكثر مما يظهرون هم لانفسهم احياناً.

ويمكن تحقيق هذه الغاية اذا اتجهت القوى العربية المعنية الى تعزيز صلاتها وعلاقاتها مع هذه الاوساط والى تزويدها بصورة واضحة عن مواقعها تجاه الاحداث الاقليمية والدولية، وبالمقابل يفيد

القوى العربية ان تبدي اهتماماً اكبر بملاحظات هذه القوى الصديقة خاصة في مجال العمل السياسي والدعائي في الغرب.

قد تكون حجة من يقوم بالعمليات الارهابية، انه يضرب المصالح الغربية، انما، بعدما تم ما تم من عمليات وحتى ان تم تنفيذ اضعافها، فأن المصالح الغربية تبقى بخير وعافية، وهي لمن لا يعرفها ليست مؤسسات علمية ضخمة ولا بنوك مالية متنفذة، انما قد تتمثل في مجرد سيكارة (فليب موريس).

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات