هذا المقال ليس دعاية لجرارات عنتر ذائعة الصيت ، وأجيالها المتلاحقة عنتر 60 وعنتر 70 وعنتر بن شداد وتمثاله الشهير في الأعظمية ايام زمان ، وفي الساحة التي ما زالت تحمل اسمه ويمر فيها كثير من عناترة الزمن الجديد الذين يختبئون بين البيوت ، ويظهرون في الظلام وفي النهار أحياناً لقتل عناصر قوى الأمن والتمثيل بجثثهم .. أو عنتر صدام وهو رئيس البعث الذي حلت بجسده روح عنتر .. لا بحميتها ونخوتها .. بل برمزيتها الأخرى بحيث بدأ يقتل ويصلخ ويعلق على أعواد المشانق كل من لا يتفق معه بالرأي والتوجه ، أو من يعارضه أو لا يحب نظامه ، أو حتى الذي لا يصفق له عندما يقف خطيباً في تلفزيون جمهورية العراق . ولى وإلى الأبد ذلك العنتر السيئ .. الذي أساء إلى العراق وشعبه طوال 35 عاماً .. أما عنتر المحتفى به ايها السادة هو جرار من جيل جديد ، أعلنت عنه الشركة العامة للصناعات الميكانيكية في الاسكندرية اواخر عام 2013 ، ولا ندري اين حل به المقام ، فهو بمواصفات فنية عالية وبغرفة قيادة مكيفة صيفاً وشتاءاً ، وإذا نظرت إليه وجدته عنتراً حقيقياً ولأول مرة في العراق ، بامتياز من شركة جرارات زينو التشيكية .. وهذا الجرار العصري المسالم يستحق منا كل التقدير والاحترام ، لأنه غير مستعد للانخراط في أي مناكفات ومناوشات ونزاعات وصراعات واشكالات واسقاطات سياسية كانت أم اجتماعية أم حزبية وكتلوية أم طائفية . فكل عمل هذا الجرار الذي يمكن أن يصبح رسول سلام لأنه يزرع المحبة بين الناس ، ويواصل بينهم في القرى والأرياف ، ويسحب عربات الانتاج الزراعي ويقوم بعمليات اخرى .. كما انه لا يعتدي على الناس أو يسبب لهم الموت .. فهل سمع أحدكم أو شاهد أن جراراً دهس أحداً ، أو تسبب في حادث مروري ، أو خاض عمليات السباق مع هواة السرعة من مراهقي هذا الزمان .. انه بريء من كل هذا .. فهو يسير مثل سلحفاة ويحمل أحمالاً كبيرة مثل جمل .. انه عنتر الحديدي الذي اقتبس اسم ذلك الشاعر العربي الذي أحب عبلة ، فنقله حبها من العبودية إلى الحرية .. وليصبح أحد الذين خلدهم التاريخ .. أما عناترة الزمان الجديد من الخطباء والسياسيين والمهددين وحاملي السيوف ، والملوحين بالحرب والداعين إلى تقويض العملية السياسية والعودة بنا إلى زمن الرفاق العناترة ، وقائدهم الذي ظن الكثيرون انه عنتر حقيقي ، وعنتر قومي ، حتى اذا حانت ساعة المنازلة اختار له جحراً وخبأ نفسه فيه .. فأكسبه ذلك الجحر الخزي والعار في الدنيا قبل الاخرة .. فضلاً عن جرائمه المنكرة بحق الشعب العراقي . لذلك أيها الناس لا يغرنكم أي عنتر جديد يظهره هذا الزمان .. فزمان العناترة ولى ودرس .. وكل من يظهر ويدّعي أنه عنتر جديد فأنه مزيف ، وسرعان ما تبان حقيقته فكم استخدم الهاشمي من خطب عنترية .. حاول فيها خداعنا بأنه عنتر وطني ، وداعية لحقوق الانسان ، وظهر فيما بعد بأنه عميل لحاكمي قطر وتركيا ، وخائن لشعبه ، وممول للعمليات الارهابية وقاتل للناس ، حتى أخزاه الله في الدنيا والآخرة .. وهناك عناترة جدد ظهروا في الساحة يدعون إلى الطائفية ، ويقودون الناس إلى الفتنة ، ويسعون
إلى هدم ما بناه العراقيون خلال عشر سنوات ، ليشيدوا مرة أخرى دولة البعث الصامد ، ودولة النقشبندية ، ودولة القاعدة المجرمة ، ودولة أنصار السنة المتخلفة .. ودولة داعش المجرمة وهاهم العناترة يتساقطون عنتر بعد آخر .. وسنشهد بإذن الله تساقطهم جميعاً ، واندحار جيش ممن تمثلوا بشجاعة عنتر ، وهم مجرد خواء .. ولعل الواقع العراقي وخطط التقسيم والتجزأة والشعارات التي تدعو إلى العنف والقتل والدمار والخطابات ، الجوفاء التي تصدر من أفواه نتنة بريح الطائفية ، هو الذي اسقطهم وأظهر زيفهم .. أو أن (حوبة) العراقيين والدماء البريئة التي تسيل كل يوم , ودعاء المصلين الذين ما عادوا آمنين في مساجدهم وحسينياتهم ، لعل كل هذا يسقطهم إلى الأبد .. بحيث لا نرى أثراً لعنتر جديد في العراق فكل العناترة دعاة فتنة وكذابين .. وكلهم ينتمون إلى عصر الجاهلية الذي عاش فيه عنترة بن شداد .. إلا ان عنترة ذلك تمثلت فيه قيم الرجولة والشجاعة والبطولة .. بينما تمثل هؤلاء بالخسة والدناءة ورداءة الأصل .. وحتى لا نتهم الجرار عنتر بأنه منهم .. ندعو العراقيين إلى شراء ( عنتر تدفئة وتبريد ) للجلوس في غرفة القيادة للوقاية من حر الصيف القادم الذي لم نتوقع أن يكون أفضل من غيره بسبب عدم الثقة بوزارة الكهرباء .