إن من يتكلم عن قضية الإمام المهدي عليه السلام يجب أن يكون ملما بها ومطلعا عليها وكذلك يمتلك أثارا تدل على انه مطلع عليها والكلام هنا يخص المتصدين لعنوان المرجعية وليس عامة الناس, بل إننا نجد بعض عامة الناس أفضل من بعض المتصدين لعنوان المرجعية الذين لا يملكون حظا من العلم مطلقا وليس قضية المهدي عليه السلام فحسب.
وما تطرق السيستاني لقضية المهدي في خطبة الجمعة يوم الجمعة 29 / 5 / 2015م ما هي إلا لغرض زيادة الحقن والشحن الطائفي وعزف على وتره, وهي رسالة يبعث بها إلى الحشد والمليشيات من جهة ومن جهة أخرى يدفع ببقية الناس إلى الذهاب إلى المعارك و الهروب والانكسارات والخسائر التي حصلت وتحصل في الحشد والجيش وعزوف الناس عن الالتحاق, فكيف يجر الناس لتطبيق هذه الفتوى ؟ وما يؤيد ما أقوله هو قرار مجلس الوزراء القاضي بتفريغ الموظفين الحكوميين من وظائفهم مع احتساب رواتبهم واستمرار صرفها وهذا لمن يرغب في التطوع ؟؟!!, وهذا ما دفعه إلى التطرق لقضية الإمام المهدي في محاولة منه إلى إيهام الناس بان هذه القضية هي قضية الإمام المهدي, طيب لو كان الأمر كذلك فعليه أن يثبت لنا ذلك خصوصا وانه قبل 12 سنة تقريبا وبالتحديد سنة 2003 حرم الجهاد ضد المحتل بحجة غيبة الإمام حيث كان نص فتياه ” لا يوجد جهاد في زمن الغيبة, وللدفاع مراتب لا يمكن تخطيها ” … فهل ياترى ظهر المهدي الآن وأمره بالإفتاء ؟ أم هذا اجتهاد شخصي ؟ أم انه أمر من جهات عليا ؟.
ثم تساؤل أخر ماهي معرفة السيستاني بالمهدي ؟ كيف لنا نحن أن نعرف انه يعرف المهدي؟ هل يمتلك بحوثا عقائدية تناولت قضية الإمام المهدي ؟ ثم تساؤل أخر وهو هناك الكثير من الدعوات التي تدعي المهدوية فلماذا لم نرى أو نسمع أو نقرأ انه قام بالرد عليها ودافع عن المهدي الذي أصبح غرضا تحوم حوله الشبهات والافتراءات بسبب تلك الدعوات من جهة ومن جهة أخرى سبب سكوت المتصدين على رأسهم السيستاني وكأنهم يمضون ويقبلون بتلك الدعوات المنحرفة.
والمضحك بالأمر إن استخدام هذا اللفظ ( إن المعارك التي يخوضها العراقيون ضد تنظيم ” داعش” حاليا، هي تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الإمام المهدي المنتظر، ليس في العراق فحسب، وإنما في أي مكان آخر”لأن دولة المهدي هي كل الأرض” ) بحسب قول عبد المهدي الكربلائي … لانه يوحي أن السيستاني يدعي انه ممهدا للمهدي وانه أفتى بالجهاد من أجل التمهيد للمهدي ؟؟؟!! طيب كيف حصل السيستاني على مهمة التمهيد ؟ هل بالإيحاء أم باللقاء أم بالرؤية أم بماذا ؟ إن لم يكن قد شاهد والتقى بالإمام المهدي فكيف أفتى بالجهاد الذي أصبح الآن حسب رؤيته مهمة تمهيدية ؟؟!! إن كان يقول بأنه شاهد المهدي فانه مفترِ كذاب لان الإمام يقول ( من ادعى الرؤية والمشاهدة قبل الصيحة والسفياني فانه مفتر كذاب ) … وإذا كانت الصيحة والسفياني – وهي من علامات ظهور المهدي – قد تحققتا فكيف يمكن للسيستاني أن يثبت لنا ذلك ؟! نريد منه بحوث عقائدية تؤكد وتؤيد لنا وقوع وتحقق تلك العلامات.
ثم كيف تكون حرب المهدي عليه السلام حرب في أي مكان أخر ؟ هل نسي إن الروايات تشير إلى إن حرب الإمام هي في العراق وبالتحديد في الكوفة ؟! حيث تشير إلى انه يضع السيف في عتاة وطغاة أهل الكوفة أما بقية البلدان فهي ستنقاد له سلميا ؟! لكن أنا على يقين بأنه لا يعلم بهذه الأمور والروايات ويجهلها لأنه غير مطلع عليها وعلى قضية الإمام المهدي بصورة عامة, وما استخدامه هذه الفقرة وهذه القضية إلا دليل وإشارة على انه يريد أن يحرق العالم بحرب طائفية وخصوصا في العراق, وهو يوهم الناس بأنهم الآن يقاتلون تحت إمرة المهدي بما انه أي السيستاني ممهدا له ؟؟!!
فمرجعية السيستاني الآن تستخدم عواطف الناس ومشاعرها وتعزف على وتر العقائد لديهم من اجل مشروعها الطائفي مستخدما علاقة الناس بأهل البيت عليهم السلام ورفع شعارات الثأر, مثل يا لثارات الحسين ولبيك يا حسين يا زهراء يا زينب وصولا إلى التمهيد للمهدي !!!إن كان السيستاني على علاقة ومعرفة بقضية المهدي فأين ما يدل على ذلك ؟ فهو عاجز عن إثبات اجتهاده فكيف يستطيع أن يعرف المهدي ؟؟!! هذه هي حقيقة هذه المرجعية الفارغة عليما ….
يقول المرجع الصرخي الحسني في حوار له مع جريدة الوطن المصرية … وردا على سؤال للصحيفة ” * بعد عام 2003 وهو عام غزو واحتلال العراق تصدر السياسيون الشيعة للحكم في العراق، وبنفس الوقت ارتفعت على المنابر الشيعية التجاوزات والشتم لصحابة الرسول وطعن بشرف أمهات المؤمنين، هل تعتقد أن هذا التوجه كان مقصودًا لزرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي؟ وأين دور المراجع الشيعية في العراق من كل هذا؟”…
فكان جوابه ….
{…ماذا تتوقع من مرجع مدعي المرجعية ومنتحلها بلا استحقاق، مرجع الفراغ العلمي والوهم والخيال، مرجع الفضائيات والإعلام الزائف الذي ارتبط بمشروع الاحتلال ومشروع الفساد والإفساد، مرجع الكذب ووجهي النفاق وجه للإعلام ووجه للشحن الطائفي وفتاوى التهجير والتدمير و السلب و النهب والفتك والقتل والاقتتال؟!…}.