17 نوفمبر، 2024 10:23 م
Search
Close this search box.

الحضارة الجاذبة من ذي القرنين الى المهدي المنتظر عجل الله فرجه

الحضارة الجاذبة من ذي القرنين الى المهدي المنتظر عجل الله فرجه

في الخامس عشر من شعبان تحل علينا ذكرى ولادة ألآمام المهدي المنتظر عج ” وفي كل عام تتحرك كتل بشرية للزيارة لها طقوسها التي تفوقت على ما تقوم به الحكومات من خدما ت في مثل هذه المناسبات المليونية , فهذه جموع للآجئين في بقاع العالم وفي منطقتنا تنام في العراء تعاني من نقص الطعام والكساء والسكن , حتى أصبحنا نسمع نداءات ألآمم المتحدة وهي تعرب عن عجزها , ومعها أصوات ألآنظمة الفاسدة التي كانت سببا في محنة الآجئين , ثم تمنح نفسها لقب المانحين , كل ذلك تجارة ومساومة بأسم الآجئين الذين لم يصلهم من مليارات تلك الحكومات الفاسدة ألآ النزر القليل , بينما تظل قصورهم رمزا للترف والتبذير والفساد وتظل مدن قمارهم تنتظر ألآكراميات والهبات , مثلما تنتظرهم مدن الزواج المثلي كما فعل أوباما الذي بعث باقة من الزهور تبريكا للمتزوجين مثليا ” اللواطة ” التي أشتهر بها قوم لوط , قال تعالى عنهم ” فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود  “- 82- هود –

أن ألآمريكيين الذين يقودون المحور التوراتي الصهيوني يخفون في سرهم مفهوم ” الحضارة الجاذبة ” وهم يسمونها ” الحضارة الحارة ” ويعنون بها حضارة التراكم الديني في المنطقة ألآسلامية , ومركزها كما يسمونه ” الشرق ألآوسط ” ومركز هذا الشرق هو العراق , ويدعون أن معركة ” الهرمجدون ” التاريخية الموعودة كما في كتاب حزقيال الجزء -38-39 ” مكانها في بابل وهي في العراق , ولبابل في العقل اليهودي المحرف للتوراة معنى لايفصحون عنه , وهم والكنيسة الصهيونية التي تمتلك زخما في أمريكا كما في بعض مناطق أوربا , يشكلون القيادة االتوراتية , ولذلك وهذا مما لايعرفه أغلب مثقفي وسياسي المنطقة والعراق من الذين خدعوا بدعوات فصل الدين عن الدولة , وفصل السياسة عن الدين , ولهذا المعنى حديث فكري كتبنا عنه في مناسبات مختلفة وتحدثنا عنه في بعض محاضراتنا , ولكن أعود لمناسبة ذكرى ولادة ألآمام المهدي “عج ” ومشروع ألآنتظار الذي يعد له المحور التوراتي ما يستطيع من موانع ومصدات حتى لايصادر عليهم موقعيتهم في قيادة العالم , لآنهم يعتقدون في سرهم أن في مشروع ألآمام المهدي المنتظر مقومات تاريخية ترتبط بخطاب السماء ووحيه , ومصاديق تتلائم مع الفطرة البشرية  التي لم تنجح المحاور والقيادات الوضعية في أصلاح النظم ألآجتماعية , فالظلم موجود , والفقر والمرض متفشي , وبرامج الفضاء لم تستطع أكتشاف حقيقة الفضاء وعالم المجرات والثقوب السوداء , والعواصف الشمسية , والغلاف الجوي , وسر قوانين الجاذبية , وحرب النجوم كانت لعبة لشد أنتباه الناس والهائهم عن حقيقة ما يقومون به , وهو لغز من سياسة التجهيل وأخفاء الحقائق , وتجربة أمريكا في احتلال العراق لم يدرسها العراقيون جيدا الى ألآن , ومشروع ألآرهاب التكفيري يأتي في سياق أضعاف وتفتيت مناطق الحضارة الحارة , وألآمريكيون عندما تدخل في نقاش عميق مع مفكريهم وقادة الرأي عندهم يقولون لك بعد جهد جهيد من اللف والدوران والمماحكات الفكرية والمساجلات الفلسفية مرورا بعناوين ” الكون المعجز ” وبنية الكون ” والنظرية النسبية ” والتركيب الكيمياوي للحديد والرصاص , وعمر الكون , وعمر ألآرض , وهذه السجالات لايوجد متخصص فيها من الذين دخلوا أحزاب السلطة , أو ممن وصل الى سرادقات الحكم عبر أدارة ألآحتلال ألآمريكي التي تعرف المرجعية الدينية جيدا وتحذرها , وتعرف المفكرين جيدا وتخشى حضورهم , ولذلك دخل الحكم عندنا في تراجع مستمر حتى ظهر ألآحباط على الناس , وهذا هو مخطط المحور التوراتي الذي لايخاف من شيئ في هذه المنطقة كخوفه من أبعاد حركة مشروع ألآنتظار للمهدي المنتظر الذي لاحت بعض معالمه للدارسين والمتتبعين عبر المسيرات المليونية وطريقة تمويلها الذاتي طعاما وسكنا وخدمات النقل وغيرها , أن اليهود يعرفون ذي القرنين بالرجل الجوال وهم من علموا مشركي مكة كيف يسألون نبينا محمد “ص” ليعرفوا نبوته من عدمها , فقالوا لهم أسألوه : عن الرجل الجوال في الزمن ألآول , وعن الفتية في الزمان ألآول , وعندما نزلت سورة الكهف حاملة جواب السؤالين أسقط بيد محرفي التوراة ومشركي وكفار مكة والعرب ,قال تعالى ” أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من أياتنا عجبا ” -9- ” أذ أوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ” – 10 – سورة الكهف – وقال تعالى عن ذي القرنين ” ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا ” 83- الكهف – وفتية أهل الكهف كانوا يعملون في الصرافة , وذو القرنين كان أول مهندس للسدود في تاريخ البشرية , قال تعالى ” قالوا ياذا القرنين أن يأجوج وماجوج مفسدون في ألآرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ” -64- الكهف – ” ءاتوني زبر الحديد حتى أذا ساوى بين الصدفين قال أنفخوا حتى أذا جعله نارا قال ءاتوني أفرغ عليه قطرا ” 96- الكهف – أن ظاهرة التمكين لذي القرنين هي نفس ظاهرة التمكين للآمام المهدي المنتظر الذي ستستنجد به شعوب ألآرض بعدما يحل الخراب والدمار بمراكز القوى الدولية نتيجة الحروب والصراعات الباطلة مثل ألآعمال التي تقوم بها عصابات داعش بتمويل مالي من المفسدين وبمساعدات لوجستية من طواغيت الدول الكبرى وهؤلاء مفسدون مثلما كانت يأجوج وماجوج , وعليه فمعركة ” الهرمجدون ” هي تحريف لواقع المواجهة الحقة بين الحق والباطل , وقصة ملحمة كلكامش هي تحوير وتحريف لملحمة ذي القرنين المؤمن الذي لم يكن يبحث عن الخلود الدنيوي كما يزعمون وأنما كان عبدا من عبيد الله المخلصين الذين أعطوا للقيادة السماوية معناها كما سيعطي ألآمام المهدي المنتظر ذلك لمستقبل ألآنسانية , وعليه فالحشود المليونية للزيارة الشعبانية هي أعادة عملية للآحتفال بليلة النصف من شعبان التي كانت موضع أهتمام ألآنبياء والرسل لآنها مولد المخلص في أخر الزمان , فلنعمل على ديمومة ونماء هذه الزيارة المليونية وهذه المناسبة السماوية فأنها من مناسبات الذرية الصالحة وهذه ثقافة قرأنية علينا تقديمها بنقاء لشعوب ألآرض , وهذا مما يتطلب منا تخليصها من الشوائب التي ترافق عادة ماتقوم به القواعد الشعبية المحبة نتيجة طفح العواطف ولهيب المشاعر الذي ينسى أحيانا تفاصيل الحدث وقدسيته , فيتعلق بالعناوين ويغفل عن المضامين , وهذه مسؤولية المؤمنين المتقين من أهل الخبرة والدراية وحسن أولئك رفيقا “

أحدث المقالات