-2-
ربما لو كان هدف أمريكا احلال الديمقراطية في العراق كما زعموا بعد ان فشلوا في اثبات وجود اسلحة دمار شامل السبب الرئيسي المبرر لاحتلالهم العراق ,لكان ان جاءت امريكا بقيادات من الممكن ان تتعلم الممارسات الديمقراطية بهدوء ان لم تكن كفوءة لهذه المهمة ,ولم نر كل هذا القتل,السرقات,الابادة,التهجير . لكن الهدف الرئيسي لامريكا كان يتمحور في ثلاثة اهداف : الاول هو حماية امن امريكا حسبما يعتقدون من خلال انشاء منطقة قتل بعيدة عن امريكا كفيلة باستقطاب كل الصقور التي يمكن ان تنقلب عليها وتشكل تهديد داخل عقر دارها مرة اخرى كما حدث في 11.9 وتجعلها تصفي نفسها فيما بينها بهذه المنطقة بعيدا عن حدود امريكا وهي كفيلة بايصال السلاح الى اي جهة تضعف فتعيد التوازن لتبقى هذه المنطقة منطقة استقطاب لكل الخيرين والشريرين الذين يمكن ان يهددوا امريكا فيقتلوا بعضهم البعض والهدف الثاني هو استمرار تدفق البترول بسلاسة للدول الصناعية من خلال سيطرتها واستمكانها من دول المنطقة تهددها بايران فتبيع دول المنطقة البترول بالسعر الذي تحدده امريكا رغم ان بمستطاع العرب ان يزيدوا السعر من خلال ابسط قانون للعرض والطلب ويخفضوا الانتاج وبنفس الوقت هي تكبح جماح ايران من خلال العقوبات التي فرضتها عليها وثالثا حماية امن اسرائيل اللقيطة ومساعدتها بالتمديد الجغرافي تحقيقا لهدفها بالوصول الى النهر ..كل ذلك كان يمكن ان لا يحدث بالطريقة الدموية التدميرية لولا انها جاءت بغير هذه العصابات المنبوذة والمنتشرة في بقاع العالم ذوات الولاء المزدوج والتي تحمل في نفوسها مجموع حقد الزمان ولانها نفوس مريضة وذليلة حددت هدفها الانتقامي من عدو رسمته في خيالها واقنعت نفسها على مر السنين على ضرورة الانتقام منه الذي هو في الحقيقة كان يتعايش معهم بلا مبالاة ثم مما زاد الطين بللة التقاء الحقد الممزوج بدماء فارسية مجوسية صفوية مشتركة فكون نهرين من الحقد التقيا وصبا جام غضبهما على كل سنة العراق وتعداهم ليشمل الاحزاب الوطنية والتقدمية لانها لن ترضى بكل الاحوال بهذه المذابح لتعارض مبادئها مع نهج وخطة الابادة الجماعية التي اصبحت هدفا مجوسيا صفويا يتم تنفيذه بيد ذليلة للاسف عربية مما زاد الالم من اخوة لهم تم استهدافهم لم يكن لهم يد في أي أذى اصاب الطرف الاخر وهذا مما شجع وساهم على ظهور تيارات سنية متشددة ورافضة لهدف ايران في ابادة السنة الذي كان ممنهجا منذ الايام الاولى للاحتلال وكلما توغل التيار المتبع لايران في جرائمه كلما ازداد الحقد في الطرف الاخر حتى ظهرت داعش التي تفترس اعدائها من غير رحمة وهي تصرح بانها تنتقم لكل السنة الذين تم استهدافهم قتلا وتهجيرا وسرقة واغتصابا واذلالاّ .
داعش لا تنافق و لا تدعي انها ديمقراطية وتطعن بالظهر و لا تقول شيئا وتعمل غيره ولا تريد متحالفين معها و لا تريد ان تتعايش, فداعش اعلنتها صراحة ان هدفها ومشروعها هو القضاء على المذهب الشيعي مثلما حاول اتباع صفويي ايران القضاء على المذهب السني , لذلك , نعم ان تمكنت داعش فسنرى مذابح للشيعة اكثر مما قامت به الميليشيات الشيعية وبأقل وقت والفرق لان داعش لا تماطل ولا تنتهز الفرص فهي لا تهتم لرأي عالمي او يأتي عليها تأثير صديق او دولة تثنيها عن فعلتها بل هي اعلنتها صراحة تكفير الشيعة واعتبرتهم مشركين بالله ويجب القضاء عليهم .
اذن الامر تعدى مسألة انتقام من مقاتلين وميليشيات قتلت سنة عراقيين الى منهج عقائدي يسعى لازالة كل ما يخالف الشرع وكل العادات والممارسات الخاطئة التي يمارسها الشيعة حسب مفهومها والطريقة بالقتال والقتل والقصاص من المشركين كما وجد بالشرع ..
اذا هذا ما سيميز المرحلة القادمة في واقع الحياة في العراق فانه سيتحول الى بحار من الدم والحرب الاهلية ستأخذ طابعا فتاكا اكثر فهل من حل ؟ سنحاول ان نجده في مقالنا المتمم لهذا