عجيب أمر هذه الدين إن كان بهذا الشكل الّذي يمارسه مثل هؤلاء الأتباع من مثيري الإفساد ومثيري الأحداث الدمويّة الراهنة.. الدين بين أيديهم مطاط جدًا و”بلا دحضيّة” في آن معًا! لكنّه سيتشكّل حسب الطلب ,منها “وإلى الأبد” وأكيد تلك الأبديّة ستتشقّق عنها “دمغيّة” أخرى مستقبلًا!.. الاطراف “الإسلامية” تتقاتل بينها رسميّة متخفّية أو لا رسميّة ,داعش بوكو فجر ليبيا حزب الله قاعدة أنصار الشريعة حشد نصرة عصائب جيش حرّ نقشبنديّة, في سوريّا في العراق بليبيا بمصر بالجزائر بتونس الخ, كل طرف من هؤلاء يقاتل طرفه الآخر المتشقّقون جميعًا بدوغماتيّة من هذا البعض من بعض ذوي “الأشقاق” البيئيّة “الاسلاميّة” قبل دخول “التفاسير” الّتي فرّخت هذه “الّلا شكّيّة” ,بيد أنّ المشكلة في التفسير! كلّهم متقاتلون يرفعون أعلى أسنّة رماحهم ذات المصحف الواحد قبل التشقّق “قبل التفسير التعسّفي” ,والجميع يحتكر النصّ “نصر من الله وفتح قريب” لصالحه ..وكل طرف يكبّر وكلّ طرف يدّعي الكعبة قبلته وكلّ الاطراف متشاققة أو “متشاككة” عن كتلة واحدة الجميع يرفع أعلى رؤوس رماحه “تقاتليّة” لم تكن لتتشقّق لولا التفسير.. “إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا” كأنّ كلّ فصيل أو فرقة منهم “مُنشاققة” ما تعتبره حقٌّ لها وحدها تعامله تعامل الفريسة حين تقع بين يديها!, كلّ طرف أو فرقة اعتبرت نفسها دخلت مضمار تنافس دموي لحظة تشكيلها “انعزالها” المنظّم, تقاتل طرف آخر “لا شكّيّ” بتفسير لنصّ تهتف به نصر من الله وفتح قريب ,لذلك لا غرابة يردّها شِقِّها “المُتشقّق معها” بنصر من الله وفتح قريب طالما النصّ الأصلي ممنوع العبث به من ظاهره!.. ثمّ لينتقل هذا النصّ الموروث أو هذه النصوص الّلا شكّيّة بأصلها أو “الدمغيّة” ,لحكومات رسميّة, أعلن رسميّتها بعد نصّيّة دولة آل سعود بشعارها الوهّابي الضمني؛ السيّد الخميني ,بحمل نصّه المتشقّق “بالتفسير” كواجهة عامّة: “جمهوريّة إيران <الشيعيّة> الاسلاميّة” قبل أن تُستدرك “زلقيّتها” بعدّة أشهر! ,المهم فتحت الطريق لكلّ حكومة نصّيّة من نفس ذات “طينيّة” الكتاب المقدّس الواحد ترفع عاليا نفس النصّ “الميليشاوي فيما بعد” ضدّ بعضها البعض ..في اليمن مثلًا وبغضّ النظر عن حقيقة النوايا ,طرف أصبح آخر بعدما انشّق من قديمه يشتبك بالأسلحة الفتّاكة مع طرف هو أيضًا أصبح آخر بعدما انشقّ عن نفس القديم, اشتبكا مع بعض على إيقاع تكبير واحد مشترك قديم كأنّها افتتاحيّة لمقدّمة ادّعاها كليهما في آن: “نصر من الله وفتح قريب” ..
كما وأنّ كلّ طرف يظنّ بنفسه شعب الله المختار.. يعني هذه الاطراف مختارة من الله يؤمنون معًا يتسلّل بينهم إيمانًا دوغمائيًّا ,وبدوغماتيّة مقصودة أيضًا! بهذا الاختيار المقدّس كي يتقاتلوا فيما بينهم لدخول الجنّة! ..لننظر من حولنا للبلدان العربيّة والاسلاميّة نجدها جميعًا تتقاتل وإن بعضها يتحارب بأساليب عداء مستترة وجميعًا يردّد آيات الذكر الحكيم نصر من الله وفتح قريب وجميعًا يدّعي “اختياريّته القدريّة” بدوغمائيّة أو “بتعسّفيّة” واضحة وكأنّ كلّ طرف مؤمن تمامًا هو المقصود بالفرقة الناجية! وجميعهم يردّدون بسخرية متّفقون على عهدهم قبل التشقّق على كهكهتها وعلى نكهتها من ادّعاء اليهود أنّهم شعب الله المختار؟ ,يوصمون اليهود بوصم واحد مشترك متفاهمون حوله دوغماتيًّا: بتحريف الكَلِمَ عن موضعه! اذًا جميعهم يدّعي هو شعب الله المختار وليس اليهود وحدهم وما علينا سوى تصديق الطرفين ,إذًا فمن هو “المنحوس” ذاك الّذي “يكرهه الله” ويجلسه “خارج المَضيف”؟ ..لم يتبقّ لديهم إلّا أن يصدّروا فهمهم الدوغماتي التعسّفي هذا لهذه النصوص المقدّسة؛ إعجازًا علميًّا “يكفي الجميع”! جعلوا منها شعارات قتل مستباح تستبيح دماء جميع من يؤمن بها!.. هي سنّة الحياة وسنّة الطبيعة, تبقى الثوابت وتتغيّر المفاهيم بانحراف المقاصد؛ تنقلب ضدّها أم تنعكس لداخلها, عن نفس الثوابت لحين ظهور نبيّ أو “مصلّح” آخر, غير أنّ: “لا نبيّ من بعدي”.. باحتمال ظهور مصلّح..