23 نوفمبر، 2024 6:55 ص
Search
Close this search box.

مراثون الصراع بين المجاهدين ونظام الملالي الى اين ؟

مراثون الصراع بين المجاهدين ونظام الملالي الى اين ؟

تتبادل الاطراف المتنازعة في العادة التهم فيما بينها , ويسوق كل طرف اسانيد يعتقد انها هي الحقيقة , وعلى الناس ان يصدقوها بدون نقاش , وهكذا يعتقد الاتباع مثل ما يعتقد الاسياد .الحاكم يتهم كل من يعارضه بالخيانة والارتباط بالاجنبي , الذي له اجندة خاصة تضر بالحاكم وبنظامه . كما يتهم المعارضون نظام الحكم بالديكتاتورية بالخيانه والتفريط بمصالح الوطن والمواطنين .

في ضؤ هذه القاعدة تبادل نظام الملالي في ايران التهم مع اطراف المعارضة الايرانية , وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق, وساق كل طرف اسانيده التي تكذب اسانيد الطرف الاخر . نظام الملالي يدعي ان منظمة مجاهدي خلق عميلة للغرب. في حين اية معارضة في الارض تتحالف مع اية قوة تساعدها وتمد لها يد العون لمواجهة النظام المستبد . كما ان اي طرف يحتضن معارضة ما , يريدها ورقة بيده للتفاوض بها مع الطرف الاخر .

الخلاف بين طرفي النظام والمعارضة في ايران قائم على اساس فكري . فالملالي سنوا دستور ايران على اساس ( ولاية الفقيه ) , لينتزعوا السلطة المطلقة ويتصرفوا بايران كما يشاؤون , وليس من حق احد ان يعارضهم في اي امر سواء كان فقهيا او سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا .وبالمقابل تعارض منظمة مجاهدي خلق هذا التوجه التسلطي الدكتاتوري . هذا الاختلاف يؤكد انتفاء الديمقراطية في ايران , وما الانتخابات التشريعية أوالرئاسية الا احتيال على الديمقراطية التي من اولى اولوياتها الاعتراف بالاخر والاعتراف بحقوقه , ومنها المشاركة في الحكم .

النظام الجديد في العراق هو نسخة مشوهة لنسخة الملالي في ايران , نظام ديكتاتوري ارهابي طائفي عرقي بامتياز . نظام متسلط يحول دون وصول اي طرف اخر الى السلطة ,وها هو اليوم يخطو الخطوةالاخيرة باتجاه تصفية كل الاطراف المشاركة معه في الحكم الطائفي , وجعله نظاما طبق الاصل عن نظام الملالي في ايران . فمع انسحاب القوات الامريكية من العراق بناء على خطة باراك اوباما القاضية بسحب القوات الامريكية مع نهاية العام الجاري 2011 , بدأ المالكي بتصفية نائبه صالح المطلق ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي , رغم انهما حلفاءه في العملية السياسية المشوهة , بدعوى اشرافهما على اعمال ارهابية ,وتمت الاجراءات دون استشارة رئيس الجمهورية جلال الطلباني انذاك الذي ابدى استياءه من هذا التصرف المنفرد من قبل المالكي , كما ان اجراءات المالكي جاءت علنية مستفزة ووضعها لقمة سائغة في حلق الاعلام , ويبدو ان المالكي انزعج من نقد الهاشمي والمطلق الذين اتهاماه بالدكتاتورية , واليوم فلتت الامور من خليفة المالكي حيدر العبادي , وصارت المليشيات التي دربها نظام الملالي في ايران وملئئ عقولهم وقلوبهم بالحقد والكراهية للمكون السني , وصار القتل والتعذيب الوحشي باسم ال البيت , وال البيت من هذه الاعمال براء . وباتت المليشيات تعد نفسها لتسلم السلطة الحقيقة في العراق لتصبح نسخة من الحرس الثوري الايراني الذي يتحكم بامور البلاد والعباد . وتنفذ هذه المليشيات مخطط نظام الملالي التوسعي على حساب الارض العربية .

وعودة الى اجواء الافتراء التي يمارسها نظام الملالي ضد منظمة مجاهدي خلق المعارضة .ومنها :

1. نظام الملالي يصف المجاهدين ( بالمنافقين ) , والحقيقة ان النفاق ينطبق على الملالي انفسهم , فهم يضعون يدهم بيد رجال دين مثلهم ممن شاركوهم في الحكم , وفي الوقت نفسه يطعنونهم بالخنجر باليد الثانية , كما فعلوا بمنتظري وشريعتمداري وغيرهم الكثير .بالمقابل منظمة مجاهدي خلق ينطبق قولهم مع كلامهم فهم يسعون لاسقاط نظام الملالي بالطرق السلمية وعن طريق صناديق الانتخابات .وهذا حق ديمقراطي لكل ابناء ايران . واليوم نجد تعاطفا عربيا ودوليا مع المجاهدين لان مطالبهم واقعية تنسجم مع مبادئ شرعة حقوق الانسان .

2 . نظام الملالي يدعي ان المجاهدين حفنة من الارهابيين وقطاع الطرق , في حين تدل الحقائق ان المنظمة تعد بالملاين داخل ايران وخارجها , وقادرة على تسيير المظاهرات في المدن الايرانية وخارج ايران , وكسب تعاطف قطاعات واسعة من رجال القانون والبرلمانيين والحقوقيين والكتاب والادباء , وقد زاد هذا التعاطف في ضؤ انفضاح مخططات الملالي التوسعية واثارة الفتنة الطائفية وهز الامن الاقليمي والدولي بعامه . ولو كان ادعاء الملالي صحيحا لنفذ رصيدهم الشعبي , كما ان الذين تم اعدامهم من المجاهدين يعد بعشرات الالاف , فهل يعقل ان حفنة من المنافقين يصمدون طيلة هذه المدة ويقدمون كل هذا العدد من الشهداء والمعتقلين ؟ .

3 . اخر صرعات الكذب ان نظام الملالي يدعي ان منظمة المجاهدين محاصرين وليس لهم اي تاثير على الشارع الايراني , والرد على هذا الادعاء هو قدرة المنظمة على عقد المؤتمرات والندوات والمشاركة في حوارات مهمة مع البرلمانات الدولية كما حصل مؤخرا في مشاركة السيدة مريم رجوي في مداخلة حول الارهاب مع الكونغرس الامريكي والبرلمان الاوروبي , وقريبا سيعقد لقاء في باريس لفضح نظام الملالي وكسب التاييد للمجاهدين وحقوقهم التي ضيعها النظام المتسلط , وبالتأكيد سيحضر هذا اللقاء ,برلمانيون و اطباء ومهندسون وشعراء وطلبة جامعات واساتذة ومحققون حقيقيون وخبراء في حقوق الانسان وناشطون وتجار ومهندسون وخطباء مساجد , اضافة الى مؤسسات مدنية ومعنية بحقوق الانسان .

4 .النظام العراقي الطائفي يقول مثل اسياده الملالي ان المجاهدين منافقين , وانهم خرقوا سيادة العراق , السؤال : لماذا لم يحتزم هذه السيادة قبل هذا الوقت ؟ وهل حقا ان السيادة متحققة في العراق ؟ . الم تخرقها الدول المجاورة وبالذات ايران الملالي , الم تعبث المليشيات المدعومة من الملالي بالعراق شعبا واقتصادا وثقافة ؟ , الم تقتل بدم بارد اهالي تكريت بدواعي الحقد الطائفي ؟ الم تحتل هذه المليشيات النخيب لتكون نافذة للملالي على السعودية ومشاغلتها من الحدود الشمالية ؟ .

5 . الم يدعي المسؤولون في الحكومات العراقية ان المسؤولين عن اشرف رفضوا التعاون مع لجنة الامم المتحدة , وهذا القول منافي للحقيقة . وقد سبق للمالكي “ان ادعى ان هذه المنظمة منعت ممثل الامم المتحدة ( مارتن كوبلر ) من دخول معسكر اشرف ورفضت خطة الامم المتحدة ” . هذا القول محض افتراء , وما زال المسؤولون عن سجن ليبرتي يراوغون ويفرضون حصارا اقتصاديا وطبيا ونفسيا على الاشرفيين وهم في سجنهم الاجباري .

ان الحكومة العراقية التي يتزعمها التيار الطائفي التابع لنظام الملالي تتصرف باسم قسم من اهالي العراق وتهمل اراء الاخرين من برلمانيين وشيوخ عشائر وحقوقيين , فهؤلاء جميعا يرون في تصرفات الحكومة مخالفة للمصالح الوطنية العراقية . كما ان مواقف الحكومة العراقية تمثل تحديا للمجتمع الدولي وعدم التعاون مع الامم المتحدة في ايجاد حل سلمي لقضية اشرف , وما هي الا تنفيذ لرغبة ملالي ايران ورضوخ لهم ولاملاءاتهم , وجر البلاد نحو حمام دم يزيد من معاناة العراقيين , ويزيد من عدد القتلى والارامل واليتامى

والمشردين , كما يزيد من معاناة المواطنين اليومية في الكهرباء والماء والخدمات والتشرد, ويوسع دائرة الفساد والمفسدين .

6. واخر صرعات الكذب الذي يمارسها الملالي وخاصة وزارة الاطلاعات هي علاقة منظمة المجاهدين مع داعش , وهذ فرية واضحة كالشمس , فالارهاب ما انتشر في المنطقة الا من خلال الملالي ومن خلال فيلق القدس حصريا .

وخلاصة القول ان نظام الملالي الذي يتظاهر بانه يحقق انتصارات لصالح مشروعه التوسعي الطائفي , فانه يعاني من ازمة داخلية عميقة اركانها اقتصادية وسياسية وثقافية وانسانية , ولا ادل على ذلك تلك الانتفاضات التي تشتعل في بعض الاقاليم مثل الاحواز وماهاباد , اضافة الى تحرك المعلمين والنساء والتجار وغيرهم الذين يعانون من التمييز والتفرقة والفقر والتهميش . وبالمقابل تتقدم منظمة المجاهدين خطوات مميزة في الكسب الشعبي داخل ايران ويرى المسحوقون في الداخل ان منظمة المجاهدين باتت هي الامل في الخلاص من نظام الملالي المتسلط .

أحدث المقالات

أحدث المقالات