السياسات المتهورة التي مر بها البلد على مدى الاربعون عاماً الماضية من حكم البعث افرزت قوى سنية متشددة تجاه الشعب او المكون الشيعي وكذالك الكردي والعقد الذي تبعها من الحكم الشيعي كان لايختلف كثيراً في السياسات عن الحكم البعثي فاستطاع ان يفرز متشددين شيعة تجاه الشعب او المكون السني وكذالك ضد الكردي , ولم تنتهي هذه السياسات الطائفية الى افراز المتشددين من مكون ضد المكون الاخر بل وصل التشدد والتطرف بالمكون العراقي الواحد لينقسم الى متشدد و معتدل .
المتشددون في العراق اليوم هم من يريدون الحرب الطائفية وعشاقها تحت ثوب الوطنية الزائفة و القومية الكاذبة لتحقيق مكاسب حزبية تحت غطاء المذهبية و القومية و قد نجوا الى حد ما الى التخندق الطائفي , أما المعتدلون فهم من يحاولون اطفاء تلك الطائفية و لو بالتنازل عن بعض حقوقهم وان اقتضى الامر التضحية بالدماء من اجل لملمة شمل المكونات و اعادة وحدة البلد .
في العقد الماضي من الحكم الشيعي ولد متشددون شيعة ضد الكرد و السنة و ولد متشددون سنة و كرد ضد الشيعة و اللذين بالاساس وجدتهم الحقبة الماضية من حكم البعث و كلها تحت مسميات التهميش الطائفي او السياسي .
اما في عقدنا الحالي السياسي الجديد والتي استطاعت ان تقضي على تشدد المكونات احداهما تجاه الاخرى وسد العداوة و البغضاء بينها حتى اصبحت سمة اللحمة الوطنية يعتبرها المتشددون عيباً و لكن ..! الاخطر نشوء تطرف وتشدد جديد حيث وصل الى المكون ذاته و ضد بعضة , وهي ظاهرة تنبأ بتفكك و تححل و اضعاف للمكونات ذاتها و هذا مايريده اعداء البلد حيث انها تسهل من العزلة والتقسيم ويصبح المكون ضعيف داخلياً و خارجياً .
حيث اصبح هناك تشدد بين المكون الكردي ذاته طال ما كان يصفونه بالمتوحد تجاه بغداد اي السنة والشيعة فاصبح هناك جناح طلبناني المطالب بالانضمام الي بغداد رافضا قرارات التقسيم وجناه برزاني الذي يخالفه جملة و تفصيلاً في حلم الدولة الكردية العنصرية و انقسام السنة الى مطالب بدخول الحشد و رافضا لقرار التقسيم وبين مؤيد للانفصال وشيعي يريد الوحدة و ينزف الدماء من اجل اخيه السني ويحاول انتشاله من انياب داعش واخر يقول لي ديني و ارضي ونفطي ولهم دينهم وداعش في نحرهم .
هذا الانقسام والتشدد والتطرف يتطلب حكومة صادقة تجاه شعبها و اصعب تحديات نجاحها فالبلد بات ممزق كما اسلفنا مكوناتياً , و ليس البلد يتحول الى ثلاث دول بل بلد يتحول الى حكم المدن والقبائل و العشائر .
السؤال الصعب اين هو دور المثقفون او المعتدلون الذين يرفضون انحراف البلد نحو هاوية التقسيم …؟