يقول الشافعي مخاطبا تلميذ له اسمه يونس :
يا يونس أما ذهبت إلى بغداد فأجاب : لا
فقال الشافعي : ما رأيت الدنيا ولا رأيت الناس .
ويقول أيضا في بغداد : بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد ، ويقول أبو اسحق الجويني : بغداد هي الدنيا بأجمعها وسكان بغداد هم الناسُ ، ويقول الجاحظ والذي استعار المصريون كلماته : بغداد أم الدنيا .
يقول الشافعي : الناس في الفقه عيال على أبو حنيفة ( أي طلاب وتلاميذ ) ، ويقول قائل باستعارة ذكية لقول الشافعي : الشعوب والأمم عيال على العراق ، ويقول محمد الفيتوري الشاعر السوداني في وصف بغداد : بغداد الصفائح مذهبة النقش . ويقول فخر العراق محمد مهدي الجواهري : يا عوراق ( حتى لا يكسر عين العراق ) ، فأجابه احد البلغاء:إن الكسر في العراق يعني إن عين العراق هي التي تكسر الآخرين وتبتلعهم .
العالم كله يعرف بغداد لأنها عاصمة العراق سرة الأرض ،وإنها ولخمسة قرون عاصمة الخلافة العربية ، وان حضارة الدنيا جُمعت في بغداد ، والكل يتغنى ببغداد وشعرائها وصورها فهي ذهب الزمان وضوءه العطر ، وكل ليلة يغسل وجهها القمر .
ساستنا الشرفاء ومسئولينا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة استلموا بغداد بعد 2003 وهي بحلة جيدة جميلة رغم حالة الحرب التي شهدتها قبيل دخول قوات الاحتلال الأمريكي والتدمير الذي لحق بِها وببُناها التحتية ، لكنها كانت جيدة وجميلة وتصلح للحياة حتى في هذا الظرف ، ولكن ما إن تشكلت الحكومة الرشيدة حتى عم الخراب العراق وبالخصوص بغداد ، فالدماء والدموع المسفوكة في بغداد صارت بِقَدرِ نهر دجلة والأموال المنهوبة من أموال بغداد بِقَدرِ جبال العراق ، وتحولت بغداد من مدينة تكسر عين الغرباء وتبتلعهم إلى مدينة تأكل أبنائها وتسحقهم ،وكل بغداد يشعرون بثقل الحياة ، والغريب عن بغداد يستطيع أن يرى الخوف في وجوههم ، ويكتشف التعب والمرض في سحناتهم ، فملامح بغداد يطغى عليها الجوع والعطش ، جوع للحياة وعطش للجمال ، فكفاءات بغداد هاجرت ،وشعرائها العظماء انطفئ إبداعهم و التافهون من شعرائها وكتابها تألقوا ، والحياة في بغداد عبارة عن صحف وإذاعات لا قيمة لها وسخيفة ، وحقوق للمواطنين مسلوبة ، وشوارع مليئة بالدم والقاذورات ، مرور بغداد فوضى عارمة ، وشرطها بأخلاق سيئة ، وأزقتها مظلمة تعوي بها الكلاب الشاردة وهي تتبول على جدران بيوتها ، إنقطاع في مياه الشرب فيها مستمر ، وانطفاء الكهرباء عنها دائم باستثناء صالات التعذيب في دوائر الأمن القومي التي تستأسد على المواطن المسكين وتتحول إلى حَملٍ وديع أمام الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله ، فالإرهاب يقتل أهل بغداد متى يشاء ووقتما يشاء وأجهزتنا الأمنية لا زالت تعتمد ( الخِيرة ) في كشف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، تستطيع أن تلاحظ الفوضى المجتمعية في بغداد بمجرد النظر إلى شوارعها التي تملئها الفوضى ، وبذاءة السائقين ،وبرلمانات ومجالس الفساد ، ومؤسسات تنخرها الرشوة والمحسوبية ، ومخبر سري وأربعة إرهاب ، وأجهزة أمنية تبيع العلم العراقي بمائة دولار ، واعتقال ومصادرة حريات ، وقتلٌ للأحرار ، ومعتقلين لا يعرفون وسجانيهم لماذا يقبعون خلف القضبان ، وتطويقٌ للشوارع ، واقتحام للمنازل ، وخطف وابتزاز ، وداعش ومليشيات ، وتجارة الأعراض تطغى على ليل بغداد ،الوزارات كلها والمؤسسات فاسدة في بغداد ، نباشو القمامة الفقراء غطوا وجه بغداد ، أتصور بغداد غابة المفترسين فيها الساسة وأصحاب المعالي والفخامة والدولة والطرائد فيها ولد الخايبة من المساكين والفقراء .
بغداد كل الناس تحولت إلى بغداد سنة وشيعة ، إلى داعش ومليشيا ، إلى قاتل ومقتول ، إلى دم مسفوك ، إلى حُرماتٍ تُنتَهَك ، إلى ساسة لصوص وشعب مسكين تُسرق حتى أحلامه ، تسرق حتى مروءته وما نظرية النازح والكفيل إلا دليل على محاولة سرقة شرف ومروءة أهل بغداد .
الموت والإرهاب صار عنوانا يوميا لبغداد وأهلها ،الكل يقتُلُ أو يسرِقُ في بغداد ، كأن المدينة والحجارة تبتلع أهلها وتعتصرهم لتصنع مزيجا من الدم والخوف يغطي كل شبر من أرضها .
يقول عبود الكرخي في رائعته ( بغداد مبنية بتمر فلش واكل خستاوي ) :
الأجنبي نهبني نهب وماطلني بالزور وكذب
فرهد الحنطة والشلب والتمن الخضراوي
فرهدلي صوفي والدهن وسهمي من الزرع التبن
فلش واكل خستاوي
يا ليت الكرخي يُبعث من جديد ليرى حجم الفرهود الذي قام به أبناء البلد من ساسة العراق الجديد الحاكمون باسم الله والناطقون بما يريده حولوا بغداد إلى خربة لا يمكن إصلاحها حيث غطوا على سرقات الأجنبي وجعلوا الشعب العراقي يترحم على الاحتلال ويتمنى أيامه .
بغداد الصفائح مذهبة النقش مبنية بتمر فلش واكل خستاوي
يقول الشافعي مخاطبا تلميذ له اسمه يونس :
يا يونس أما ذهبت إلى بغداد فأجاب : لا
فقال الشافعي : ما رأيت الدنيا ولا رأيت الناس .
ويقول أيضا في بغداد : بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد ، ويقول أبو اسحق الجويني : بغداد هي الدنيا بأجمعها وسكان بغداد هم الناسُ ، ويقول الجاحظ والذي استعار المصريون كلماته : بغداد أم الدنيا .
يقول الشافعي : الناس في الفقه عيال على أبو حنيفة ( أي طلاب وتلاميذ ) ، ويقول قائل باستعارة ذكية لقول الشافعي : الشعوب والأمم عيال على العراق ، ويقول محمد الفيتوري الشاعر السوداني في وصف بغداد : بغداد الصفائح مذهبة النقش . ويقول فخر العراق محمد مهدي الجواهري : يا عوراق ( حتى لا يكسر عين العراق ) ، فأجابه احد البلغاء:إن الكسر في العراق يعني إن عين العراق هي التي تكسر الآخرين وتبتلعهم .
العالم كله يعرف بغداد لأنها عاصمة العراق سرة الأرض ،وإنها ولخمسة قرون عاصمة الخلافة العربية ، وان حضارة الدنيا جُمعت في بغداد ، والكل يتغنى ببغداد وشعرائها وصورها فهي ذهب الزمان وضوءه العطر ، وكل ليلة يغسل وجهها القمر .
ساستنا الشرفاء ومسئولينا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة استلموا بغداد بعد 2003 وهي بحلة جيدة جميلة رغم حالة الحرب التي شهدتها قبيل دخول قوات الاحتلال الأمريكي والتدمير الذي لحق بِها وببُناها التحتية ، لكنها كانت جيدة وجميلة وتصلح للحياة حتى في هذا الظرف ، ولكن ما إن تشكلت الحكومة الرشيدة حتى عم الخراب العراق وبالخصوص بغداد ، فالدماء والدموع المسفوكة في بغداد صارت بِقَدرِ نهر دجلة والأموال المنهوبة من أموال بغداد بِقَدرِ جبال العراق ، وتحولت بغداد من مدينة تكسر عين الغرباء وتبتلعهم إلى مدينة تأكل أبنائها وتسحقهم ،وكل بغداد يشعرون بثقل الحياة ، والغريب عن بغداد يستطيع أن يرى الخوف في وجوههم ، ويكتشف التعب والمرض في سحناتهم ، فملامح بغداد يطغى عليها الجوع والعطش ، جوع للحياة وعطش للجمال ، فكفاءات بغداد هاجرت ،وشعرائها العظماء انطفئ إبداعهم و التافهون من شعرائها وكتابها تألقوا ، والحياة في بغداد عبارة عن صحف وإذاعات لا قيمة لها وسخيفة ، وحقوق للمواطنين مسلوبة ، وشوارع مليئة بالدم والقاذورات ، مرور بغداد فوضى عارمة ، وشرطها بأخلاق سيئة ، وأزقتها مظلمة تعوي بها الكلاب الشاردة وهي تتبول على جدران بيوتها ، إنقطاع في مياه الشرب فيها مستمر ، وانطفاء الكهرباء عنها دائم باستثناء صالات التعذيب في دوائر الأمن القومي التي تستأسد على المواطن المسكين وتتحول إلى حَملٍ وديع أمام الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله ، فالإرهاب يقتل أهل بغداد متى يشاء ووقتما يشاء وأجهزتنا الأمنية لا زالت تعتمد ( الخِيرة ) في كشف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، تستطيع أن تلاحظ الفوضى المجتمعية في بغداد بمجرد النظر إلى شوارعها التي تملئها الفوضى ، وبذاءة السائقين ،وبرلمانات ومجالس الفساد ، ومؤسسات تنخرها الرشوة والمحسوبية ، ومخبر سري وأربعة إرهاب ، وأجهزة أمنية تبيع العلم العراقي بمائة دولار ، واعتقال ومصادرة حريات ، وقتلٌ للأحرار ، ومعتقلين لا يعرفون وسجانيهم لماذا يقبعون خلف القضبان ، وتطويقٌ للشوارع ، واقتحام للمنازل ، وخطف وابتزاز ، وداعش ومليشيات ، وتجارة الأعراض تطغى على ليل بغداد ،الوزارات كلها والمؤسسات فاسدة في بغداد ، نباشو القمامة الفقراء غطوا وجه بغداد ، أتصور بغداد غابة المفترسين فيها الساسة وأصحاب المعالي والفخامة والدولة والطرائد فيها ولد الخايبة من المساكين والفقراء .
بغداد كل الناس تحولت إلى بغداد سنة وشيعة ، إلى داعش ومليشيا ، إلى قاتل ومقتول ، إلى دم مسفوك ، إلى حُرماتٍ تُنتَهَك ، إلى ساسة لصوص وشعب مسكين تُسرق حتى أحلامه ، تسرق حتى مروءته وما نظرية النازح والكفيل إلا دليل على محاولة سرقة شرف ومروءة أهل بغداد .
الموت والإرهاب صار عنوانا يوميا لبغداد وأهلها ،الكل يقتُلُ أو يسرِقُ في بغداد ، كأن المدينة والحجارة تبتلع أهلها وتعتصرهم لتصنع مزيجا من الدم والخوف يغطي كل شبر من أرضها .
يقول عبود الكرخي في رائعته ( بغداد مبنية بتمر فلش واكل خستاوي ) :
الأجنبي نهبني نهب وماطلني بالزور وكذب
فرهد الحنطة والشلب والتمن الخضراوي
فرهدلي صوفي والدهن وسهمي من الزرع التبن
فلش واكل خستاوي
يا ليت الكرخي يُبعث من جديد ليرى حجم الفرهود الذي قام به أبناء البلد من ساسة العراق الجديد الحاكمون باسم الله والناطقون بما يريده حولوا بغداد إلى خربة لا يمكن إصلاحها حيث غطوا على سرقات الأجنبي وجعلوا الشعب العراقي يترحم على الاحتلال ويتمنى أيامه .