السلاح النووي لو كان بيد هتلر, لكان من الممكن أن يحرق أوربا بأكملها, ارضاءاً لطموحاته, ففكرة تدمير الأخر تسيطر عليه, حيث يعتبر نفسه حقا مطلق, كذلك الوهابية اليوم, بفكرهم الهمجي, يرون أنفسهم أصحاب الحقيقة المطلقة, لو امتلكوا السلاح النووي, فأنهم سيعملون على أفناء كوكب الأرض, ارضاءا لجنونهم المطبق.
نشرت صحيفة الصنداي تايمز مقالا بعنوان ( السعودية تشتري أسلحة نووية), قالت فيه إن السعودية اتخذت قرارا استراتيجيا, بشراء أسلحة نووية من باكستان, مما ينذر بسباق تسلح جديد في الشرق الأوسط, وذلك حسب ما أفاد به مسئولون أمريكيون.
أن تحقق هذا الأمر, ينذر بقرب حصول فجيعة لأمة, نتيجة امتلاك عربان الخليج للسلاح النووي, فمشايخ السعودية هم سبب محن المنطقة, نتيجة دعمهم لكل الفرق التكفيرية, فما أصاب مصر وليبيا ونيجيريا, كان بسبب دعم السعودية الكبير للجماعات التكفيرية, هذا شانهم مع البلدان البعيدة, فتصور حجم الأذى الذي قدموه لمن جاورهم, سوريا تكاد تدمر, والعراق في دوامة الإرهاب منذ12 سنة, ولبنان يعاني من الدور السعودي الخبيث, وفلسطين أضحت من الماضي, والسبب دور المملكة السعودية, فكيف إذا امتلكوا سلاحاً نوويا!
حرب اليمن التي شنتها مملكة آل سعود, فقط لان أهل اليمن في مرحلة ولادة جديدة, بحث عن استقرار سياسي, للتخلص من تراكمات الماضي, فإذا بال سعود تشن حملة جوية قاسية, تدمر البنية التحتية لليمن, فهي تحس بالتفوق على بلدان المنطقة, فقط لأنها تمتلك طائرات F16, وتحس بأنها الأقوى لافتقاد الآخرين لهذا النوع من الطائرات, فكيف سيكون الوضع لو أنها امتلكت سلاحا نووياً.
وتضيف الصحيفة: إن قرار السعودية, والتي مولت قدرا كبيرا من برنامج أسلام أباد النووي, في العقود الثلاثة الماضية, يأتي وسط غضب الدول السنية بشان الاتفاق النووي بين اوباما وإيران, والذي قد يسمح لغريمتهم إيران, بتطوير أسلحة النووية.
أننا أمام سباق للتسلح النووي, تكون مشايخ الخليج عنوانه الأكبر, ولن يجد معارضة إسرائيلية, لان مشايخ الخليج تحت السيطرة, لا تحيد عن الرؤى الأمريكية والإسرائيلية, وهي تملك المال الكافي للشراء, وهناك أنتاج وفير في مخازن الدول النووية, وهي لن تبيعها تكنولوجيا صنع القنبلة النووية, بل ستبيعها قنابل نووية جاهزة.
هذا الأمر قد يدفع دول أخر للشروع بعملية شراء السلاح النووي الجاهز, كتركيا وقطر والأمارات ومصر, أي سيفتتح سوق تسلح جديد, مما يعني تصبح المنطقة تحت رحمة العقل الخليجي والتركي, وهنا المصيبة, لأنها هذا العقل يفكر بشكل محدود, وتهمه مصالحه الخاصة حتى لو احترقت المعمورة, قطار التسلح النووي أن انطلق يصعب وقفه, يحقق للغرب مصالحه, ويدمر المنطقة.
فهل نحن أمام مأساة نووية جديد, أبطالها أقزام الخليج, أم أن الحكمة الأممية ستنتصر للإنسان أخيرا؟