18 نوفمبر، 2024 3:42 ص
Search
Close this search box.

صرخة بسرعة إنفجار

صرخة بسرعة إنفجار

وياها كل التحية!
كل الأشياء عادية
اليوم صباحا
مرغت أصابعي بالألوان
ثم تناولت خوخة عفنة
تشبه دبابة صدئة
اليوم جربت الصراخ
فنبت على جفني رمش آخر
وسقطت من السماء سمكة
ربطت بذيلها رسالة
قرأتها، فكانت رسالة حب
مزقتها، فكانت زبالة
تجاهلتها، فكانت لا شيء

اليوم تذمرت
ونسيت وجه أحدهم
فأعاق الرمش رؤيتي
وإتسعت الباحة لسمكة آخرى
وإنكمشت السماء.. ولم تمطر
اليوم، كانت الأخبار عادية
لم يحدث أي جديد
لم تهاجر الفراشات إلينا
ولم تتعلم النعامات
لغة جديدة.. غير العربية
اليوم صباحا
جلس بجواري طفل بغيض
وكان يمضع شايا أسود
مد أصابعه الملونة
لوث ملامحي وشعري
ومخط،
وحين صرخت به
ركض ضاحكا، قال:
سأعدمك اليوم في الحلم
إن صرختي !
اليوم عصرا
كنت أسقي الورد
حين صرخت إديث بياف من الإسطوانة
“الحياة في الورد”
ولم أجدني
إلا وقد صرخت معها !
دون أن يلتفت إلي أحد.

مجددا.. رددوا معي
كل الأشياء عادية
اليوم مساءا
نسيت طفلتي بالونتها في زاوية الحديقة
وكانت السماء تمطر
والبالونة ترتجف
وتتلوى في مكانها
وكنت خائفة أن تنفجر فجأة
ويحصد ضوضائها صوتي
فلا أصرخ
وكان الطفل البغيض
يقف قربي
يمضغ شايه
يستعد لإعدامي
وكانت عيناي تلهثان
بين البالونة وطفلتي
والطفل البغيض
وصوتي ما زال عالقا في الحنجرة
حتى بصقت حمامة
فتفجرت البالونة
ومرت طائرة أعلى بيتنا
رمت بثلاث أسماك
ربطت بأقدامهم رسائل
قرأتهن، فكانت رسائل حب
أعدتهن، فكانت كلمات
حشرتهن في فم الطفل البغيض
وخنقته،
فكانت الحرية!

أحدث المقالات