18 نوفمبر، 2024 2:49 ص
Search
Close this search box.

العصر الذهبي للفساد…!

العصر الذهبي للفساد…!

تُعد قضايا الفساد من أخطر قضايا في العالم ، خاصة إذا كانت مرتبطة بشبكات فساد عابرة للحدود الوطنية. هذا ما يركز علية كتاب الباحثة والخبيرة في قضايا الإنحرافات ومكافحة الفساد، سارة تشايز، والمعنون بـ( لصوص الدول : لماذا يهدد الفساد الأمن العالمي؟ ) ، حيث يسلط الضوء على قضية الفساد المُنظّم، وتأثيراته فى الأمن العالمي، من خلال دراسة الحالات التي تحولت فيها الحكومات إلى عصابات إجرامية، الأمر الذي يدفع شعوبها لتبني أعلى درجات السخط والتزمّت

يمكن تعريف الفساد بأنه خلل وانحراف في نظامٍ ما وسيكون أخطر ظاهرة عندما يمسك رأس الخيط رعاية الأمور من هو منحرف …!! ، وهو بذلك يعبر عن النظام في أسوأ حالاته. ولكن الكاتبة ترى أنه في بعض بلدن العالم، يعد الفساد هو النظام فى حد ذاته.

وهنا،كما توضح الكاتبة : يمكن تقسيم الفساد إلى قسمين، الأول: هو الفساد العادي أو الشائع، وهو موجود في كل البلدان. ورغم أنه يطرح مخاطر أمنية، فإنها غالباً ما تكون ذات تأثير متواضع، لأن هذا النوع من الفساد يعبّر عن استغلال مثيري الاضطرابات لمواطن ضعف المجتمع.

أمّا الثاني ، فهو الفساد الذي يسري داخل النظام السياسي ذاته، ويستولي على أدوات عمل الحكومة أو المؤسسة الأساسية، مما يؤدي إلى تطويع موارد الدولة والمؤسسة لخدمة المصالح المادية للنخبة الحاكمة والمتنفذة .

تحاول تشايز، من خلال كتابها، إثبات تلك العلاقة الارتباطية بين الفساد المُنظم، وزعزعة الأمن الدولي. ومن خلال استعراضها للعديد من حوادث وقضايا الفساد في الدول التي ركزت على دراستها في هذا الكتاب، يمكن القول إن التأثيرات السلبية للفساد ا المُنظّم فى الأمن العالمي تتجلى في أكثر من صورة . وقبل كتاب تلك السيدة الخبيره ‘ هناك كثير من الامثال عن خطورة ظاهرة الفساد ‘ كقول : ( مكمن الخطورة في الفساد انه يأتيك من مأمنك ) والقول ( آية الفاسد ، المبالغة في ادعاء النظافة ) وأخيراً مثل القائل : ( لا ينبغي لمن فسدت حاله ان يتنطح للاصلاح ) ‘ وأكيد بعضنا يتذكر حكاية ( زعيم البريطانى الاشهر جرجل ) عندما اطلع على تقريراً في مكتبة يحذر الدولة عن ظهور ظاهرة الفساد في بعض المؤسسات وكتب هامش على تقرير الجهة التي قدمت التقرير: هل وصل هذا الفساد الى القضاء ؟ فكان الجواب بعد التاكيد بالنفي فطمئن الجهة المسؤولة بأنة لاخوف على ذلك لان القضاء نظيف كفيل بإنهاء تلك الظاهرة لان رجل عرف أن مكمن الخطورة في الفساد أن يأتيك من مأمنك ‘‘ واذا لم يصل الفساد الى القضاء ولمسؤلي العدل في المجتمع فطريق المواجهة وإستأصاله سالك .
 
لامبالغة من القول أن هذا العصر ( بعد قضاء العام الخامس عشر من الالفية الثالثة ..!) هو العصر انتشار الفساد بكل انواعه في طول والعرض الكرة الارضية حتى وصل وبشكل رهيب الى المنظمة الاممية راعي الاستقرار والحقوق البشرية في العالم !! حيث اكتشف اكثر من مرة ان مسؤولي مؤسسات هذه المنظمة يقومون باعمال الفساد من نوع تثير الاشمئزاز وماكان التحرش الجنسي الذي قام به مسؤول البنك الدولي اول من هذا الفساد ولايكون محاولة إخفاء إعتداء الجنسي على الاطفال من قبل مسؤولين مكلفين من هذه المنظمة على اطفال الجياع في افريقيا اخره …!! والمؤسسة الدولية لم تعلن عن اجراء لمعاقبة المجرمين بل عاقب من اعلن حصول تلك الجريمة حيث نشرمصادر انه ( أوقف مسؤول رفيع في الأمم المتحدة عن العمل مؤقتا بعد الاشتباه بأنه سرب تقريرا يؤكد أن الجنود الفرنسيين اعتدوا على أطفال جائعين في أفريقيا الوسطى مقابل منحهم الطعام …! وجاء في معلومات نشر حول الموضوع أن توثيق هذاإلاعتداءجاء ضمن “التقرير الأممي الوافي عن الاعتداءات الجنسية التي تقع اثناء عمليات حفظ السلام مؤكداً إن الادعاءات حول ما حصل لهؤلاء الأطفال تثير الاشمئزاز، والتفاصيل التي حصل عليها محققو الامم المتحدة من خلال استجواب الضحايا والشهود قبيحة جدا) ….

إذا مسؤولين عن حفظ السلام يقومون بإعتداء الجنسي مقابل منحهم الطعام تتباها منظمة الاممية بتقديمة لجياع ؟ فهذا يعني أن البشرية الأن تعيش تحت رحمة ( إرادة الفساد والمفسدين ..!) …

أما في بلدنا الجريح ينطبق علينا المثل : ( الأسوأ من الفاسد حاميه ‘ والأخطر من الفساد بيئه الحاضنة ) ومن يوم الذي توجهنا إلى خارج إرادة الوطنية لتداوي جروحنا ‘ تقارير ( ألاممية ) وليس أعداء العراق ( من التأريخيين و العصريين ) يقول : لم ينخفض مستوى الفساد في العراق بشكل ملحوظ منذ 2003 ووفقا لمسح أجرته منظمة الشفافية الدولية المعنية بمراقبة الفساد، أقر 56 في المئة ممن جرى مقابلتهم بأنهم دفعوا رشوة في عام 2010 ‘ بينما يرى غالبية هؤلاء وتقدر نسبتهم بنحو ” 63 في المئة” بأن جهود الحكومة العراقية لمكافحة الفساد غير فعالة. ويرى نحو 77 في المئة أن الفساد ازداد منذ عام 2007 ) وهكذا أن وضعنا الأن وظاهرة الفساد ينطبق عليه المثل ( مكمن الخطورة في الفساد أنه يأتيك من مأمنك ) .. والله ساتر ..

أحدث المقالات