الشكوك تلازمني مع كلّ “شيعي” يدّعي التحضّر حين أراه يبدي ندمه سبابًا وشتمًا على من انتخبهم مستخدمًا أسلوب اللعن “الشهير”! ومنهم من يعضّ اصبعه البنفسجي لاعنًا “اليوم الأسود” الّذي رأى فيه وجوه “الفاسدون القادمون من قم ونيويورك ولندن والرياض والكويت ودمشق”, ومنهم من يَصْفق بيديه ندمًا وحسرة “على اليوم الّذي أغطس إصبعه باللون البنفسجي وانتخب الفاسدون” ,ومع ذلك دائمًا تثيرني الشكوك أردّد: “ترى يا ربّي متى ستكشف عن هؤلاء “الكساء” وتظهر عوارهم الأخلاقيّ أمام الجميع؟ تستطيع يا ربّي؟ لا أعتقد, أكيد تضمر لهم شيء ما؟, وإلّا لفعلتها منذ أن غدروا بالحسين” بالطبع لا أقصد المنغمسون بروح العصر وهم عادةً ما يكونوا الطبقة المثقّفة الأولى المعتمد عليهم عراقيًّا وعربيًّا وعشائر الجنوب الغير مختلطون بالمراكز الدينيّة المشكوك بأهدافها ..فمع هؤلاء المتلوّنون ضاع حقّ آل البيت عند معاوية فلم يبق إلّا التلوّن يتوارثونه ببكاء المواسم يعتصرونه كما يعتصرون زبيب بساتينهم بعدما أضاعوا حسينًا ,فأعيد أردّد: “فهم أنفسهم يا ربّ من باع دم الحسين ودم أبنائه وأهله بذُهيبات ابن زياد, وهل ينسى التاريخ بعض فرسانهم قطعوا رؤوس خمسة من أبناء الآل ورموها عند أقدام بن زياد طمعًا بالأموال كما يذكر الطبري الشيعي وابن قتيبة يا ربّي؟ لقد جئتم أمرًا إدًّا, لم يفعله لا أهل يثرب ولا أهل الشام ولا أهل البصرة ,بل من فعلها من بين أهل الكوفة مركز العراق والعرب الحضاري حيث تكثر الأموال ويكثر الإنفاق ويتكالب الأدعياء أمام باب حضرة السلطان, ضيّعتم عراق الأمس حين رهنتم أنفسكم بيد الموالي ورهينة بيد ابن ابي سفيان واليوم ترهنونه بيد سليماني وبيد ابن أبي سفيان “واشنطن” وأنتم راضون ثمّ “تلعنون” وتصيحون يا حسين!.. هذا العراق استلمتم مقاليد حكمه حوّلتموه خرائب وزرائب وأبواب مفتوحة للجهل وللأمّيّة ,فلو كنتم أهلًا للحكم لاستطعتم ضبط الأمن منذ أولى أسابيع حكمكم بتفعيل الدستور وتقديس فقراته بدل تقديس الأموات وبالأخذ على يد السارق ومحاكمة اللصوص بدل تهريبهم ,ولما تحجّجتم بالأزلام وبالقاعدة وبمكائد البعث فجميع البلدان تتعرّض لنفس ما تتعرّضون لكنّهم لا يحكمون باسم طائفة يعلمون مسالك الإجرام من أين تأتي فيسدّون الثغرات,
أمّا أنتم فاحتكرتم الحكم باسم الطائفة, فما تتوقّعون من بقيّة الطوائف؟ يسكتون؟ أكيد سيكونون طائفيّون أكثر منكم وسيدّعون حبّ الحسين أكثر منكم وسيستنجدون بكافّة طوائف الأرض وحكوماتها كي ينتزعوا السلطة منكم ,فبالأمس الزرقاوي واليوم البغدادي والصرخي وغدًا البابلي وبعدها الشطري ولن ينفعكم الترقيع وادّعاء “تقاسم السلطة” أو ادّعاء مشاركة “السنّة” حشودكم الكفائيّة وكأنّ عبد الملك السعدي من أصدر فتواها.. فما دام الواقع شيء وأنتم شيء ,تكذبون على العراقيين يوميًّا ما يزيد الطين بللًا فوق بلل.. أنتم مفضوحون ,لم يعد لديكم ما تسترون به عواركم رغم أنّ جميع “الشيعة” معكم وجميع دول التحضّر وإعلامها وجيوشها وخزائن أموالها معكم ,ومع ذلك دم العراقي مستباح لا حرمة له يتمزّق جسده بأيّة لحظة ,هذه حقيقة لا بدّ وتقال فما عاد للمراوغة نفع والعراق يتفتّت أمام أعيننا على عزف موشّحات بايدن وعلى إيقاع كاموسوترا دول الجوار!, فهم من انتخبكم, تنكشف سرقات من انتخبتموهم سرعان ما نجدكم تلعنونهم! , تعمر بسرقاتهم بلدان الجوار سرعان ما تبيعون علينا مشاعر الأسف والندم على انتخابكم هؤلاء! لكنّ ربّك لبالمرصاد ,فجاء اليوم الّذي كشف حقيقة نوايا هؤلاء الأتباع, يوم هرعوا يُهمرعون “مخافة ضياع الحكم!” وكأنّ الحكم لديهم مثل حلاوة “حَمَدْنَه” طيبه ولذيذة ما دام حكى لنا حَمَدُنا هذا عن طعمها اللذيذ فكأنّنا مصصنا كاغدها! يذودون بدمائهم عن من لاموا أنفسهم بالأمس لانتخابهم ,إنّها السلطة الّتي إن كانت بيد ابن طائفتك فكأنّها بيدك وإن أطعمك الزقّوم لأنّ ضرب الحبيب كأكل الزبيب.. وذلك ما لم يفعله الحسين, فلو فعلها لما باعوه لابن زياد ,استغلّيتم أخلاقه العالية فردّدتم مع أنفسكم: “سيعفو عنّا ,فموقفه ضعيف! وعبيد الله بيده الملك ,فعصفور باليد خير من ألف عصفور” هو نفس منطق اليوم.. السلطة بيد الشيطان الأكبر وبيد عدوّة الشيطان إيران ,وكأنّكم غير مبالون لضياع العراق تردّدون مع أنفسكم: “من أنت يا عراق” ,السلطة بيدنا نحكم ولو “ثمانية أنفار” ,وهو نفس منطق من كان قد سبقكم!..