عرفته منذ النصف الثاني من عقد ثمانينيات القرن الماضي وهو يعيش في مسكن متواضع قريب جدا من سكة القطار المار من مدينة قم الى باقي مدن ايران وكلما مرّ القطار بجانب بيته تستشعر بالاهتزازات في جدرانه كونه بيتا متواضعا مثله مثل باقي بيوت الفقراء وبسطاء الناس على الرغم ان للشيخ الفقيد مكاتب متعددة سواء في قم او غيرها من المدن تقوم بتوزيع المساعدات خصوصا على العراقيين القادمين من العراق والذين هجرهم نظام البعث انذاك ولديه مجاميع متنقلة على بعض معسكرات ايواء اللاجئين العراقيين في الشمال والاهواز جنوبا لمتابعة ما يحتاجونه وتوزيع المساعدات عليهم وكل ما يصله من الاموال الشرعية فلم تكن تلك الاموال تتوقف بين يديه بل مباشرة كانت تصل الى ايدي المحتاجين وكل العراقيين الذين كانوا في تلك الفترة يعرفون ذلك جيدا خصوصا عوائل الشهداء والايتام وكل من هو قادم جديد الى ايران بدءً من السكن الى الطعام والشراب والاحتياجات الصحية وغيرها من الاحتياجات الاخرى .
لم تتغير الثوابت عند الشيخ الفقيد مهما تغير المكان او الزمان فعندما سقط النظام السابق عاد الى العراق ليعيش محنة العراقيين ومواجهتهم الموجات الارهابية القادمة من خارج الحدود وكان يعيش هاجس معاناة العراقيين ويتابع آلامهم ويتصدى بالمشورة والكلمة واصدار البيانات التي تحافظ على مسيرة الامة والثبات والوقوف بوجه كل المؤامرات وحتى عندما يكون على أراضي القارة الاوروبية زائرا لها للعلاج ويكون في المنتديات الاسلامية وهو يحاضر في عمق المبادئ والقيم العليا وينتقد بشكل واضح الحياة التي يتم اعتمادها في هذه البلدان ويحذر كثيرا من فلتان ابناء الجالية المسلمة وانجرافهم في موجة الحياة الغير
منضبطة في كثير من الاحيان بسبب الانفتاح وعندما تحاول أي مؤسسة اسلامية لأبناء الجالية تكريمه يرفض ان يكون التكريم بتقديم الهدية له لزهده وتواضعه لأنه يعيش حياته ذاتها التي بدأها منذ صغره فلا تعنيه المظاهر شيئا اكثر مما ان يقدمه للامة الاسلامية وللمستضعفين ولكل الفقراء.
رحمك الله ايها الشيخ الورع والتقي والزاهد والمجاهد العامل في سبيل الله اينما حطت رحاله .