23 ديسمبر، 2024 4:22 م

لم يعد خافيا على أحد أن أقبح الصوات الطائفية تلك التي تصدر عن سياسيين ، يحسبون أن قدرتهم على الأرض ونجاحهم في تكوين ميليشيات تعطيهم الحق في التغول على الدولة والتغول على القانون والأعراف ، وهؤلاء كما يعرف الجميع يستقطبون أصواتا تعزف نغمات النشاز نفسها وتكررها بعيدا عن الذوق والكياسة والكلام الرصين .

وللأسف الشديد يكون الخوف والطمع والرغبة التسلط والحصول على امتيازات سببا في دفع البعض من أصحاب النفوس الضعيفة للتقرب من هؤلاء على حساب أرضهم وأهلهم ومبادئهم إن كانت ثمة بقية !!

وما حصل في جلسة مجلس النواب التي انتهت بالتصويت على اقالة السيد أثيل النجيفي محافظ نينوى خير مثال لعمق الأزمة الأخلاقية ، وهشاشة التكوين السياسي والمبدئي .

عمت الطائفية عيون البعض ، وعمى الحقد والغيرة عيون آخرين ، لتكون النتيجة ضربة قاسية للمسيرة السياسية والمصالحة الوطنية ، وخدمة مجانية لتنظيم داعش الإرهابي .

حتى أن البعض ممن يحملون من الفضائح والجرائم ما يؤهلهم للتقديم إلى محاكم دولية يدعو إلى تقديم السيد أثيل النجيفي إلى القضاء ، لأنه سبّب سقوط الموصل وكأن السيد أثيل كان قائدا للقوات المسلحة التي هربت من الموصل دون قتال .

وهم أنفسهم من تجف ألسنتهم دفاعا عن القائد العام ، والقادة الفاسدين الذين قدموا الموصل على طبق من ذهب إلى داعش .

ماذا يريد هادي العامري وحنان الفتلاوي وعالية نصيف وعبد الرحمن اللويزي وعبد الرحيم الشمري وأحمد الجبوري غير الانتقام من الموصل وأهلها ورجالها وتاريخها وحضارتها ، إنهم غير معنيين بداعش إذ يلتقون معها في استهداف الرجال المضحين الذين يشكلون الأمـل الأخير لشعب نينوى ..

وفي هذا المستنقع يكون هؤلاء أبطال الانهيار الشامل ، وفي هذا يلتقون مع داعش في الهدف النهائي وعوا ذلك أم لا ..