انفجار وصفه بعض من سمع صوته، قنبلة نووية وآخر عزاها لهزة أرضية، نتائجه تؤكد صحة ما ذهب إليه من وصف، أربعة أحياء من الحويجة أصبحت أثر بعد عين، ببناياتها ونسائها وأطفالها، يقول بعض أبناء كركوك، أن الجثث مازالت مدفونة تحت الأنقاض ومازال مصير الجميع مجهول، الجريمة اشتركت فيها تنظيم الدولة ومن أنجبه، صهاريج( (c4 معدة لقتل الأبرياء في الحويجة وجوارها، استهدفها الطيران الأمريكي، الذي أعلن عدم علمه بوجود مدنيين في المنطقة، غريب أمر التقنيات الأمريكية، التي تتمكن من توجيه صواريخ من المحيط الأطلسي، لغرفة نوم رسامة رسمت صور لبوش، عند مدخل فندق الرشيد، لكنها تخطيء ولا يمكنها مراقبة ارتال تنظيم الدولة، التي تتحرك في صحراء سوريا والعراق، لا يمكنها التأكد من وجود سكان مدنيين في مدينة احتلها التنظيم، منذ ما يقارب السنة، أجهزة أمريكا التجسسية ترصد خروقات الحشد الشعبي في المناطق المحررة، وتحصي عدد قتلى التنظيم، أثناء غاراتها الجوية، لكنها تعجز عن رصد مدنيين في الحويجة، هذه هي أمريكا التي أوصلت امة العرب وإسلامهم إلى الحضيض، بسبب رخص ونذالة وتسافل حكامهم، تعرت من أخر قطعة تستر جسدها المنفوخ بالمال والإعلام العربي.
اغرب ما في حادثة الحويجة هذا السكوت المطبق، لقنوات ثلاجات تكريت ( الجزيرة- العربية- سكاي نيوز- دجلة- بغداد- الشرقية- التغيير- الرافدين- أبو ظبي- وغيرها من قنوات العهر والفتنة)، القنوات الأمريكية تناولت الحادثة وبثت تقارير عنها، واغرب منه القنوات الأخرى، المساندة للحكومة أو الحيادية على قلتها هي الأخرى، مر بعضها مرور الكرام على حادثة قريبة من هيروشيما.وقنوات أخرى لم تذكرها بالمطلق.
السر مجهول لماذا؟ الشرقية وأخواتها، تبث من مناطق تحت سيطرة داعش، كما في تقرير مؤتمر شيوخ العار في الفلوجة، يصعب عليها أن تصور أثار الدمار الذي حل بأحياء الحويجة، يسهل عليها، أن تبث صور بيوت محترقة أو مساجد مهدمة أو ثلاجة محملة في سيارة، فهي تضع ما في سوريا أو ليبيا أو صور أي حادث ولو قبل قرون، لتبثه على انه من العراق.
عندما نكتب عن مؤامرة اكبر من عقول تجمدت عند الطائفة، نتهم ونشتم هل يمكن لأحد أن يفسر لنا تجاهل كارثة الحويجة؟ احد أصحاب الشوارب في المجموعة العربية للتجار في كركوك في تعليقه على الحادث قال ( نحتمل صاروخ تم أطلاقة من منطقة الفتحة في بيجي)، أراد أن يلصق التهمة بقوات بالحشد، كي لا يتهم السيد الأمريكي. لكن وبخ لان نسب هذه العملية للحشد الشعبي، يعني أن هذه القوات تمتلك قدرات استخبارية، وإمكانية على ضرب الأهداف، فالضربة استهدفت اكبر معمل متفجرات للتنظيم هناك، لذا نسب للأمريكان الذي حولوا العرب والمسلمين إلى خرفان بالإعلام بشكل اكبر من الميدان.
أمر آخر مستغرب في هذه الحادثة، أن ساسة الثلاجات، وقادتنا الذي يعيشون مأساتنا في معاهر تركيا واربيل وعمان ودبي، بلعوا ألسنتهم لم نسمع تصريح واحد ينتقد هذا العمل الإجرامي.. لماذا هذا السكوت؟ وعن ماذا يعبر؟ لكن تبدو الثلاجة التكريتية تستفز قادتنا وساستنا، أكثر من الأرواح والأعراض والأموال.. الحويجة وصمة عار في جبين أمريكا، وتنظيم الدولة ومؤيديها من ساكني العراق، لأي طائفة انتموا ومن أي قومية كانوا، ويتضاعف عارها على العقول الطائفية، التي باعت شعارات فضحتها الحويجة.. وأثبتت انه لا يوجد حريص على السنة، بقدر حرص أهلهم في الشمال والجنوب والوسط والحوادث في هذا المجال تترى وواضحة..ما عليهم اليوم إلا تحريك العقول التي تسكن رؤوسهم لقراءة الأحداث بدقة وحيادية، ليختاروا أين يقفون ومع من؟ ولا يبقون أدوات لمشاريع أمريكا ورجالها من الشركس والأتراك، وأبناء الحيض والغواني ممن يرفعون شعار المطالبة بالحقوق لأهل السنة، ولا يحصل هؤلاء إلا على القتل والتهجير والتدمير، ليتنعم هؤلاء وأسرهم كما هو الحال اليوم.