أذا كان أبراهيم الزبيدي يحلو له توجيه السؤال الى الشيعة العرب , وهذ ا من حقه وحق كل من يريد أن يسأل , ولكن على طريقة حكمة العرب التي أستفادوها من الدين ألآسلامي الذي جعل من الراسخين بالعلم ومن أهل الذكر ومن أولي ألآمر  با با للسؤال عن الخطوب ومدلهمات ألآمور, وهذا ما ثبت عبر وقائع من الحوارات وألآسئلة التي جرت في القرن ألآول والثاني والثالث وكان أطرافها ملوك الروم والفرس والحبشة وحضورها كل من معاوية وعبد الملك بن مروان وأم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة , والسيدة فاطمة الزهرا ء بنت النبي محمد “ص” وأبنتها السيدة زينب , وعبد الله بن عباس , وعبد الله بن عمر , ثم الحجاج ومن ثم المأمون ومجالسه الحوارية , وكان المتصدون للآجابة بعد رسول الله “ص”  على ألآسئلة العلمية والفقهية ومايتصل بالكون ومظاهره هم كل من ألآمام علي بن أبي طا لب وألآمام الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي , وعلي بن محمد , والحسن بن علي , وبقي ألآمام المهدي يجيب على أسئلة وكلائه ألآربعة الذين لم يكونوا يسمون أنفسهم بحجج الله ولا أياته العظام ولكنهم كانوا يعملون بأيديهم ويكسبون رزقهم من عملهم فبعضهم بائع عطور ومنهم من يعمل في الدهانة وهذا هو شأن المخلصين المتواضعين من عباد الله , وهذه المعلومة نعطيها جرعة تعليمية للذين يحلو لهم التشهير بالمظاهر التي لاتنتمي لروح العقيدة ألآسلامية من الذين يسمون العلماء وطلبة العلوم الدينية بالملالي وهي تسمية خاطئة مثلهم مثل الذين يسمون ألآسلام بألآسلام السياسي وهي تسمية كذلك خاطئة وسنبين تفاصيل ذلك في جواب من سأل شيعة العرب بأسئلة غير العرب من أتباع المحور التوراتي أو من المتأثرين بثقافة الكنيسة الصهيونية وأتباعها من ” المرمون ” أو من الدائرين في فلك أنظمة التبعية وفي مقدمتهم أعراب السعودية والخليج الذين زارهم السيد أبراهيم الزبيدي مع من زاروهم معجبين من الذين لازالوا يعملون في خلية غسيل ألآموال العراقية في عمان واالذين يدعون اليوم لما يسمى بمؤتمر باريس , والراسخون بالعلم  مثلما جعلهم الله مشروعا لمعرفة التأويل , ومن يعرف تأويل أيات القرأن وكلام الله يسهل عليه تأويل المعاني وفهم المواقف , وتفسير المظاهر” ولقد صرفنا في هذا القرأن للناس من كل مثل وكان ألآنسان أكثر شيئ جدلا ”  , والسيد أبراهيم الزبيدي لامن تاريخه البعيد الذي لايجعل منه مؤهلا للخوض في مدلهمات الخطوب ولا من تاريخه القريب مع أعراب السعودية , لآنه من أتباع ثقافة الدولة القطرية بقوميتها التي حملت مالاتحمله فالقومية وجود يحتاج الى رسالة , وهناك من أراد للقومية أن تكون رسالة فضيع الوجود وضيع الرسالة , وأبراهيم الزبيدي من أتباع تلك الثقافة الخاطئة كما سنرى  , وببعثيتها التي أنطلقت من مقولة خاطئة تقول : أذا كان محمد كل العرب فليكن العرب كل محمد ؟ وهي مقولة ميشيل عفلق من على مدرج جامعة دمشق عام 1948 ؟ وهو تاريخ نكبة العرب بفلسطين التي أحتلها اليهود الصهاينة  .

والسيد أبراهيم الزبيدي في طرحه للسؤال على الشيعة العرب يخلط بين مفهوم ألآسئلة الرافعة وألآسئلة الخافضة , وهو أشكال معرفي يبدو أن ثقافة السيد أبراهيم الزبيدي لاتعطيه أفقا واسعا يطل منه على معرفة تشخيص الظواهر والمظاهر بعقلية أستقرائية كما فعل النبي أبراهيم عليه السلام مع نمرود وقومه , ولا بعقلية مناقبية كما فعل ملك العرب ألآول سيف بن ذي يزن عندما أمن بمواصفات النبي محمد “ص” قبل أن يولد وقبل أن يبعث , ولا بعقلية أخلاقية أحيائية تطويرية منفتحة كما فعل النبي محمد “ص” عندما ترحم على عمرو بن زيد بن نفيل الذي كان يؤمن ببعثة محمد “ص” وتوفي قبل ذلك , فقال عنه النبي محمد ” لقد رأيت عمرو بن زيد بن نفيل يجر أذياله في الجنة , وعندما قبل “ص” أيواء ومساعدة ” سارة ” المغنية في مكة والتي جاءت الى رسول الله “ص” تطلب المساعدة في الطعام والكساء دون أن تعلن أسلامها ؟

وألآسئلة الخافضة معرفيا هي تلك ألآسئلة التي سألها غير المتدينين من الكفار والمشركين وجهلة القوم والتي لاتنتج علما وأنما تزيدهم جهلا على جهلهم مثل قوله تعالى ” يقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها  ؟ والجواب : قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ” – 142- البقرة – ” قالوا أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا ” – 49- ألآسراء – ” وقا لوا قلوبنا في أكنة مما تدعنا اليه وفي أذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فأعمل أننا عاملون ” – 5- فصلت – هذا مثال على ألآسئلة الخافضة التي تغلق باب العلم أما ألآسئلة الرافعة فمثالها ” أرأيتم ماتحرثون ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ”  , والسيد أبراهيم الزبيدي في أسئلته للشيعة العرب ينطلق من نفس حالة الذين قالوا قلوبنا في أكنة وفي أذانهم وقر , فالسيد الزبيدي كل ماعرف عنه وهو حديث العهد بالكتابة أنه يحمل تحاملا غير مبرروينطلق من عقد عميقة الغور  على كل من السيد الخميني والسيد علي خامنئي وعلى الجمهورية ألآسلامية في أيران , وعلى حزب الله والسيد حسن نصر الله , وعلى المتظاهرين السلميين في البحرين , ثم كشف عن بعد خطير في شخصيته عندما راج يهاجم أنصار الله والحوثيين ويتهمهم بما تتهمهم به السعودية ودول الخليج , فالسيد أبراهيم الزبيدي يكشف ميلا لايمكن أن يكون بعيدا عن الحقد الطائفي الذي عرفنا له مطبلين ممن يظهروا على فضائيات الفتنة والتحريض المرتهنة للمال السعودي والخليجي بلونه السلفي ونكهته الوهابية التي فقست القاعدة التي تزعمها أبن لادن بعد أن حصلت عائلته على مقاولة تجديد الحرمين الشريفين بقيمة خمسين مليار من الدولارات ألآمريكية سنة 1980 م ولذلك أسس مصنعا للكيمياويات في السودان الذي ضربته أمريكا بطلب أسرائيلي حتى لايتمرد الخارج  من القمقم ويظل تحت الخدمة حين الطلب ومن هنا بدأت أسرائيل تستقبل الجرحى من عصابات داعش وبقية التكفيريين ألآرهابين , وكنا نأمل أن تتوجه أقلام من يريد أن يكتب الى كشف خفايا هذا التعاون الذي لن يكون قطعا لصالح العرب والمسلمين .

أن ماذهب اليه السيد أبراهيم الزبيدي بأسئلته الخافضة للمعرفة والمتراجعة عن الحق من أعتبار كل مايجري من هتك للحرمات وسيل للدماء وهدر للمال كل هذا يعتبره السيد الزبيدي على طريقة كثير من المذيعين العرب الذين يقرأون مايقدم لهم في ألآستوديو دون التفكير بعواقب الكلام الذي يعتبره الفلاسفة هو أخراج ما في الضمير , ويبدو أن هذه القاعدة لاتشمل السيد الزبيدي أو هو لايعرفها وفي كلا الحالتين فمن يقدم نفسه لسؤال ألآخرين عليه أن يثبت نفسه أنه يسأل تعلما ولا يسأل تعنتا ؟ وقد ظهر أن السيد أبراهيم االزبيدي يسأل تعنتا , وسؤال التعنت هو سؤال أهل الفهاهة والعي , وليس سؤال أهل النباهة والفهم , فالفهم أهم من تجميع المعلومات , وكل أسماء الجماعات والحركات التي أستطرد الزبيدي في تعدادها في العراق , لم يكن الزبيدي على قدر من فهم الحالة العراقية ليس بما قبل وبعد 2003 وأنما على أقل تقدير في ظروف أنتشار عصابات داعش التي لم يكن للزبيدي حضورا كتابيا في تعريتها ودحض مزاعمها الباطلة وأنما صب جام غضبه على الخميني وعلي خامنئي وأيران والحرس الثوري وحزب الله اللبناني الذي لقن الجيش ألآسرائيلي بما لم تستطع جيوش الدول القومية والقطرية وما يسمى بالدولة الوطنية , وأبراهيم الزبيدي عندما يتحامل على السيد حسن نصر الله وكأن الزبيدي في غيبوبة لايدري أن السيد حسن نصر الله أصبح يحظى بشعبية في المنطقة العربية وألآسلامية لم يحصل عليها أصحاب درع الجزيرة وعاصفة الحزم التي لم تحمي السعوديين من الموت في نجران , ثم أن أبراهيم الزبيدي الذي لايعرف ألآ الغضب والحقد على أيران ومحور المقاومة يتكلم وكأن المنطقة بخير وسلام وليس هناك عربدة أسرائيلية لازال طيرانها الحربي يخترق أجواء لبنان يوميا ويقتل الفلسطينيين يوميا ويتجسس على السودان حتى قسمها وعمل في أثيوبيا وأرتيريا حتى كان سد النهضة لحرمان مصر والسودان من حصتهما المائية كما فعلت تركيا مع نهر الفرات ودجلة والتي كافئها صدام بتمديد أنابيب النفط العراقي الى ميناء جيهان التركي الذي يتزود منه ألآسطول ألآسرائيلي متى يريد ومنع مرور النفط العراقي عبر سورية ؟

أبراهيم الزبيدي لايرى أن أسرائيل هي بلاء المنطقة , ولا يرى أن ألآنظمة الفاسدة العربية هي من بذرت ثروة العرب وجعلتهم لاجئين يتسولون على أبواب ألآمم المتحدة ودول أوربا , وأبراهيم الزبيدي لايعترف بحق المقاومة ضد أسرائيل , ولا يدري أن أنظمة التبعية من ألآعراب بدأت تعقد لقاءات علنية مع أسرائيل بعد أن كانت سرية ؟ ويبدو أن أبراهيم الزبيدي غير معني بقيام بعض أطراف ما يسمى بالمعارضة السورية ” ألآئتلاف ” بزيارة أسرائيل وألآقامة في فنادق أسطنبول وهم يطلبون علنا من أمريكا أن تقصف سورية وفرض حضر جوي كل ذلك نكاية ببشار ألآسد على طريقة العقد النفسية والحقد الشخصي , وقد قلت أكثر من مرة لو أن صدام حسين تنازل عن صلاحيات حزب البعث وغير الدستور وأعترف بالمعارضة العراقية لظل في الحكم حتى يتغير دستوريا كما فعل بشار ألآسد في سورية حيث غير الدستور وألغى المادة 8 وأجرى أصلاحات تعرفها صحف العالم ومراكز البحوث ولا يعرفها أبراهيم الزبيدي , ثم أن أبراهيم الزبيدي وبعض الذين يكتبون بالمواقع التي لاتخضع فيها الكتابة لقواعد الكتابة ولكن لمزاج أصحابها الشخصي هؤلاء لايرون أنتشارا داعشيا في العراق يخرب ويقتل ويدمر ولا يرون من واجبهم ألآخلاقي والوطني أن يوجهوا أهتمامهم لدحض مزاعم داعش وفضح جرائمها الموثقة والموصوفة بالدراية , بينما نرى أبراهيم ومن معه يصبون جام غضبهم على أيران ومحور المقاومة مما يجعلهم يخلقون لداعش بيئة حاضنة ولو على مستوى الكتابة ؟

ولآبراهيم الزبيدي ومن أمثاله نقول لهم نحن من كتبنا عن أخطاء التجربة ألآيرانية بطريقة موضوعية بعيدا عن الحقد والطائفية , ونحن من رفضنا وأنتقدنا علنا نشر صور السيد الخميني وخامنئي في شوارع بغداد ولكن بعيدا عن العنصرية والطائفية , ونحن من أنتقدنا تصرفات بعض تشكيلات الكتل وألآحزاب العسكرية منها , ولكن ونحن أمام أنتشار أرهابي مدعوم سعوديا قطريا وتركيا وعالميا , وأمام جيش تعمدت أمريكا على دس الفاسدين في قياداته ومنعه من التسلح المطلوب , لذلك كان الحشد الشعبي خيار الضرورة , وتشكيل عسكري في مثل ظروف العراق لايخلو من شوائب , ولكن الحرص واليقضة كفيلة بتنقية ألآجواء ونجاح التجربة له مصاديق في ديالى وتكريت وستكون الرمادي أن شاء الله ومن بعدها الموصل محررة من عصابات داعش التي لاتمتلك مشروعا للحياة , مثل كتابات أبراهيم الزبيدي الذي عصب عينيه وراح يجند نفسه لعربان الخليج الذين يريدون قتل الشعب اليمني وتدمير بلاد اليمن السعيد بحجة مزعومة مفتراة أسمها التمدد ألآيراني , ولا يعتبرون القواعد ألآمريكية والفرنسية والبريطانية في السعودية والخليج تمددا ؟ وفي العراق 3000 ما يسمى بمستشار أمريكي وسفارة تعداد منتسبيها ” 20000 ” الف كلهم جواسيس ولا يعتبر ذلك خرقا للسيادة ولا تمددا , بينما عندما يقوم ألآيرانيون بمساعدة العراق والمحتاج للمساعدة عسكريا كما أعلنت حكومته من كل ألآطراف الدولية التي تمد يدها لمساعدة العراق , أن وضعا كهذا لايسمح للبعض أن يجعلوا من أيران عدوة للعراقيين وللعرب على ماتريده وتدعو اليه أسرائيل وأن خيارات الشعوب وضرورات ألآنظمة تجعل من التعاون الآيراني العراقي مطلبا شعبيا للشعبين , وللعنصريين والطائفيين ما يفضحهم وهي عصابات داعش وبئس مصير الموتورين والمنافقين , وتبقى الحرية والخلاص من ألآحتلال  لشعب فلسطين ولبنان , والحرية والخلاص من ألآرتهان السعودي لشعب البحرين واليمن , فشباب أنصار الله واللجان الشعبية والجيش هم أبناء اليمن وليسوا محتلين كما يفتري ذلك أصحاب ما يسمى بعاصفة الحزم الذين لم نر لهم حضورا لرد العدوان الصهيوني على غزة , وأخيرا أن جرائم أسرائيل منذ 1948 حيث لم تكن الجمهورية ألآسلامية موجودة ولا حزب الله موجود ولا ألآسماء الذي ذكرها أبراهيم الزبيدي موجودة في العراق ولا انصار الله في اليمن ولا حركة أبناء البحرين موجودة فبأي مبرر أخلاقي تحمل الولي الفقيه مسؤولية لم يكن حاضرا فيها , ثم لماذا الحقد على مصطلح ولاية الفقيه أذا كنتم تدعون الحداثة والموضوعية التي هربت من أسئلتكم الخافضة للشيعة العرب والتسمية على مسؤوليتكم , أن ولاية الفقيه أسلوب من أساليب الحكم الثيوقراطي ناقشوها بهدوء وبعقل دستوري  منفتح على تفهم مختلف تجارب ونماذج الحكم ولكم الحق في تبيان مثالبها القانونية وتطبيقاتها الميدانية , لا أن تظلوا تطعنوا وتشهروا بدون دليل , ثم أن غالبية الشعب ألآيراني منسجم مع ولاية الفقيه ومنهم من يعمل في الذرة ومنهم من يطلق مركبات الى الفضاء ومنهم من يبني المتروات في المدن وهم ينفقون ستة مليارات دولار سنويا على البحث العلمي  هؤلاء هم شعب ولاية الفقيه , أما أذا تريدون أن تظلوا تصيحون بحشرجة كما صاح كويتي على قناة الميادين عندما قال برعونة وبداوة بليدة نريد أن نحرك البلوش وألآكراد وألآهوازيين في أيران , فقال له عبد الباري عطوان أذا حركت أيران زوارقها لضرب محطات المياه تظلون في الخليج بدون ماء ؟ وأنا لست مع هذا الطرح ولكني أذكره لآذكر به أبراهيم الزبيدي ومن يفكر بطريقته لآنهم يضعون أنفسهم خارج حركة التاريخ.