في زمن ضاع فيه الحق وبقى فيه الباطل يُطلَب ويُدافَع عنه بل اصبح المبتغى الذي تبتغيه الشباب وتعطي أنفسها رخيصةً من أجله ، في زمن أصبحت الدماء فيه رخيصة أرخص من الماء والرمال ويتفنن القاتل بالقتل وكل مبتغاه أن تظهر القتلة أكثر بشاعة وقساوة ويرافق كل هذا صيحات الله أكبر والضحية تردد لا أله إلا الله محمد رسول الله ، لقد نشروا القتل والدمار في كل مكان ولا توجد خطوط حمر أمامهم كل ما علا الارض مستباح مساجد وكنائس وجميع دور العبادة لجميع الأديان والمذاهب وكل ما ترك السابقون من أثر وأثار وجميع اضرحت السابقين من صالحين وأولياء ورسل وائمة وأنبياء ، ولم يبقى مقدس أو شرف أو عرض إلا وأنتهكوه حتى أصبح نكاح المحارم من أفضل الجهاد و الزنا أصبح في الجهاد نكاح فلم تبقى أخت أو أم أو بنت إلا وطالها جهاد النكاح ، حتى أصبحت أمة لا يعرف فيها الأخ من الأب و العم من الخال فجميع العناوين قد أختلطت لأن المياه قد أختلطت في وعاء المحرمات ، والأمة مدهوشة حيرى يخطف بأبصارها وعقلها جرائم الدواعش والقاعدة وهي مذهولة من هول الفضائح والمجازر التي ترتكب باسم الأسلام ، حتى تلقت صفعة حرق الطيار الكساسبة وهو حي يتلفت يمنة ويسرا يستصرخ العالم ، أين أنتم يا من تدعون الأسلام أنني أتشهد الشهادتين فبها يجب أن تحرم الدماء وتصان الأعراض وتحفظ الأموال ، ولكنهم لم يبقوا للكساسبة لا دم أو مال أو عرض كلها قد أنتهكت في قفص الحرق وجهاد النكاح والسطو على الممتلكات ، قد أصبحت أمتنا سكرى من هول المصاب تترنح ما بين فتاوي وعاظ السلاطين وسطوت الإرهاب ولم يبقى لها دليل أو شاهد أو تذكير فجميعها قد كفرت أو أهملت أو أبعدت ، حتى أنبثق شعاع الأمل من جبال صعدة الأشم لإخراج الأمة من وحل الشك والريبة والإنحراف الى فضاء رحمة الإسلام المحمدي الأصيل ، فبلرغم من الأعتداء الأثيم من قبل عبيد الدرهم والدينار وآل سعود على شعب اليمن السعيد ، لكن هذا الشعب أثبت للعالم أين يكون الإسلام ومن هم المسلمون ، عندما أحتضن جثمان القاتل الطيار المغربي وغسله وكفنه وأرسله الى أهله المغاربة معززاً مكرماً بكرامة الإسلام ، لم يعتدوا عليه رغم القنابل التي قذفها على أبنائهم ونسائهم وشيوخهم ولكنهم أقتدوا برسول الإسلام عندما قال لطواغيت مكة رغم إجرامهم وكفرهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ، هكذا أثبت الحوثيون أنهم أبناء الإسلام الحق الذي به تهتدي الأمم وبنوره تقشع الظلم ، فشكراً لكم ايها الحوثيون أظهرتم حقيقة الإسلام ورحمته وأخلاقه التي أبتعدت الأمة عنها ، وأظهرتهم بمواقفكم وصبركم وأخلاقكم أين يكون الإسلام ومن يسير في خطاه ، ومن هي داعش والقاعدة (خوارج هذه الأمة) ومن يتبعهم من أراذل هذه الأمة.