الانسان غالبا ما يكون ابن يومه ينسى ما مضى عليه قبل قليل فضلا عن الكثير ولعل اغلب العراقيين ينسون ما يمرون به من احداث ومنذ عشرات السنين فمثلا وانا اتكلم عن الجيل الخمسيني الذي يعيش الان فأول ما فتحنا عيوننا على حرب الشمال ثم انتهى بنا المطاف الى حربا شعواء استمرت الى ثمان سنين اهلكت الحرث والنسل مع الجارة ايران ثم لم تمض مدة قليلة والا ودخلنا في حرب جديدة وهي حرب الكويت الاولى والتي انتهت لتبدأ حرب الخليج الثانية وليكون المطاف حرب الاحتلال الامريكي وبعدها حرب القتل على الهوية ثم لننتهي في زماننا هذا الى حرب داعش ولا ندري متى ستنتهي والى ما ستنتهي وفي كل حرب يخسر العراقيون الاف الشباب ويهدر المليارات من خزينة الدولة وتهديم تام للبنى التحتية والاجتماعية والاخلاقية والدينية لان الحروب تكون نتائجها معروفة. السؤال الذي يطرح نفسه والمفروض ان يقوم كل واحد منا بسؤال نفسه عنه وان لم يكن احد سأل نفسه انا سألت نفسي. لماذا هذا القتل والدمار الذي يتعرض له الشعب العراقي من دون شعوب المنطقة؟ وطبعا الاجابة لن تكون ان هذا ما كتبه الله لنا لأننا سنقوم ومن حيث لا نشعر بنسب الظلم لله سبحانه وتعالى ، وهناك شيء اخر وهو لماذا يكون رد قياداتنا الدينية مبنية على رد الفعل يعني اننا نلاحظ ومنذ عشرات السنين ان القيادة الدينية تعبئ الجماهير للقتال وتقوم بتوفير فرص مجانية للموت ولكن لم نلحظ ان شخصا ما قام بتشخيص الاسباب التي دفعت بنا الى هذا المصير المؤلم فهل من المعقول ان يكون الخلل في التشريع او عدم قدرة النص الشرعي على تقديم الحلول الناجعة لما يمر به البلد ام هناك خطأ ما قد يكون متعلق بمن يفسر لنا النص الشرعي او عدم وجود من يفسر لنا النص الشرعي لنستنبط منه الحل لمآسينا ، هذا من جهة ومن جهة اخرى الا يستحق الواقع المر والارث المؤلم للشعب العراقي ان نقف ولو لمرة واحدة ونبحث عن حلول غير هذه المطروحة ان وجدت ام اننا وعلى نظرية النائبة حنان الفتلاوي منبطحين لواقعنا هذا وهل سيأتي اليوم الذي نخرج فيه من دهاليز الظلمة لننظر الى العالم كيف يعيش والى اين وصل وهل يمكن ان يأتي يوم فكر فيه العراقي بأمور تتعدى البيت والسيارة والكهرباء وهل سيبقى ابناء دجلة والفرات يحلمون بماء يملأ انهارهم وشطآنهم واهوارهم الحزينة وهل سيأتي اليوم الذي نصدق فيه ان ارض العراق كانت تسمى ارض السواد فألى متى يبقى حالنا هكذا والى متى يبقى البعير على التل؟؟!! .