17 نوفمبر، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

المؤسسة الدينية وعقلية المؤامرة في الدولة العراقية الحديثه

المؤسسة الدينية وعقلية المؤامرة في الدولة العراقية الحديثه

نشأت الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن المنصرم, ونشأ معها فكر المؤامرة الحديث بإمزجة سياسية دينية , فلو استقرئنا بصورة مبسطة خصائص الحكومات المتعاقبة عليها لوجدنا عاملاً مشتركاً فيما بينها ألا وهو الدور المؤسساتي الديني, فكثير ممن كتبوا في تاريخ هذه الفترة وثّقوا لنا صوراً لمراجع دين يتوسطون رجال السياسة من الملك وحاشيته أو رئيس الوزراء وملحقيته , ولعل ابرز دور هو ذلك الدور الذي لعبته مرجعية السيد محسن الحكيم والذي نُصّب كمرجع أعلى للشيعة , حيث قيل عن الحكيم انه جعل من برانيه مكتبا وذلك لكثرة الوفود السياسية التي كانت تقصده من قبل الحكومات الإقطاعية الملكية , ,حتى بدأت ثورة تموز عام 1958 والتي لم يكن لمرجعية السيد محسن الحكيم موقفا ايجابيا منها فقد أغلق بابه عليها ورفض حتى مبالغ أُرسلت للفقراء من قبل الحكومة فكان هو السبب في وئدها حيث لم تصدر منه برقية تهنئة ولا أشاد بهذا الانجاز العظيم بل راح يُصدر فتاوى مبطنة قاصرة, كالشيوعية كفر وإلحاد , التي سمحت للتيارات العارفية وغيرها من الأنقضاض على مؤيدي الثورة وارتكاب مجاز بشعة هيئت للانقلاب على الثورة الفتية , وبخلاف ذلك مثلاً كان السيد محمد باقر الصدر مؤيدا للثورة معبراً عنها بأنها أنجاز تأريخي عظيم وكبير هنأ الشعب العراقي لأجله , وما يدور في ساحتنا اليوم من تظاهرات هي من نفس الصورة, وكأن الأيام تعيد نفسها فالقوم هم أبناء القوم والمؤسسة الدينية التي تتّبع حكومة أمريكا العظمى وشاه إيران الفقيه هي نفسها المرجعية التي كانت تبعا لحكومة المملكة العظمى وشاهنشاهية إيران , وهي نفسها المرجعية التي نصّبت كل السارقين والمفسدين , وفتحت برّانيها أمام وفود السياسة لتبارك لمن هب ودب منهم حتى أورثت البلاد خراباً ودماراً , فليس من العجب حين نسمع رجال دين ووكلاء لمرجعة السيستاني يُطلقون على هذه الثورة بأنها أمر دبر بليل , فهم أبناء القوم وهو نفس الخط الكهنوتي الذي يتعاطى مع الملوك والزعماء لذا فالحذر الحذر من المعممين والفتاوى المبطنة التي تحاول إيقاف التظاهرات أو ركوبها فهم على حد سواء في وئد الانتفاضة وينبغي إلزامهم الصمت فتجربة العقود الماضية كافية للإثبات بالقطع واليقين فشل هذه المؤسسة الدينية ولا يعقل ولا يُرتجى منها إصلاحا أبداً فبالأمس مرجعية الحكيم تُغلق ابوابها أمام الثورة واليوم يُغلق السيستاني بابه أمام المنتفضين وبالامس وفي قبال ذلك يؤيد محمد باقر الصدر ثورة الاصلاح القاسمية واليوم يخرج المرجع المتظاهر الناشط الصرخي الحسني ليكون اول المنتفضين على الفساد ليكون مع الجماهير وليحرك وعي شعب كامل ويحذر المؤسسة الدينية من ان تلعب اللعبة القديمة الحديثة فيقول في بيان “من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني”
ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر ولا ننسى ابدا هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة {{ باسم الدين.. باگونة الحرامية}}

أحدث المقالات