دعا البرلمان العراقي العبادي بتزويده بأسماء القادة العسكريين المتخاذلين في المعارك ضد تنظيم “داعش” لمقاضاتهم عسكريا مطالبا واشنطن بالايفاء بتنفيذ عقود التسليح المبرمة مع العراق.. فيما انتقدت الحكومة العراقية الاتهامات الاميركية للجيش العراقي بعدم القتال في الرمادي.
وكشف رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي خلال مؤتمر صحافي لاعضاء اللجنة في بغداد اليوم عن دعوتها في خطاب خاص للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراءء حيدر العبادي لمعالجة الخلل في بعض القيادات الامنية وتزويدها بلائحة اسماء القيادات المتلكئة في العمليات لاحالتها الى القضاء العسكري. وحذر من ان التشكيك بقدرات الجيش وتضحياته سيضعف معنويات الجنود والضباط والقادة .. موضحا ان “هناك اصطفافا جماهيريا سياسيا وشعبيا خلف الجيش الذي هو صمام الامان الحقيقي للبلاد” .
لكن المسؤول البرلماني اقر بان هناك معارك قد يخسرها الجيش لكنه لفت بالمقابل الى الانتصارات التي حققها الجيش في مناطق اخرى ووصفها بالكبيرة والواسعة ولاتقارن بما حدث في الانبار وشدد على ان “الخلل في بعض القطعات العسكرية لايعني ان القطعات الاخرى لم تؤد مهامها القتالية”.
وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي اكد الاسبوع الماضي أن انسحاب القوات الأمنية من مدينة الرمادي جرى من دون صدور أوامر عسكرية، وهو مخالف للتعليمات الصادرة بمسك الأرض، كاشفًا عن فتح تحقيق لمحاسبة المقصرين لكن أي اجراء بهذا الصدد لم يصدر لحد الآن رغم مرور حوالي عشرة ايام على احتلال “داعش” للمدينة.
رفض للتصريحات الاميركية ضد الجيش العراقي
وشدد الزاملي على الرفض القاطع لتصريحات وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر التي شكك فيها بشجاعة الجيش العراقي في القتال .. ووصفها بأنها ادعاءات تكذبها الوقائع في ميدان المعركة وابرزها مساهمة الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر في تحرير مناطق مهمة وحيوية في مناطق ديالى وجرف النصر وامرلي وصلاح الدين والمناطق المحاذية للاقليم مثل سنجار وبرطلة ومناطق كركوك واخرى غيرها. وقال ان “هذه التصريحات محاولة يائسة وبائسة لاضعاف معنويات المؤسسة العسكرية وتقدم خدمة مجانية لداعش الارهابي”.
ولفت انتباه كارتر الى المسؤولية المترتبة على الادارة الاميركية للوفاء بتنفيذ عقود التسليح التي دفعت كلفها منذ اعوام من قبل الحكومة العراقية وطالبه بضرورة ان يعتمد في تقييمه للأحداث على معطيات ميدانية وليس على تحليلات اعلامية غرضها اضعاف المؤسسة العسكرية العراقية بحسب قوله.
وفي وقت سابق اليوم اعرب رئيس الوزراء حيدر العبادي عن دهشته من تصريحات آشتون كارتر بحق الجيش العراقي “متعهداً ” بتحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم “داعش” خلال أيام. وقال العبادي في تصريحات نقلتها قناة “سكاي نيوز العربي” ان “كارتر يدعم العراق دوما وتصريحاته جاءت بعد تزويده بمعلومات خاطئة بشأن قدرة الجيش العراقي في التصدي للتنظيم “.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الحكومة العراقية إن كارتر قدم “معلومات مغلوطة” في انتقاده لقوات البلاد على خلفية سقوط الرمادي .. وقال سعد الحديثي اليوم إن الحكومة العراقية فوجئت بتصريحات كارتر التي قال فيها إن القوات العراقية افتقرت “لإرادة القتال” خلال معركة الرمادي. وأضاف أن سقوط الرمادي يرجع إلى سوء الإدارة والتخطيط من قبل بعض كبار القادة العسكريين في الرمادي.
وكان كارتر اعتبر امس الأحد أن القوات العراقية “لم تظهر أي رغبة” في قتال تنظيم “داعش” خلال سقوط الرمادي قبل عشرة أيام. وقال أن “افتقاد الإرادة” هو “سبب رئيسي لتمكن مقاتلي تنظيم داعش من التقدم في الانبار” . واشار الى إنه رغم أن عدد أفراد الجيش العراقي يفوق بكثير عدد مقاتلي التنظيم في الرمادي الا إن قواته انسحبت ببساطة عندما هاجمها “داعش”.