23 ديسمبر، 2024 8:36 م

لكي نبقى،،،،،ونكون

لكي نبقى،،،،،ونكون

“وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله إن الله عزيز حكيم”.
النزاهة والفساد خصمان وعدوان لدودان لبعضهما البعض مابقيا وبقى الليل والنهار، أصفهما كما اصف السالب الذي لايلتقي مع الموجب إلا بأحداث فوضى عارمة من خلال تداخل وتقاطع ومعركة إستنزافية عنيفة يتنازل فيهما الضعيف للآخر القوي عن طاقته المدخرة حتى ينتج حمل طاريء جديد يعبر عن استحداث واستثمار حياة وحالة جديدة، غالبا ماتكون لصالح الوسط الذي احتضن ذلك التداخل ولتلك المعركة والتقاطعات، وهذا الحمل عادة مايتصف بصفات العارض الاقوى إن كان سلبا أو ايجابا، فالايجاب إذا عكسنا ذلك على واقعنا العملي، فهذا يعني تخليص من كان فاسدا من صفات وخصال وتأثير آفة الفساد في نفسه وفي ذلك الوسط الذي يحتضن الضحية، كالتعطيل والتكبيل والفشل والضمور والتقييد والهزال من خلال تسليط الرقابة والنزاهة عليه لتخليصه من تلك الحالة السلبية.

ومثلي هذا ينسحب على كثير من الحالات والظواهر المتفشية الاخرى في مجتمعنا السياسي والوظيفي والاداري والمالي والمؤسساتي، من حيث أن الفساد إذا استشرى في شخص ما أو في مجموعة أو في شريحة أو مؤسسة ما فهذا يعني أن تلك الضحية كان قد كتب لها الفشل والعطل والتكبيل والضمور والتقييد والهزال والإذعان والتخاذل، فمثل هذه الضحية كمثل ضحية الأفعى عندما تلتف عليها لتلتهمها وتطمس وجودها وهويتها، بعدها لم يبق لها اثر يذكر سوى ان تلك الضحية مكنت نفسها أن تكون ضحية مستساغة للعدو، أو كأذرع الأخطبوط التي تحيط بضحيتها لتشلها من العمل وتعرضها للموت البطيء، فتصبح عرضة لمهاجمة المتطفلين.

وهذا هو شأن من جعل نفسه ضحية من ضحايا آفة الفساد إن كان فردا أو مؤسسة من مؤسسات الدولة التجارية والصناعية والزراعية والادارية والأمنية والعسكرية والمؤسساتية، إذ سرعان ماتتحول تلك الضحية إلى عبء وخطر شديد في الوسط الذي كان يحتضنها مقابل مهمة ما مكلفة بإنجازها، قد تفوق خطورة هذا العبء خطورة العدو التقليدي أو الارهابي، وقد يؤدي هذا إلى نتائج وخيمة بحق الوطن والشعب كالذي جرى على الموصل وتكريت والرمادي من احتلال وتدنيس من قبل عصابات داعش الإرهابية، وكل ذلك جرى بسبب الفساد المالي والاداري والطائفي والمحاصصاتي والمذهبي والخياني والأجنداتي والإملائي المستشري في قيادات القوات الأمنية والعسكرية والسياسية والوظيفية وقواعدهم في حينه، إذ كان معظمهم مشغولون بحماية أمتيازاتهم ومملكاتهم الخاصة التي جاد بها عليهم الفساد، بينما ينشغل البعض الآخر من النزيهين منهم اللذين لاحول لهم ولاقوة على محاولة تغيير واقع الحال المفعم بالفساد لحد النخاع إلى واقع آخر صحي وسليم، باتوا هم أيضا منشغلون بإدامة وضعهم والحفاظ على أنفسهم من التصفيات الجسدية، وعلى ضمان بقائهم والحفاظ على مصدر رزقهم في تلك المؤسسة على حال مقبول ولو بالحدود الدنيا من خلال دفع الاذى والمعاناة ومختلف الضغوط النفسية والوظيفية عن أنفسهم من غرامائهم الفاسدين ودرء المخاطر التي تتعلق بسلامتهم الوظيفية والبدنية والتصدي كذلك لتهديدات عصابات وأخطبوطات الفساد المتنفذة في هذه المؤسسة أو تلك، وفي كلا الحالين فإن أطراف تلك المؤسسة أنشغلوا عن تأدية المهام الموكلة بهم والتي جاءوا من أجلها وكلفوا بتنفيذها وتعاقدوا مع الدولة على حسن ادائها، وفي هذه الحالة صارت تلك المؤسسة غارمة مع نفسها بأنها عاجزة عن اداء مهامها، وغارمة مع الوطن والشعب بعدم استطاعتها من اداء الأمانة والوفاء بالعهد، وصار منتسبوها غارمين مع بعضهم البعض الآخر بالعداوة والبغضاء والشحناء والأحن والترصد والترقب لبعضهم البعض بتأثير الفساد بجميع انواعه، وتحولت تلك المؤسسة بشكل تلقائي إلى مؤسسة تعاني من الضعف والتكبيل والهزال بفعل ذلك الفساد المشؤوم الذي يمثل الوجه الكالح الآخر للارهاب. وهذا هو أخطر أنواع الفشل والإرهاب وأشد أنواع الخسارة والعار.

فضلا عن أن الفساد يقوم بضرب وتقويض اقوى مرتكزات الحس الوطني للمؤسسات والاشخاص ويساهم بشكل فعال في طمس الهوية الحقيقية للوسط الذي يعشعش فيه، ويساهم كذلك في تغييب الموقف وضرب وحدة الهدف وانكاس المشروع الذي تتزعمه تلك الاوساط، وبالتالي فإن حضور الإرادة والتصميم والحزم وغيابهن يتوقف على هذا الجانب، ومثالنا في هذا نزاهة “الحشد الشعبي المتميزة” اضافة لبقية الخصال التي تميز بها مما لايتميز بها غيره جعلت منه القوة الابرز في المنطقة والعالم فيما يخص تفوقه في المنازلة والتعرض والدفاع والإرادة والتصميم والحزم وحسم الموقف، وانتصاره المؤزر في جميع المعارك التي خاضها رغم محدودية الامكانيات اللوجستية والمادية والإعلامية هو الدليل القاطع على رؤيتي هذه، ورغم التحفظات الداخلية والخارجية التي يطلقها سياسيوا الصدفة من خلال وسائل الاعلام المشبوهة والمأجورة بين الفينة والاخرى ضد الحشد لمنعه من المشاركة الفعلية في تطهير الأراضي العراقية المغتصبة من قبل عصابات داعش الإرهابية، ورغم حملات التسقيط والتشهير والتحسس التي تلاحقه في كل زمان ومكان. ورغم تلك الصعوبات مجتمعة فإن الحشد ماض في اداء واجبه الاخلاقي وتكليفيه الشرعي إزاء الوطن وترابه الطاهر، وكل هذا يجري بتسديد من الله وببشارة منه جل وعلا إلى رسوله الأكرم(ص) بالنصر المؤزر، وهذا الأمر من رأيي المتواضع لاينجز الا من خلال الحفاظ والاصرار على قدسيته بخلوه من الفساد وتميزه بالنزاهة المعهودة بشكل مطلق، لأن الفساد يفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل.

ومادام أن الشجن والجوى قد ساقانا وسقناهما للحديث عن كفاءة ونزاهة الحشد الشعبي المقدس المبارك دعونا نخوض في آخر المضايقات والتحسسات التي أطلقها بعض من حثالات الناس إزاء تسمية “لبيك ياحسين”على العمليات التي ستخوضها القطعات العراقية الباسلة والحشد الشعبي الوطني المقدس لتحرير شمال وغرب تكريت واجزاء كبيرة وواسعة من محافظة الأنبار بضمنها عاصمتها مدينة الرمادي، إذ طالب هؤلاء بالضغط اضافة للجانب الأمريكي على القائد العام للقوات المسلحة السيد العبادي بتغيير هذا الاسم إلى “لبيك ياعراق” بما يحمله اسم لبيك ياحسين من نزعة طائفية تثير حفيظة الآخرين بزعمهم المشبوه، ولابأس من ذلك فلنا أسوة حسنة برسول الله(ص)عندما اتفق مع قريش على الصلح في الحديبية من خلال رسولها سهيل بن عمرو دعا رسول الله علي بن أبي طالب “صلوات الله عليهما وآلهما” فقال له: “اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم”، فقال سهيل: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب, فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم, فقال(ص):اكتب: “باسمك اللهم”,ثم قال(ص): “اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله”, فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله, فقال(ص):”إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله”.

ونقول في هذا الافك: صحيح اذا كانت “لبيك ياحسين” افتراضا أن تستفز الآخرين، فهي لاتستفز الا الحاسدين والمنافقين واولاد الزنا من أعداء علي والحسن والحسين”صلوات الله عليهم وآلهم” وتدخل الحزن على قلوبهم كذلك وتقلب أيامهم إلى أيام حزينة، ولاتفرح وتغبط الا المحبين والمؤمنين وتدخل السرور على قلوبهم، طبقا لقول الرسول الأكرم”صلوات الله عليه وآله”: “ياعلي لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق أو ابن زنا”، وقال(ص)في الحسن والحسين(ع): “الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا “، وقال أيضا(ص):”إن الحسن والحسين شنفا العرش وإن الجنة قالت : يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين ، فقال لها الله تعالى : ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين
قال : فماست كما تميس العروس فرحا-والميس هو التبختر- وقال(ص) في الحسين (ع): “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط”.

ونقر اننا حينما اطلقنا هذا الاسم المقدس على عمليات التطهير الأخيرة إنما اردنا أن نستفز الدواعش ومن معهما في القول والفعل من الناس والسياسيين والمنظمات والدول من المنافقين والكفره والقاسطين والناكثيين والمارقين ونثير حفيظتهم لنلحقهم مع فصائل الضالين والمغضوب عليهم، لأنه وبحسب قول الرسول الأكرم(ص):” مبغض الحسن والحسين لا ينال شفاعة رسول الله”، ويبقى الحسين(ع) واسمه المقدس حربا على الظلم والاستبداد والإرهاب والفساد وعلى النفاق وأهله والفسق واهله، وعلى كل هؤلاء من حثالات الناس والمجتمع، وعلى كل من هو شائن وناصبي، وسيظل ويبقى اسمه الشريف سلما للعدل وللانصاف وللسلام والاصلاح والنزاهة والإيمان والشرف، وبدورنا نقول ونصر حتى لو قتلونا لعنة الله عليهم جميعا وذروا أجسامنا في الهواء 70 مرة ما نعود في كل مرة الا ونحن نقول:
“لبيك ياحسين”.
“لبيك ياحسين”.
“لبيك ياحسين”.
ونؤكد القول حتى ينقطع النفس:
“نوالي من والكم ونعادي من عاداكم، معكم معكم لا مع أعدائكم”.

كما ونتساءل: أين كانوا هؤلاء من إعلان داعش في بيان لها نشر على مواقعها و المواقع المؤيدة لها وكان بعنوان: “يزيد قائدنا و الحسين عدونا”، والذي جاء فيه بقولهم: “ان امام الرافضة الحسين قد خرج على امام زمانه يزيد بن معاوية واستحق القتل لان الامير يزيد بن معاوية كان خليفة المسلمين وان الحسين وان كان جده محمد الا انه اراد شق المسلمين فتصدى له الخليفة العادل يزيد”؟؟.
ف”لعنة الله عليهم وعليكم وعلى قائدكم يزيد وابيه وجده ومن والاهم إلى يوم الدين”.

وأين كانوا من تسمية صواريخ سكود التي أسماها صدام بالحسين والعباس؟.
وأين كانوا عندما ضربت تلك الصواريخ ضريحيهما(ع) في كربلاء ومواليهما في بعض مناطق الشيعة في الوسط والجنوب؟.

وأين كانوا عندما سمى صدام التشكيلات وبعض القطعات العسكرية بأسماء طائفية كما هو الحال آنذاك، فعلى سبيل المثال لا الحصر اسمى لواء القوات الخاصة 66 ب”تشكيل الكرار” ولواء القوات الخاصة 68 ب”تشكيل صقر قريش” ومدينة القرنة بصدامية القرنة، واسمى أيضا معظم الجسور والمجسرات والمستشفيات باسمه وبأسماء طائفية أخرى؟؟؟.

فكفى تقية وإنبطاحا تحت مسميات اللحمة الوطنية الزائفة، والوحدة الوطنية الكاذبة، ومن حقنا من الآن فصاعدا وبحسب المثل العراقي”المايستحي منك لاتستحي منه” ان نطالب بتسمية الأشياء بمسمياتها، لأنها إذا ظلت على الحال الذي عليه الآن تستفزنا أيضا وتثير مشاعرنا وحفيظتنا، سيما ونحن نمثل الأغلبية في هذا الوطن، ونريد تغيير كافة الأماكن والمؤسسات التي تحمل اسماء طائفية واستفزازية إلى اسماء أخرى تراعى فيها مشاعرنا وسلامة وطنيتنا وديننا، إلى اسماء أخرى ذات قاسم مشترك ك”العراق، والوطن، وبغداد، ودجلة، والفرات، والرافدين، والعاصمة…..الخ”، ونرجو ان يصل صوتنا إلى من جعلناهم ممثلين لنا في البرلمان ان يتحملوا هذه المسؤولية التاريخية التي تمثل رغبة الشعب لتغيير تلك الاسماء المذهبية والطائفية التي يحملها اسم شارع الرشيد ومصرف الرشيد وقضاء الزبير ومدينة المنصور الدوانيقي السفاح وكثير من المواقع الاخرى.

ولكي نبقى ونكون، ووفقا لهذه المعطيات التي أثبتت انه لاتقوم لنا قائمة مع أعدائنا المتغطرسين الا بفنائنا والقضاء علينا عن بكرة أبينا وسط تلويحاتهم المختلفة على بعض الفضائيات انهم سوف لايفطرون في رمضان الا في بغداد ولايصلون الا في الكوفة، ودعواهم أن لايبقوا لنا باقية واحرقوا بيوت الظالمين من يوم الطف إلى يومنا هذا، فعلينا أن نؤسس من الآن بما يكفله لنا الدستور وواقع الحال إلى وطن يضم اقليم الوسط والجنوب، والأخذ بأسوأ الاحتمالات بما تكنه لنا الأحداث في قادم الأيام، وأن نؤسس إلى ترسيم حدودنا وتحصينها بوسائل هندسية رصينة ومراقبة اليكترونية دقيقة والتركيز والاهتمام على مناطق التماس من سامراء وبغداد وكربلاء والحلة والنجف ، وأن نقاتل الدواعش بنفس القسوة والعقلية التي يقاتلوننا فيها، وأن نتعامل مع يقع في قبضة مجاهدينا على انهم مرتزقة وليسوا اسرى حرب، وأن نحارب الفساد كمحاربتنا لداعش، وأن نوحد كلمتنا ونجمع شملنا بمذهبنا وبحبنا لآل بيت الرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين “صلوات الله عليهم اجمعين”وبالتمسك ب”لبيك ياحسين”، وان نسعى جاهدين لتوحيد خطابنا ولوحدة أهدافنا، وان نواجه جميع المؤامرات الداخلية والاقليمية والدولية التي تحاك ضدنا بالصبر والجلد وبوحدة الموقف والمصير وبالاعلام والتبصير والتشهير ولاتأخذنا في ذلك لومة لائم مؤنب وخسيس، وقد اعذر من أنذر.

وتبقى الحوزة العلمية الرشيدة في المقام الأول من التسديد والتقليد والاحترام والطاعة بكل كبيرة وصغيرة، والهدي بهديها لأنها تمثل الخط الواصل الذي يربطنا بإمام زماننا الحجة القائم (عج)، وهي وسيلة اتصال بين المرجع الديني الاعلى والمجتمع لمواكبة تطورات المجتمع والحياة، ولايستقيم أمرنا إلا بولاية الفقيه والحكم الرئاسي.
والله ولي التوفيق.

“….والذين آووا ونصروا هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم”.

لكي نبقى،،،،،ونكون
“وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله إن الله عزيز حكيم”.
النزاهة والفساد خصمان وعدوان لدودان لبعضهما البعض مابقيا وبقى الليل والنهار، أصفهما كما اصف السالب الذي لايلتقي مع الموجب إلا بأحداث فوضى عارمة من خلال تداخل وتقاطع ومعركة إستنزافية عنيفة يتنازل فيهما الضعيف للآخر القوي عن طاقته المدخرة حتى ينتج حمل طاريء جديد يعبر عن استحداث واستثمار حياة وحالة جديدة، غالبا ماتكون لصالح الوسط الذي احتضن ذلك التداخل ولتلك المعركة والتقاطعات، وهذا الحمل عادة مايتصف بصفات العارض الاقوى إن كان سلبا أو ايجابا، فالايجاب إذا عكسنا ذلك على واقعنا العملي، فهذا يعني تخليص من كان فاسدا من صفات وخصال وتأثير آفة الفساد في نفسه وفي ذلك الوسط الذي يحتضن الضحية، كالتعطيل والتكبيل والفشل والضمور والتقييد والهزال من خلال تسليط الرقابة والنزاهة عليه لتخليصه من تلك الحالة السلبية.

ومثلي هذا ينسحب على كثير من الحالات والظواهر المتفشية الاخرى في مجتمعنا السياسي والوظيفي والاداري والمالي والمؤسساتي، من حيث أن الفساد إذا استشرى في شخص ما أو في مجموعة أو في شريحة أو مؤسسة ما فهذا يعني أن تلك الضحية كان قد كتب لها الفشل والعطل والتكبيل والضمور والتقييد والهزال والإذعان والتخاذل، فمثل هذه الضحية كمثل ضحية الأفعى عندما تلتف عليها لتلتهمها وتطمس وجودها وهويتها، بعدها لم يبق لها اثر يذكر سوى ان تلك الضحية مكنت نفسها أن تكون ضحية مستساغة للعدو، أو كأذرع الأخطبوط التي تحيط بضحيتها لتشلها من العمل وتعرضها للموت البطيء، فتصبح عرضة لمهاجمة المتطفلين.

وهذا هو شأن من جعل نفسه ضحية من ضحايا آفة الفساد إن كان فردا أو مؤسسة من مؤسسات الدولة التجارية والصناعية والزراعية والادارية والأمنية والعسكرية والمؤسساتية، إذ سرعان ماتتحول تلك الضحية إلى عبء وخطر شديد في الوسط الذي كان يحتضنها مقابل مهمة ما مكلفة بإنجازها، قد تفوق خطورة هذا العبء خطورة العدو التقليدي أو الارهابي، وقد يؤدي هذا إلى نتائج وخيمة بحق الوطن والشعب كالذي جرى على الموصل وتكريت والرمادي من احتلال وتدنيس من قبل عصابات داعش الإرهابية، وكل ذلك جرى بسبب الفساد المالي والاداري والطائفي والمحاصصاتي والمذهبي والخياني والأجنداتي والإملائي المستشري في قيادات القوات الأمنية والعسكرية والسياسية والوظيفية وقواعدهم في حينه، إذ كان معظمهم مشغولون بحماية أمتيازاتهم ومملكاتهم الخاصة التي جاد بها عليهم الفساد، بينما ينشغل البعض الآخر من النزيهين منهم اللذين لاحول لهم ولاقوة على محاولة تغيير واقع الحال المفعم بالفساد لحد النخاع إلى واقع آخر صحي وسليم، باتوا هم أيضا منشغلون بإدامة وضعهم والحفاظ على أنفسهم من التصفيات الجسدية، وعلى ضمان بقائهم والحفاظ على مصدر رزقهم في تلك المؤسسة على حال مقبول ولو بالحدود الدنيا من خلال دفع الاذى والمعاناة ومختلف الضغوط النفسية والوظيفية عن أنفسهم من غرامائهم الفاسدين ودرء المخاطر التي تتعلق بسلامتهم الوظيفية والبدنية والتصدي كذلك لتهديدات عصابات وأخطبوطات الفساد المتنفذة في هذه المؤسسة أو تلك، وفي كلا الحالين فإن أطراف تلك المؤسسة أنشغلوا عن تأدية المهام الموكلة بهم والتي جاءوا من أجلها وكلفوا بتنفيذها وتعاقدوا مع الدولة على حسن ادائها، وفي هذه الحالة صارت تلك المؤسسة غارمة مع نفسها بأنها عاجزة عن اداء مهامها، وغارمة مع الوطن والشعب بعدم استطاعتها من اداء الأمانة والوفاء بالعهد، وصار منتسبوها غارمين مع بعضهم البعض الآخر بالعداوة والبغضاء والشحناء والأحن والترصد والترقب لبعضهم البعض بتأثير الفساد بجميع انواعه، وتحولت تلك المؤسسة بشكل تلقائي إلى مؤسسة تعاني من الضعف والتكبيل والهزال بفعل ذلك الفساد المشؤوم الذي يمثل الوجه الكالح الآخر للارهاب. وهذا هو أخطر أنواع الفشل والإرهاب وأشد أنواع الخسارة والعار.

فضلا عن أن الفساد يقوم بضرب وتقويض اقوى مرتكزات الحس الوطني للمؤسسات والاشخاص ويساهم بشكل فعال في طمس الهوية الحقيقية للوسط الذي يعشعش فيه، ويساهم كذلك في تغييب الموقف وضرب وحدة الهدف وانكاس المشروع الذي تتزعمه تلك الاوساط، وبالتالي فإن حضور الإرادة والتصميم والحزم وغيابهن يتوقف على هذا الجانب، ومثالنا في هذا نزاهة “الحشد الشعبي المتميزة” اضافة لبقية الخصال التي تميز بها مما لايتميز بها غيره جعلت منه القوة الابرز في المنطقة والعالم فيما يخص تفوقه في المنازلة والتعرض والدفاع والإرادة والتصميم والحزم وحسم الموقف، وانتصاره المؤزر في جميع المعارك التي خاضها رغم محدودية الامكانيات اللوجستية والمادية والإعلامية هو الدليل القاطع على رؤيتي هذه، ورغم التحفظات الداخلية والخارجية التي يطلقها سياسيوا الصدفة من خلال وسائل الاعلام المشبوهة والمأجورة بين الفينة والاخرى ضد الحشد لمنعه من المشاركة الفعلية في تطهير الأراضي العراقية المغتصبة من قبل عصابات داعش الإرهابية، ورغم حملات التسقيط والتشهير والتحسس التي تلاحقه في كل زمان ومكان. ورغم تلك الصعوبات مجتمعة فإن الحشد ماض في اداء واجبه الاخلاقي وتكليفيه الشرعي إزاء الوطن وترابه الطاهر، وكل هذا يجري بتسديد من الله وببشارة منه جل وعلا إلى رسوله الأكرم(ص) بالنصر المؤزر، وهذا الأمر من رأيي المتواضع لاينجز الا من خلال الحفاظ والاصرار على قدسيته بخلوه من الفساد وتميزه بالنزاهة المعهودة بشكل مطلق، لأن الفساد يفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل.

ومادام أن الشجن والجوى قد ساقانا وسقناهما للحديث عن كفاءة ونزاهة الحشد الشعبي المقدس المبارك دعونا نخوض في آخر المضايقات والتحسسات التي أطلقها بعض من حثالات الناس إزاء تسمية “لبيك ياحسين”على العمليات التي ستخوضها القطعات العراقية الباسلة والحشد الشعبي الوطني المقدس لتحرير شمال وغرب تكريت واجزاء كبيرة وواسعة من محافظة الأنبار بضمنها عاصمتها مدينة الرمادي، إذ طالب هؤلاء بالضغط اضافة للجانب الأمريكي على القائد العام للقوات المسلحة السيد العبادي بتغيير هذا الاسم إلى “لبيك ياعراق” بما يحمله اسم لبيك ياحسين من نزعة طائفية تثير حفيظة الآخرين بزعمهم المشبوه، ولابأس من ذلك فلنا أسوة حسنة برسول الله(ص)عندما اتفق مع قريش على الصلح في الحديبية من خلال رسولها سهيل بن عمرو دعا رسول الله علي بن أبي طالب “صلوات الله عليهما وآلهما” فقال له: “اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم”، فقال سهيل: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب, فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم, فقال(ص):اكتب: “باسمك اللهم”,ثم قال(ص): “اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله”, فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله, فقال(ص):”إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله”.

ونقول في هذا الافك: صحيح اذا كانت “لبيك ياحسين” افتراضا أن تستفز الآخرين، فهي لاتستفز الا الحاسدين والمنافقين واولاد الزنا من أعداء علي والحسن والحسين”صلوات الله عليهم وآلهم” وتدخل الحزن على قلوبهم كذلك وتقلب أيامهم إلى أيام حزينة، ولاتفرح وتغبط الا المحبين والمؤمنين وتدخل السرور على قلوبهم، طبقا لقول الرسول الأكرم”صلوات الله عليه وآله”: “ياعلي لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق أو ابن زنا”، وقال(ص)في الحسن والحسين(ع): “الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا “، وقال أيضا(ص):”إن الحسن والحسين شنفا العرش وإن الجنة قالت : يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين ، فقال لها الله تعالى : ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين
قال : فماست كما تميس العروس فرحا-والميس هو التبختر- وقال(ص) في الحسين (ع): “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط”.

ونقر اننا حينما اطلقنا هذا الاسم المقدس على عمليات التطهير الأخيرة إنما اردنا أن نستفز الدواعش ومن معهما في القول والفعل من الناس والسياسيين والمنظمات والدول من المنافقين والكفره والقاسطين والناكثيين والمارقين ونثير حفيظتهم لنلحقهم مع فصائل الضالين والمغضوب عليهم، لأنه وبحسب قول الرسول الأكرم(ص):” مبغض الحسن والحسين لا ينال شفاعة رسول الله”، ويبقى الحسين(ع) واسمه المقدس حربا على الظلم والاستبداد والإرهاب والفساد وعلى النفاق وأهله والفسق واهله، وعلى كل هؤلاء من حثالات الناس والمجتمع، وعلى كل من هو شائن وناصبي، وسيظل ويبقى اسمه الشريف سلما للعدل وللانصاف وللسلام والاصلاح والنزاهة والإيمان والشرف، وبدورنا نقول ونصر حتى لو قتلونا لعنة الله عليهم جميعا وذروا أجسامنا في الهواء 70 مرة ما نعود في كل مرة الا ونحن نقول:
“لبيك ياحسين”.
“لبيك ياحسين”.
“لبيك ياحسين”.
ونؤكد القول حتى ينقطع النفس:
“نوالي من والكم ونعادي من عاداكم، معكم معكم لا مع أعدائكم”.

كما ونتساءل: أين كانوا هؤلاء من إعلان داعش في بيان لها نشر على مواقعها و المواقع المؤيدة لها وكان بعنوان: “يزيد قائدنا و الحسين عدونا”، والذي جاء فيه بقولهم: “ان امام الرافضة الحسين قد خرج على امام زمانه يزيد بن معاوية واستحق القتل لان الامير يزيد بن معاوية كان خليفة المسلمين وان الحسين وان كان جده محمد الا انه اراد شق المسلمين فتصدى له الخليفة العادل يزيد”؟؟.
ف”لعنة الله عليهم وعليكم وعلى قائدكم يزيد وابيه وجده ومن والاهم إلى يوم الدين”.

وأين كانوا من تسمية صواريخ سكود التي أسماها صدام بالحسين والعباس؟.
وأين كانوا عندما ضربت تلك الصواريخ ضريحيهما(ع) في كربلاء ومواليهما في بعض مناطق الشيعة في الوسط والجنوب؟.

وأين كانوا عندما سمى صدام التشكيلات وبعض القطعات العسكرية بأسماء طائفية كما هو الحال آنذاك، فعلى سبيل المثال لا الحصر اسمى لواء القوات الخاصة 66 ب”تشكيل الكرار” ولواء القوات الخاصة 68 ب”تشكيل صقر قريش” ومدينة القرنة بصدامية القرنة، واسمى أيضا معظم الجسور والمجسرات والمستشفيات باسمه وبأسماء طائفية أخرى؟؟؟.

فكفى تقية وإنبطاحا تحت مسميات اللحمة الوطنية الزائفة، والوحدة الوطنية الكاذبة، ومن حقنا من الآن فصاعدا وبحسب المثل العراقي”المايستحي منك لاتستحي منه” ان نطالب بتسمية الأشياء بمسمياتها، لأنها إذا ظلت على الحال الذي عليه الآن تستفزنا أيضا وتثير مشاعرنا وحفيظتنا، سيما ونحن نمثل الأغلبية في هذا الوطن، ونريد تغيير كافة الأماكن والمؤسسات التي تحمل اسماء طائفية واستفزازية إلى اسماء أخرى تراعى فيها مشاعرنا وسلامة وطنيتنا وديننا، إلى اسماء أخرى ذات قاسم مشترك ك”العراق، والوطن، وبغداد، ودجلة، والفرات، والرافدين، والعاصمة…..الخ”، ونرجو ان يصل صوتنا إلى من جعلناهم ممثلين لنا في البرلمان ان يتحملوا هذه المسؤولية التاريخية التي تمثل رغبة الشعب لتغيير تلك الاسماء المذهبية والطائفية التي يحملها اسم شارع الرشيد ومصرف الرشيد وقضاء الزبير ومدينة المنصور الدوانيقي السفاح وكثير من المواقع الاخرى.

ولكي نبقى ونكون، ووفقا لهذه المعطيات التي أثبتت انه لاتقوم لنا قائمة مع أعدائنا المتغطرسين الا بفنائنا والقضاء علينا عن بكرة أبينا وسط تلويحاتهم المختلفة على بعض الفضائيات انهم سوف لايفطرون في رمضان الا في بغداد ولايصلون الا في الكوفة، ودعواهم أن لايبقوا لنا باقية واحرقوا بيوت الظالمين من يوم الطف إلى يومنا هذا، فعلينا أن نؤسس من الآن بما يكفله لنا الدستور وواقع الحال إلى وطن يضم اقليم الوسط والجنوب، والأخذ بأسوأ الاحتمالات بما تكنه لنا الأحداث في قادم الأيام، وأن نؤسس إلى ترسيم حدودنا وتحصينها بوسائل هندسية رصينة ومراقبة اليكترونية دقيقة والتركيز والاهتمام على مناطق التماس من سامراء وبغداد وكربلاء والحلة والنجف ، وأن نقاتل الدواعش بنفس القسوة والعقلية التي يقاتلوننا فيها، وأن نتعامل مع يقع في قبضة مجاهدينا على انهم مرتزقة وليسوا اسرى حرب، وأن نحارب الفساد كمحاربتنا لداعش، وأن نوحد كلمتنا ونجمع شملنا بمذهبنا وبحبنا لآل بيت الرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين “صلوات الله عليهم اجمعين”وبالتمسك ب”لبيك ياحسين”، وان نسعى جاهدين لتوحيد خطابنا ولوحدة أهدافنا، وان نواجه جميع المؤامرات الداخلية والاقليمية والدولية التي تحاك ضدنا بالصبر والجلد وبوحدة الموقف والمصير وبالاعلام والتبصير والتشهير ولاتأخذنا في ذلك لومة لائم مؤنب وخسيس، وقد اعذر من أنذر.

وتبقى الحوزة العلمية الرشيدة في المقام الأول من التسديد والتقليد والاحترام والطاعة بكل كبيرة وصغيرة، والهدي بهديها لأنها تمثل الخط الواصل الذي يربطنا بإمام زماننا الحجة القائم (عج)، وهي وسيلة اتصال بين المرجع الديني الاعلى والمجتمع لمواكبة تطورات المجتمع والحياة، ولايستقيم أمرنا إلا بولاية الفقيه والحكم الرئاسي.
والله ولي التوفيق.

“….والذين آووا ونصروا هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم”.