ان انشاء قناة فضائية ليس بالامر الهين او السهل فهذا يتطلب خبرة ودراية ومعرفة في عمل القنوات الفضائية اضافة الى توفر رأس مال مناسب وكاف لانشاء تلك القناة عللى وفق الضوابط العامة والخاصة المعمول بها في هذا الجانب .
لكن ليس انشاء القناة وحده هو المهم بل المهم هو كيف يجعل المستثمر تلك القناة تحوز على رضا المشاهد ويجعلها تتناغم بفكرتها وبرامجها مع اهتمامات ورغبات المشاهد اليومية .
هنا يجب عليه ان يقف ويفكر مليا قبل انشائه القناة ويسال اهل الصنعة والخبرة في ذلك وبالتاكيد سيكون جوابهم له هو الا يفكر في قناة ترضي ميوله دون التفكير بالجمهور المتلقي والا سيكون لاصحاب القناة وقت كاف وواسع لمشاهدة القناة بمفردهم وهذا ما يجعل القناة مشاهدة من قبل اصحاب القناة فقط وسوف يخسرون الهدف الاكبر من انشاء القناة وهو استقطاب وجذب الجمهور مع وجود هامش ربحي وهذا حق وهدف مطلوب اضافة الى الجوانب التثقيفية والترويحية لان مشاهدة القناة من عدد كبير من المشاهدين يدفع شركات الاعلان الى التعاون معها وبث الاعلانات فيها وبذلك تدر على اصحاب القناة اموالا تغطي متطلبات العمل كلها مع الارباح.
لذا من واحب اصحاب القناة الفضائية ان يغوصوا في اعماق الجمهور للوصول اليهم ومشاركتهم اهتماماتهم ورغباتهم , وهنا يجب طرح اسئلة عدة لمعرفة رغبات وميول المشاهدين ليبنوا عليها افكارهم وبرامجهم هل يميل المشاهد الى برامج المغامرة والسياحة ؟ ام الى الى البرامج السياسية ام الثقافية ام الترويحية ؟ ومعرفة نسب تلك الميول والرغبات , ويجب ان بعرفوا الاسرار وراء انجذاب الجمهور الى قناة معينة دون اخرى وهذا يدفعهم الى وجود اساسيات ينبغي اتباعها في التعامل مع المتلقي , وطلما ان في كل قناة فضائية خبرات اعلامية وفنية لذا فان كل خبرة من هذه الخبرات ستتعامل مع هذه الاساسيات بطريقتها الخاصة ومن منطلق هذه الاساسيات .
فان وضع القائمون على القناة السياسة الخاصة بها يجب ان يعرفوا عددالقنوات المنافسة لهم في هذا التوجه وبالمقابل هناك معادلات خاصة للتفوق في هذه المنافسة مهما كان عدد القنوات المنافسة كبيرا , لذا من الضروري التعرف على هذه القنوات ودراستا باسهاب وبدقة واتقان للتعرف على اوجه قصورها .
عند ذاك يحب ان يكون لدى المؤسسين للقناة شكل فني واعلامي جديد يمكن ان يكون سلاحا في مواحهة منافسيهم وخلق بصمة خاصة اعلامية وفنية للقناة فيقومون بصياغة الشكل الجديد في ملف يحوي على الخطة الفنية والاعلامية للقناة وهذا الملف يساعدهم عند التنفيذ كي لايقعوا في بؤرة التخبط والعشوائية .
ومن المنطقي جدا عد هذا المشروع مشروعا استثماريا متزامنا مع الرؤية الاعلامية والفنية التي يراد ايصاها الى المتلقي لان الجانب المالي في انشاء اية قناة مهم جدا سواء عند الانشاء او بعده بشرط الا يدفعنهم هذا الى عدم وضع خطة اعلامية وفنية ممنهجة ومناسبة وذات طابع يخدم المتلقي كونه الهدف الاول الذب يجب كسبه وجذبه نحو القناة .
فالتزامن بين عد المشروع استثماريا والسياسة العامة للقناة ورؤاها الاعلامية والفنية شرط اساس في البناء الصحيح . فيجب انتقاء العاملين في القناة من اعلاميين بكل اشكالهم وفنيين واداريين بكل اشكالهم كونهم ادوات النجاح الحقيقية بل يجب التشديد في عملية الانتقاء والا سيكون مصير القناة الفشل السريع حين يبحث اصحابه عن الربح دون الاهتمام بنوع العاملين كونهما مرتبطين ببعضها ناهيك عن استيراد ونصب الاجهزة الحديثة المستخدمة في هذا المجال واستخدام التقنيات الحديثة في الاعمال الفنية للقناة التي من شانها رفع قيمة الاعمال المنتجة لكسب وجذب الجمهور كل ذلك من خلال استقطاب العقول الاعلامية والفنية التي تدرك طبيعة المجال الذي تسير فيه انها العقول التي تفكر وتتفاعل مع المواضيع لتحقيق ديمومة التواصل مع الجمهور الذي يتم في النهاية ترجمته الى ايرادات .
اخيرا اقول ان نجاح اية قناة فضائية يعتمد على عناصر ثلاثة هي الفكرة والخبرة والتمويل الممنهج .