ابلغ رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عشائر محافظة الانبار الغربية بضرورة المباشرة بتسجيل اسماء المتطوعين المستعدين لحمل السلاح من اهالي المحافظة للمشاركة بتحرير مدينتهم الرمادي متوقعا ان يصل عددهم الى عشرة الاف رجل سيتم تدريبهم بالاتفاق مع الادارة الاميركية.
وقال عماد الخفاجي المتحدث الرسمي بأسم رئيس مجلس النواب العراقي اليوم ان الجبوري اجرى اتصالات مع القيادات المحلية وشيوخ العشائر في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) لبدء عمليات اعداد قوائم باسماء المتطوعين والمستعدين لحمل السلاح من اهالي المحافظة بهدف المشاركة في عملية تحرير مدينتهم الرمادي عاصمة المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وأضاف المتحدث في تصريح صحافي ارسل الى (أيلاف) ان رئيس مجلس النواب يتوقع ان يصل عدد المتطوعين الى عشرة الاف مقاتل سيتم تدريبهم في قاعدة التقدم في الحبانية بحسب الاتفاق والوعود التي قطعتها الادارة الاميركية للجبوري والتي تتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
ومن جهته اكد نائب قائد القوات المشتركة في العراق العميد كريستوفر كيكا ان أي دعم يقدم للقوات العراقية سواء كان الجيش او البيشمركة او الحشد الشعبي او العشائر السنية يتم بطلب وتوجيه من الحكومة العراقية.
وشدد كيكا خلال مؤتمر صحافي في بغداد على ضرورة ان تخضع جميع التشكيلات التي تقوم بمحاربة داعش للقيادة العسكرية العراقية.. واشار الى إن التحالف الدولي قام حتى الآن بتدريب 8000 جندي عراقي وتطوير اللياقة البدنية لديهم . واضاف انه اذا كانت هناك شكوك بشأن عمل التحالف الدولي (فانظروا الى وضعية تنظيم داعش وما اصابه حيث تحول الى منظمة ضعيفة ليست لديها القدرة على التحرك) بحسب قوله.
ويأتي قرار بدء تسجيل متطوعي العشائر السنية بمحافظة الانبار اثر مباحثات اجراها رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع القادة الاميركان خلال الايام الثلاثة الاخيرة شملت الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن ووزير الدفاع آشتون كارتر اضافة الى مسؤولين كبار في الكونغرس الاميركي.
وخلال اجتماعه مع اوباما بحضور نائبه بايدن فقد بحث الجبوري سبل الاسراع بتسليح العشائر بشكل عاجل ومباشر بالتنسيق مع الحكومة العراقية واعطائهم دور كبير وفاعل من اجل الاستفادة من خبرتهم في معرفة طبيعة الارض ومن اجل تعزيز عنصر الارادة في مواجهة تنظيم داعش المتطرف تمهيدا لدحره من أرض العراق وكذلك دمج مقاتلي العشائر ضمن تشكيلات الجيش والشرطة العراقية .
وخلال اجتماع الجبوري مع كارتر فقد اتفق الجانبان على ضرورة العمل عن قرب مع مقاتلي العشائر السنية في قاعدة التقدم الجوية العراقية.
ووافق اوباما يوم الاربعاء الماضي على نشر حوالي450 جنديا للعمل في العراق .ويقول المسؤولون الدفاعيون الأميركيون إن مهام القوات التي سترسل إلى قاعدة التقدم الجوية ستشمل جوانب عدة بدءا من المشورة للقادة العسكريين العراقيين حول كيفية ضمان أن يكون مع الجنود ما يكفي من الذخيرة وانتهاء بدمج القوة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الخطط القتالية.
ووافق أوباما على نشر العسكرين الجدد للعمل مع الفرقة الثامنة بالجيش العراقي التي تعاني من انخفاض الروح المعنوية وتحاول إعادة تنظيم صفوفها لتخرج في نهاية المطاف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرمادي التي اجتاحوها الشهر الماضي.
ويعمل أميركيون بالفعل في عدة قواعد أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد في تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها ودعمها بعد أن حققت نجاحا محدودا في مواجهة مقاتلي داعش الذين يسيطرون حاليا على أجزاء كبيرة من البلاد خلال الثمانية عشر شهرا الماضية.
لكن العملية في قاعدة التقدم الجوية القريبة من نهر الفرات على مسافة 75 كيلومترا غرب بغداد والتي تقع بين مدينتين كبيرتين تسيطر عليهما الدولة الإسلامية هما الرمادي والفلوجة تضع القوات الأميركية في قلب القتال. وتبعد القاعدة 25 كيلومترا فقط الى الشرق من الرمادي عاصمة محافظة الأنبار ونحو 15 كيلومترا إلى الغرب من الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية أيضا.
واستخدمت القوات الأميركية التي احتلت البلاد عام2003 تلك القاعدة المتاخمة لبحيرة الحبانية وهي أرض مألوفة لكثير من الجنود الأميركيين الذين شاركوا في حرب العراق التي اطاحت بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وسيكون دور القوات الأميركية في قاعدة التقدم الجوية المساعدة في برنامج لتجنيد مقاتلين جدد من العشائر السنية في المنطقة. وكان مقر برنامج الجيش العراقي لاستقطاب مقاتلين من العشائر السنية في الرمادي لكنه نقل الى التقدم حين سقطت المدينة.
وسئل الكولونيل ستيف وارين وهو متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) إن كانت القوات الأميركية ستشارك في مساعدة العراقيين في خطة استعادة الرمادي فقال “بالتأكيد.” واضاف إن الخبراء العسكريين الأميركيين سيساعدون ضباط الجيش العراقي في “وضع خططهم للعمليات المستقبلية ويساعدونهم في تحسين نظمهم داخل وحداتهم ليكونوا قادرين على القيام بالعمليات… واستخدام قواتهم بشكل أفضل.”
وللولايات المتحدة حاليا 3100 جندي في أماكن أخرى من العراق.