خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان,الوطنية والولاء للوطن, يقولها البعض بسهولة, ولايستطيع تقدير وزنها, بميزان الحقيقية والصدق, الذي هو ميزان الصائغ (بائع الذهب), يقولونها عندما تمتد أيدهم, الى خزائن الوطن, لينالوا منه بأسم الوطنية الكاذبة.
يقولونها بصوتٍ جوهريُ صداح, واضعين راية الوطن حول أعناقهم, ليغمسوها في أناءه الدسم,ثم يرمونها على الأرض عندما تجف.
يصرحون بحب الوطن والتباكي عليه, عندما يظهرون في الفضائيات, وفي وسائل الأعلام, متملقين للهديا والمناصب,ويسبون الوطن ويلعنون تاريخة عندما لاينالون نصيباً من كعكعة المغمسة بدماء أطفالة, يقفون أمام المنابر منتحلين صفة الزعماء والقادة الأبطال, في حين أنهم مجرد محتالين وسراق ومنافقين, يدعون أنهم سيعالجون الوطن من الأمراض, وهم مجرد مرضى موبئين, بمئات الفيروسات والأمراض القاتلة.
ولو الأدبار عندما ناداهم الوطن, للدفاع عنه وعن ثرواتة,وتاريخة وخيراتةُ, فأستشهد خيرة رجالنا, وصناديدنا, في الذود عنه في حين هم تسللوا بين النساء والجدران, هرباً من نداء الوطن, ويصرون وينادون وبكل وقاحة, دون أعتبارلأدنى ذرة من الأخلاق, بأنهم هم من سيحرره من الأرهاب.
يسرقون الوطن, ثم يوصون بعد مماتهم, أن يدفنوا في ترابه, يشكلون كتلُ وأحزاب تحرض على العنف, والكراهية, ضد الوطن وباقي مكوناتة, ومن ثم يغازلون الوطنية, يقدسون تراب الوطن ويضاجعون الوطنية,يسلكون كل الطرق من أجل خداع الوطن, من بيع ضمائرهم للأجنبي وشرفهم للشيشاني, وخيراتهم للسعودي وماء وجوههم للتركي, ولايتنازلون لوطنهم.
فمتى تنتهي هذه المهازل والمسرحيات, ويعودون الى طريق الحق, متى يصبح لدينا قادة ومواطنيين همهم العراق؟, ومتى يكون همنا أن نجعل الوطنية, كنهري دجلة والفرات, اللذان ينحدران من الأعلى الى الأسفل, وبغمران كل أراضي العراق, السهول والوديان, الصحاري والأهوار, بخيرهما؟.
متى يستوعب القادة والمنتفعين أن الولاء, للوطن والوطنية, هي صفة وراثية, وليست مكتسبة, وهي حق وليست صدقة؟, متى نستفيق من سباتنا, لنؤسس معاً لكلمة واحدةُ, هي المواطنة الخالصة, التي تستوعب جميع العراقيين, لأن العراق يستوعب جميع أبناءه, من شماله الى جنوبه.