حين بدا وعينا يتدفق في الستينيات من القرن العشرين ادركنا ان عدونا الاول هو الامبريالية الاميركية واسرائيل والقوى الرجعية العميلة وان شعارات محاربتها هو واجب وطني ومن القوى التي تنادت كي تكون طرفا مضادا هم الشيوعيين او اليساريين او التيارات الاسلامية سواء الشيعية او السنية وكان الشيوعيون يستمدون عزمهم من المعسكر الاشتراكي اي السوفييت في ذات الوقت فان الشيوعيين كانوا اكثر عرضة للاضطهاد والتسقيط من كلا المعسكرين الدول السائرة بعمالتها لاسرائيل وكذلك الاحزاب الاسلامية وهذا تجلى في حقب شتى ومن خلال الكتب والادبيات الصادرة من كلا الاتجاهيين ولقدساهمت هذه السياسة الى اضعاف التيارات اليسارية وذلك بسبب القتل والمطاردة والسجون وفي مختلف الدول العربية والاسلامية اضافة لضعف الدعم المبدأي للسوفيت والذي احيانا ساعد على انتكاسة هذه القوى ولنا ادلة دامغة على هزالة الموقف السوفيتي من قوى اليسار العربي يعلمها اليساريون قبل غيرهم ومع ذلك نقول ان التوجه العام كان بالضد من اميركا واسرائيل والقوى الرجعية
ومع الزمن وتغيير مواقف وخاصة انتهاء الحقبة السوفيتية وبروز القوى الاسلامية مع نمو الثورة الايرانية كانت الجماهير تتطلع لتوجه جديد قد ينمو ويكون بالمرصاد لدول الغرب واميركا تحت مقولة الاستكبار العالمي والامبريالية والدول العميلة
لكن ماجرى واريد له الجريان كان مجرد احلام راح ضحيتها الاف الضحايا تحت مقاصل محاربة الشيوعية او القوى الاسلامية فتمخض الجبل فار
وهذا حال امتنا حيث يتضح اننا امام مرحلة زيف الشعارات فالقوى وابتداء من بروزها كتيار عسكري في افغانستان تحت اسم طالبان وهم اخوان مسلمون لم تكن الا معادات الشيوعية وهي نفسها المتلونة بلون الاخوان ثم القاعدة ثم داعش او النصرة وما ان انتهت العقدة الشيوعية حتى تحولت الفكرة لمحارية التشيع الذي كان يدعم تلك الانشطة في افغانستان واصبح الان الصراع سني شيعي وتحت مسمى الدولة الاسلامية هاهو الاسلام يذبح بايادي ادعياء الاحزاب الاسلامية بهجمة وهابية سلفية يتضح من معالمهاتدمير كل ما يمت للحضارة بصلة
وتحت الصراع السني الشيعي اهدرت الدماء وضاعت الاموال وتمزقت وحدة الامة والعراق نموذج لهذا الصراع
وبتقادم الزمن نلاحظ ان الدول المستفيدة هي اسرائيل واميركا والغرب والخاسر هو العراق والشعب العربي
وليس هذا الواقع تجسيدا لهذه المرحلة بل لمئات السنيين هو نفسه ذات الصراع والمستفيد الاول تجار الحروب وسماسرة الدول والعملاء الذين كانوايرفعون شعارات معاداة الغرب واذا بهم يقدمون افضل خدمة لاسرائيل على مر الحقب وان كنت على خطا فليدلني احدا منهم على قتله اوتفجيرة او اطلاق رصاصة على اسرائيل
اخيرا اقول علينا اعادة الحساب ولنعلم ان داعش موجودة بيننا ولها اكثر من صورة واللبيب بالاشارة يفهم