بعد تغيير النظام، عام 2003، كان إقليم كوردستان حقيقة ماثلة، اختار بإرادته أن يكون جزء من الجزء العربي من العراق، بدون مبررات واضحة، سوى تأثير التحالف الكوردي- الشيعي، كان مام جلال الطالباني المنافس الأقوى لكاكا مسعود، يفكر بواقعية، اضطر كاكا مسعود لتأجيل طموحاته أو يتحدث عنها بصمت، لان ليس مخول بالحديث عن الكورد مجتمعين، بعد مرض مام جلال تنفس كاكا مسعود الصعداء، بدأ صوته يرتفع بالمطالبة بالانفصال، الذي تخلى عنه بإرادته، كما اسلفنا، سر ذلك أن كاكا مسعود؛ وجد أن الأجواء مهيأة للسيطرة كوردستان الدولة، بعد أن تمكن منها كإقليم، ضعف منافسيه دفعه لهذا التغول على الجزء العربي من العراق، هو رئيس الإقليم ابن عمه نيجرفان رئيس الحكومة، أبنائه يمسكون مفاصل الأمن والاستخبارات في البيشمركة، اما غريمة التقليدي فهو يعاني من انشقاق حركة التغيير منه، مرض رئيسة ومؤسسة، تمادي مسعود في الانفراد بثروات وقيادة الإقليم، وتغييب القوى السياسية الأخرى، دفع هذه القوى للتفكير بمصيرها لو حصل الإقليم على الاستقلال، كاكا مسعود يتمتع بعلاقات دولية كبيرة، إسرائيل مساندة لمسعود، اذن مسعود سيأخذ الجمل بما حمل، ليمنح شركائه حق السكن في الإقليم، الدليل تصريحات وتحركات مسعود بمفردة، وتحركات ابن عمه رئيس الحكومة فقط خارجيا، لغرض عقد صفقات واتفاقات تؤمن إسناد مسعود ضد الجزء العربي من العراق، ومستقبلا ضد القوى السياسية الأخرى في الدولة الكوردية القادمة، مسعود يسير الان بهذا الاتجاه دون حساب ألمستقبل،حيث ستظهر مشاكل بعد إعلان الدولة، أهمها هل سيرضى مسرور وإخوانه بأن يبقى نيجرفان يرأس الحكومة، إذن سيظهر خلاف أكيد بين الأسرة البارزانية، مما يقلل من الاندفاع القومي للكورد، الذي يدفعهم اليوم لدعم البارزاني تحت تأثير حلم تحقيق الدولة، مرحلة ما بعد الدولة ستكون صورتها، حرب على حدودها مع السنة العرب، لغرض ترسيم الحدود، تململ القوى الكوردستانية الأخرى، يدفعها للمطالبة بإقليم ضمن دولة كوردستان، لتبرز مشكلة لا تحسمها إلا المواجهة العسكرية، أمام هذا الواقع ليس أمام كاكا مسعود إلا أن يحرك مخه، ليحسم هذه النتوءات بالكامل، مادام مستند على الجزء العربي من العراق، أولا التنازل عن أي ولاية أخرى، ليطمئن الشركاء في الإقليم، توزيع المواقع الأمنية بين القوى الكوردستانية، وإبعاد البارزانيين من الحكم بشكل مطلق، ليثبت حسن نواياه، بأن ما يعنيه القومية الكوردية، وليس السيطرة على
الشعب الكوردي، إنهاء الملفات العالقة من أراضي متنازع عليها مع العرب، بعدها يتحرك ضمن القوى الكوردستانية وليس على رأسها، لغرض المطالبة بحق تقرير المصير، خلاف ذلك، إسرائيل لا تنفع كاكا مسعود كونها تعيش على المساعدات وتحرص على علاقتها مع كل الدول ولا يمكنها الخروج عن إجماع الدول العظمى، تركيا ليس لها مصلحة بانفصال الإقليم بالمطلق، أما إذا شجعت كاكا مسعود فبسبب اكتشاف النفط، استغلت الخلاف مع الجزء العربي من العراق لتشتري نفط الإقليم بتراب الفلوس، لا يمكن لأحد أن يضحي بمصالحة لأجل الإقليم، فلا تجعل الإقليم أداة ضغط بيد كل من يختلف على مصالحة مع الجزء العربي من العراق ياكاكا مسعود، بأحلام وردية صعب تحقيقها ألان، حتى تجد أصدقاء حقيقيون للكورد، وترتب الداخل الكوردستاني…