17 نوفمبر، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

احذروا من نقطة اللاعودة!!

احذروا من نقطة اللاعودة!!

رب يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه، هكذا يقول لسان حال العراقيين بكل طوائفهم ومكوناتهم بعد ان اصبح حالهم لا يسر صديقا ولا عدو، فقبل سنوات كانت الاوضاع افضل، والامس القريب كان احسن حالا من اليوم، ولعل المستقبل يحمل في جعبته الكثير..

قد يلجأ السياسيون في المرحلة المقبلة الى لملمة شعثهم، وربما نرى خلال الايام القليلة القادمة لقاءات وتشاورات بين الفرقاء خصوصا (السنية- الشيعية)، وقد تغير بعض الاطراف من مواقفها الحالية او ربما تتنازل عن بعض مطالبها تزامنا مع خطورة النقطة التي يتجه اليها العراق حاليا.

لا ننكر ان هناك ارادة دولية واقليمية فاعلة في العراق، ربما تصل فاعليتها الى تغيير مواقف او حسم معارك على الارض (بغض النظر ان الحسم  مع ام بالضد)، الا ان الارادة العراقية قد تشهد صحوة عميقة ومفاجئة لاسيما وان الامور اصبحت على المحك.

ولعل السجال السياسي المحموم الذي شهدته الساحة العراقية خلال سنوات حكم المالكي، خصوصا بين بعض القيادات السنية واخرى شيعية قد يجعل عودة هذه القيادات الى المشهد لا يحمل الكثير من التفاؤل والايجابية كما انهم لا يحظون برضى جماهيري واسع خصوصا وان الكثير من ابناء الشعب العراقي ومن كافة الطوائف يرون ان هذه القيادات هي احد اسباب تردي الاوضاع ووصلها الى هذا السوء.

لذلك لابد من ايجاد قيادات جديدة من كلا الطرفين (السنة- الشيعة) تعتمد منهجا جديدا وتتعامل فيما بينها بحكمة وروية، وتتفق على رؤى مشتركة،  تظهر بها امام الرأي العام وتتعامل وفقها مع الجهات الدولية والاقليمية .

ان اختيار حيدر العبادي رئيسا للوزراء وسليم الجبوري للبرلمان كان من الممكن ان يحسّن المشهد العراقي كثيرا لولا سقوط الموصل وهيمنة داعش على ثلث مساحة العراق. فالرجلين انطلاقا من مبدأ التصحيح واعادة ترتيب الاوضاع على الرغم من صعوبة مهمتيهما،ولا شك ان حظ العراقيين الكبير جلب هذين الرجلين في هذه المرحلة بالذات، والا لكانت الامور اسوأ بكثير مما هي عليه الان.

وبما ان الرجلين يمتلكان سبل الحل او ربما جزء منه.. او نقول انهما الافضل لتدارك ما يمكن تداركه، فعلى المكون السني جمهورا وقيادة ان يمنح سليم الجبوري ثقته ، خصوصا وانه يسعى عبر تصريحاته الاعلامية لمصالحة وطنية شاملة وقد يكون الرجل صادقا، ومن وجهة نظري الشخصية فالرجل هادئ ويمتلك نفسا عميقا في الحوار كما انه رجل قانون قبل ان هذا وذاك.

اما العبادي فربما يحظى بتأييد قسم كبير من الشيعة، باستثناء بعض الشخصيات التي ترى وجود العبادي يلغي حضورها السياسي.

وبما ان هناك جهات سياسية منهمكة في اعداد ملف كبير للمصالحة والسلم الاجتماعي، فعلى الجميع تأييده ومنح الثقة لرجلينا لاخذ زمام المبادرة قبل ان نصل الى نقطة اللاعودة.

أحدث المقالات