توالت النكسات على الشعب العراقي في الاشهــر المـاضيـه . نكسة حزيران والتي عنت في ذلك الوقت سقـوط وضيـاع الموصل، أصبحـت الأن تعرف بنكسة الموصل، أعقبها في اليوم الثتالي نكسة تكريت … ونكسة كركوك ( التي لن ترجع الى حضن الوطن) ونكسة سنجار … ونكسات آخـرى متتاليه …
من يتحمل أسباب هذه النكسات؟ أجمع الناس أن المسوؤل عن ذلك هو القائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت، والذي لم يبن جيشاً وطنيناً يستطيع حماية الوطن ومدنه وشعبه، رغم تربعة على عرش كل شئ لثمان سنوات!
ترى ماذا كان يفعل الرجل أذن ؟
أذا لم يكن بناء جيشاً وطنياً قوياً من أولوياته، ماذا كانت اولوياته أذن؟ ينفخ كروش القادة الأمنيين المتعجرفين البلهاء الكثيرين جداً من الذين أصبحوا برتبة فريق ركن قي ليلة وضحاها والذين ضيعوا الوطن وهربوا، مهربين معهم أموالهم الطائلة التي كانت تتكاثر لسنين؟ هل كانت أولوياته مسك الدولة من جميع أذرعها والأحتفاظ بأكبر عدد ممكن من المناصب لنفسه ونشر أقاربه وذويه في مفاصل الدولة حتى يمسك كل شيء من رقبته؟…ليته مسكها بقوة حقيقية، لكنا بأفضل مما نحن عليه الآن بكثير، ونحن ننظر بعيون دامعة وقلوب مفجعة ضياع الوطن وتشرذمه على يد أخبث وألعن خلق الله!
كانت دعايته في الانتخابات ( رجل قوي لبلد قوي )…أي رجل قوي؟ وأي بلد قوي ؟ ونصف البلد تحت سيطرة داعش . والرجل القوي يعيش الندم والحسرة على ضياع أسطورة الزعيم الأوحد وضياع الملك والجاه والأمرة والسلطان .
ثم حدثت نكسه الرمادي! من يتحمل أسباب هذه النكسه ؟ من العدل القول أننا كما حملنا القائد العام للقوات المسلحة السابق مسوؤلية سقوط الموصل وأخواتها، فلابد أن نحمل القائدالعام الحالي مسوؤلية سقوط الرمادي .
لايبدو أن الكثيرين من الناس والمراقبين يحملون العبادي مسوؤلية سقوط الرمادي، باعتبار أنه أستلم دولة ساقطة تقريباً ليس فيها جيش بالمعنى الفعلى حيث أن الجيش تشرذم وضاع في ليلة وضحاها… أنعملله على الحشد الشعبي الذي لولاه لسقطت بغداد .
نعم،نقولها بشكل واقعي وموضوعي ، أنه لولا فصائل الحشد الشعبي مثل كتائب حزب الله التي تمنع داعش الفلوجه من المضى باتجاه بغداد، وفصائل اخرى من الحشد الشعبي، لأصبحت الحرب الآن تدور في شوارع بغداد، ولغصت هذه الشوارع بالجثث. أن شيعة بغداد لن ينزحوا إلى محافظه أخرى كما فعل رجال وشباب الأنبار، بل سيقاتلون الغزاة الهمجيون
بشراسة وبلا هوادة بلا شك . لكن ما النتيجه؟ النتيجه ستكون بلا شك خراب بغداد، ومقتل الآلاف وربما عشرات الآلاف من الشباب والكبار والصغار .
من السهل جداً دخول بغداد، خصوصاً من الجهه الجنوبيه من الطريق الدولي، فقط أذهب باتجاه كربلاء أو النجف أو إلى الجنوب، وعد بأتجاه بغداد .
لن تجد هناك سيطرة عسكريه بالمعنى الفعلي تفتش السيارات بدقة . وأذا كنت تحمل باجاً معيناً، فامرك يسير والطريق مفتوح أمامك بلاأعتراض حتى تصل إلى قلب بغداد. والذين يحملون الباجات من أعداء الشعب والمتآمرون كثيرون جداً في مفاصل الدولة، فحاقد مثل ظافر العاني وأشباهه لن يتوانوا عن تهريب أخوانهم الداعشيون الى بغداد مستعملين سياراتهم وباجاتهم، وتجميعهم في الدورة أو الغزالية أو الحواضن الأخرى التي تنتظر قدوم الجياع لجهاد النكاح على أحر من الجمر.
القادم إلى بغداد من ذلك الطريق يدرك جسامه الهشاشه الامنيه في تفكير وتدبير القيادة العامة . لماذا تفتش السيارات بدقه ولمرات عديده عندما تذهب لزيارة النجف وكربلاء، ولايفعلوا ذلك عند الدخول إلى بغداد . وأذا لم يكن تأمين بغداد هو أولوية القيادة العامة, فما هي أولوياتها أذن؟ وبماذا منشغلة؟
بعد خيبة أملنا الكبيرة، وفقدان ثقتنا بحكومتنا وجيشنا بشكل كامل، فأنا نهيب هنا بكتائب حزب الله، ومن يقف سداً منيعاً من فصائل الحشد الشعبي على البوابات الغربيه لبغداد أن لايدعوا شراذم الشعوب وكلابها التي جاءت من كل حدب وصوب متعطشه لدماء الشيعة، أن لايدعوهم يطئوا بغداد. لأن نكسة بغداد تعني نهاية كل شئ.