قد تميل بعض الاحيان الاطراف المتصارعة على قضية معينة الى التهدئة في سبيل ايجاد حل يتلائم مع متطلبات الطرفيين المتنازعين دون المساس بحقوقهم الى اقصى حد ممكن .
فيكون هناك بعض المساومات في سبيل حل عقدة الاختلاف والخروج بحل سليم .
السؤال هنا هل هذا حلم وردي لحلحلة مشاكل العصر الحديث وحتى المنصرم ام كل على حدة , مااجملها من كلمات قد توصف بالنرجسية .
لماذا لا يوجد ثلة ممن ينطقون الحق ويعطون كل ذي حق حقه بالاعتماد على البديهيات العرفية او الدينية التي لا يوجد جانب محايد فيها بين المصداقية من عدمها , الحق حق والباطل باطل , وتكون هنا كلمة الفصل دون الحاجة الى مناقشات ومهاترات اي بمعنى اخر الاعتماد على دستور ثابت لا يتغير مهما تغيرت الاجيال الا اذا ما تطلب بعض التغيرات حسب الضرورة الملحة للتغيير ومايرافقه من انعكاسات ايجابية او سلبية على الواقع .
فحال عراقنا الجريح اليوم خير مثال على النزاعات فمنذ ثلاثة عشر سنة والعراق يترامى بين نزاع واخر وتتخبطه السياسات الرعناء التي لا ترحم , لا ترحم التاريخ وتعاقب الاجيال , لا ترحم اصالة هذا البلد وعطاءه للعالم اجمع على مدى الحقب الزمنية المتوالية .
فأقلام المنصفين معطلة وممحاة الفوضويين مفعلة , وللأسف غلبت كفة الفوضويين ,فترى اغلب المجتمع للاسف الشديد يتلقف الاحداث المتعاقبة بكل حيثياتها ليخرج بخطة كيفية الاستفادة من الوضع الطارئ لكي يحصل على اكبر قدر ممكن من المال السحت وطعن الاخرين الذين يختلفون معه في وجهة النظر بشتى الاساليب القذرة عفوا لهذه الكلمة , ولكن هذه اقل ما يوصفون به .
والكل يقولون السبب الحكومة , رب سائل يسأل من هي الحكومة هل هي مخلوقات فضائية مثلا , انهم بشرا مثلنا يعيشون بيننا فهم الصديق والاقارب وزميل الوظيفة الحكومية والاشخاص المنتخبين ضمن الانتخابات التشريعية , اذا الخطأ في المجتمع وبنيته ومفاهيمه المتغالطة , فمتى ما نبذنا الشخص السيء ونناصر الكفوء الوطني سنجد ثلة من الناس قد برزت الى المجتمع على السطح ومتى ما قلنا للباطل انك باطل سينقلب خاسئا وينتصر الحق . لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم , احيانا تتراءى لي الاحداث واقول اذا ما كان مجتمعنا منصفا ويحق الحق ويبطل الباطل ويعلوا كلمة الله سيكون لنا شأن كبير وحتى المفخخات لا تنفجر بقدرة رب العالمين اذا ما كان الشعب متراحم فيما بينه وحتى الدواعش ينزل الله عليهم الرهبة والخوف ويكسر شوكتهم ولكن للأسف واقعنا مرير , وكلنا نتألم من الداخل فنسال الله ان يمن علينا بالرحمة فيما بيننا وينصر رايته وجنده في الارض.