23 ديسمبر، 2024 8:09 م

أهكذا ياسيد بارزاني ترد الجميل؟

أهكذا ياسيد بارزاني ترد الجميل؟

في سيتنيات القرن الماضي, وفي ذروة الحرب الدائرة بين الحركة الكردية بقيادة الراحل الملا مصطفى البارزاني والنظام العراقي حينها لجأ النظام الى سلاح فتاك استخدمه في المعركة وهو سلاح الفتيا الدينية حيث افتى علماء السنة بجواز قتل الاكراد بأعتبارهم متمردون خارجون عن القانون, وحينما اراد النظام انتزاع فتوى من المرجعية الدينية الشيعية في النجف الاشرف ممثلة بالمرجع الراحل السيد محسن الحكيم(رض) تؤيد عملية قتل الاكراد رفضت المرجعية ذلك وافتت بحرمة قتال الاكراد وشددت على حرمة الدم الكردي مما اضطر النظام الى وقف حربه بحق الشعب الكردي وبالتالي حفظ دماءه. اعتبرت هذه الفتوى من الفتاوى التاريخية ولايزال الاوفياء من الاكراد يتذكرونها بكل فخر واعتزاز. نستطيع القول ان هذه الفتوى وضعت حجر الاساس للعلاقة ( الاستراتيجية) بين الشيعة والاكراد.

ووفقاً لهذه المعطيات كان يُفترض بالقيادة الكردية الحالية العمل على رد الجميل لشيعة العراق ليس فقط لأجل الفتوى السابقة بل لمواقفهم الداعمة للأكراد, اذ لولا شيعة العراق لما استطاع الاكراد نيل حقوقهم القومية ولما وصلوا الى ما وصلوا اليه اليوم. دعونا هنا نذكر ببعض المواقف وليس جميعها فالكل يعلم ان صدور القرار الاممي بحماية الاكراد ومنع طيران النظام البائد الوصول الى خط العرض(36) ما عرف بمناطق الحماية جاء بعد حدوث الانتفاضة الشعبانية سنة1991 التي انطلقت شرارتها الاولى من جنوب العراق ثم التحقت بها منطقة كردستان, وللحفاظ على هذا المكسب قررت قيادة المعارضة الشيعية نقل نشاطها ومقراتها الى شمال العراق لدعم السلطتين الكرديتين في اربيل والسليمانية وكذلك للدفاع عن التجربة الكردية, ولما نشبت الحرب الاهلية في كردستان بين الحزبين الحاكمين قررت المعارضة الشيعية الدخول بوساطة ووضعت قواتها بين مليشيات الحزبين المتصارعين كقوات حفظ سلام وقدمت شهداء في سبيل ذلك. لقد كان لتواجد المعارضة الشيعية في شمال العراق اثر كبير في حصول الاقليم الكردي على مساعدات كبيرة من الجمهورية الاسلامية في ايران وكذلك خلق تعاطف دولي مع الاكراد. في مؤتمر لندن الذي عقدته المعارضة العراقية السابقة سنة 2002 حرصت القيادات الشيعية على تثبيت مبدأ الفدرالية لأجل حفظ التجربة الكردية وطمأنة الاكراد ان اسقاط نظام صدام سيكون لمصلحة كل الشعب العراقي بما فيه الاكراد. وبعد سقوط النظام حرص الشيعة على منح الاكراد دوراً كبيراً في العراق الجديد لذا اصر الشيعة على اعطاء منصب رئيس

الجمهورية ووزارة الخارجية للأكراد كرسالة للعالم على احترام الحقوق القومية للاكراد, وآخر المواقف الشيعية الداعمة للأكراد وليس أخيرها هي وقوف فصائل شيعية مهمة مع رئاسة الاقليم في صراعها مع رئيس الوزراء السابق حيث ضحى الشيعة بنوري المالكي المنتخب من قبل شريحة واسعة من الشعب العراقي من اجل ارضاء رئاسة الاقليم. هذه اطلالة سريعة لمواقف الشيعة مع الاكراد, لكن كيف ردت القيادة الكردية ممثلة بالسيد مسعود البارزاني الجميل للشيعة؟ ردته بأن قامت بإيواء مفتي داعش رافع الرفاعي الذي افتى بقتل الشيعة وكذلك ايواء جوقة شيوخ الفتنة الذين اججوا ولايزالون نار الفتنة ضد الشيعة بحجة مناهضة المالكي. من يذبح الشيعة اليوم هم اتباع رافع الرفاعي الذي افتت المؤسسة الدينية التي ينتمي اليها بقتل الاكراد في الستينيات. يالها من مفارقة مراجع الشيعة يفتون بحرمة قتال الاكراد وحفظ دمائهم بينما يستضيف رئيس الاقليم قتلة الشيعة, اهكذا يا سيد بارزاني ترد الجميل؟