18 نوفمبر، 2024 3:24 ص
Search
Close this search box.

برلمان بوك

لقد اصبح الفيس بوك هو القرية الصغيرة التي تجمعنا على اختلاف ارائنا ومعتقداتنا والواننا وأجناسنا وادياننا ، مرسخا لفكرة العولمة البسيطة وبالخصوص بعد سقوط النظام البائد اصبح الانسان العراقي يعيش حالة من التطور ويبحث عن مواقع التواصل الاجتماعي الى انوصل سلاح العولمة الفتّاك (الفيسبوك) واصبح الشخص يملك شغفا غير اعتيادي في التواصل وزيادة عدد الاصدقاء حتى انتهت نشوة الاصدقاء تحولت الى رغبة ان يكون عنصر تغيير يهتم بمنشوراته وعدد التعليقات والمشاركات وانتقاء الصور والمفردات التي تستهوي المتابع الى التفاعل ، ويجد له مؤيدا او نصيرا وسرعان ماتحول الامر الى كل مجالسنا وعوائلنا من حيث اختيار الطروحات التي قد تكون غريبة بعض الشيء ؛ لنكرر مايحدث في الفيسبوك بحياتنا الخاصة او العامة ، وبدأت سياسة الاثارة تستخدم في الاعلام المرئي والالكتروني والمسموع بصورة اكثر مما كانت عليه سابقا بسبب العولمة (اللعينة) ، ولسوء الحظ وصلت هذه الآفة الخطيرة الى قبة البرلمان التي انتشرت كانتشار قطرة الحبر في الحليب النقي ، فبات النائب الذي انتخبه المواطن بدلا من نعمة الى نقمة تتنوع نغماته من ساعة الى اخرى يتناول مواضيع غريبة (يخوط بصف الاستكان) بهدف ان يتداول كلامه في الاوساط بدلا من ان يناقش مواضيع على عاتقه يقوم بترويجها لقضية معينة ، كما قال احدالنواب ((ادبني ربي فأحسن تأديبي)) جانب من رد النائب طووو…..ط  على موضوع اجهزة السونار ، وهو عضو لجنة الثقافة !! فأصبحت المهاترات السياسية هي اساس قيام برلمان عراقي يحكم هذا الشعب المغضوب عليه ، فالثقافة ارتبطت بالسلاح , وهُملت الزراعة واحتكرنا الصدارة كمستهلك اول ، وتَشكلَ مفهموم جديد للاقتتال العرقي والمذهبي بعد ان شذبنا لغة ملء السطور وتفاجأنا بعقلياتنا التي اصبحت مُنظرِة جيدة نشطتها مكسرات الحياة (الفيسبوك) ، واصبح سيادة النائب يسرق الملايين لجهوده الجبارة وقضائه وقتا طويلا لخدمة الشعب اثناء قراءته لمصطلحات لايعرف معناها من شبكات الانترنيت ،واصبح يناقش في البرلمان شؤون فيسبوكية وحظر شبكات التواصل الاجتماعي في جلسات عدة واسعار فواتير الاتصالات ، واستيراد الدجاج البياض ، وغير البياض وترك الثقافة والفن والرياضة التي أُصيبت بالضمور والشلل المبكر في ظل حكومتنا الالكترونية حتى وصلنا ان دخل الايباد !! جلساتنا والهاتف افترش الطاولات البرلمانية .. فلا تنسوا ثورة مصر وليبيا والبحرين ، وما حدث “للربيع العربي” كان لشيطان العصر الدور الكبير .

ينبغي مراجعة حقيقية للذات من قبل المسؤول العراقي لنفسه واستغلال ما تبقى لكم من ايام قبل فوات الاوان ، فوراءكم مرحلة حرجة ومكلفة بعض الشيء في نشر دعاياتكم وبرامجكم الانتخابية التي اصبحت عقيمة !!

أحدث المقالات