17 نوفمبر، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

خيوط الانقلاب المزعوم وأبطاله

خيوط الانقلاب المزعوم وأبطاله

تتصاعد خيوط الدخان بكثافات متفاوتة تزيد تارة وتقل أخرى، تشي بمحاولة انقلاب على حكومة العبادي، يقوم بها نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي بمساندة وزير الدفاع خالد العبيدي. ولما كان هناك مثل يقول؛ “ماكو دخان من غير نار”.. فإن لهذه الشائعة نسبة كبيرة من الصحة، بل أنها أٌقرب الى النار منها الى الدخان، ولو أردنا الحديث عن أسامة النجيفي، فإن الدوافع لمثل هذا العمل متوافرة بكل تأكيد في شخصه، ومبيتة بحساباته بشكل لايختلف عليه اثنان. فالرجل “صاحب سوابق” في سياساته المتبعة من خلال سفرياته المشبوهة وتصريحاته المتواترة، والتي تصب جميعها في كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالعملية السياسية، وله باع طويل يلتف حولها في محال اشتغاله في المناصب التي تبوأها، ويشهد له تاريخه الحديث الذي برز فيه، بدءا من تسنمه منصب رئاسة مجلس النواب في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام 2010، وصولا الى كرسي نيابة رئيس الجمهورية الذي تربع عليه في الثامن من شهر أيلول من العام المنصرم.

ولأسامة هذا مواقف معادية لكل مايحصل على الساحة السياسية العراقية بعد عام 2003..! فهو لايستطيع إخفاء عدائه لسياسة الحكم ولنهجها.. وكذلك للشخص الحاكم الذي تأتي به صناديق الاقتراع، وهو ينظر الى المحاصصة في المناصب من جوانب ثلاث؛ أولها طائفي وثانيها طائفي وثالثها طائفي..! وإن فاتني ذكر جانب رابع فهو طائفي طائفي طائفي… فالعراق من وجهة نظره ضيعة من ضيعات “الخلفوه” وهو -وطائفته- الوريث الشرعي الوحيد لأرض العراق ومائه وهوائه، وهذه عقدة في نفسه قد يكون منشؤها من ماضي عائلته العريق في “لواء” الموصل..! فملعقة الذهب التي فطمه عليها أهله لم تكن تغذيه حب العراق بل ملك العراق..! فاستحوذت على نفسيته غريزة التملك، لاسيما أن عائلته كانت تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في محافظة نينوى.

وليس هوس التملك وحبه هو إرث النجيفي الوحيد من أجداده، بل على مايبدو أن العداء لكل مايمت بصلة الى الحكم في العراق -كما أسلفت- هو الآخر متوارث لديه، فقد تبوأ جده الحاج “محمد النجيفي” منصب نائب في البرلمان في العهد الملكي، وتعاقب والده أيضا في عضوية البرلمان الملكي في دورات متتالية عديدة، وكان العداء قائما بين أجداده من طرف.. والحكومات السابقة من طرف آخر، الأمر الذي تسبب بمقتل أحد أعمامه وسجن ثانٍ، كما أن الخلافات أدت الى مصادرة أراض مترامية الأطراف في سهول نينوى تعود الى العائلة. وبمعرفة سبب نشوب تلك الخلافات واستمرارها عقودا مع الحكومات المتعاقبة على حكم العراق، تتوضح أمور كثيرة فيما يخص “الحفيد” أسامة النجيفي، إذ أن السبب كان توجه آل النجيفي في دعواتهم المستمرة الى ضم الموصل إلى تركيا، حيث أن جده طالب باستفتاء دولي إبان الحكم الملكي حول ذلك، ولم ينل مايصبو اليه، ولما كان “العرق دساسا” و “فرخ البط عواما” فإن أسامة “يشتغل بأصله”..!. وعلى هذا لم يعد غريبا على النجيفي عمله بالضد ووقوفه الند بوجه العملية السياسية والقائمين عليها، ماداموا على غير هواه ومصلحته وهدفه وطائفته.

وبعودة الى الشخص الثاني الوارد اسمه في سماء تكهنات الانقلاب المرتقب، فإن الشبهات التي تحوم حوله هي الأخرى دخان أيضا، وحتما ينطبق عليها المثل المذكور ذاته؛ “ماكو دخان من غير نار”..! جعلها الله بردا وسلاما على العراق والعراقيين، أما القائمون بالانقلاب والمنقلب عليهم، فعسى “نارهم تاكل حطبهم”.

[email protected]

أحدث المقالات