19 ديسمبر، 2024 1:26 ص

في الرياضة : كي نرتقي

في الرياضة : كي نرتقي

نعرف جيدا وبتفكير حر بان الرياضة من اهم اسس الحياة ،  والرياضة هي احد اهم مفاصل الحياة المغبونة في اهميتها وتعتبر ترف كمالي في نظر الغالب من ممسكي بتلابيب الحياة السياسية والاجتماعية ! ولذلك نرى النوادي الرياضية لو ( استثنينا كرة القدم  ) لوجدناها  تفتقر لمريديها،  رغم وجود الخامات الجيدة والكثيرة بين اوساط المجتمع وهذا ناتج ايضا من الافتقار الى الدعاية الاعلامية والتثقيف المجتمعي بضرورة الرياضة باعتبارها مفصل حياتي مهم ، فمثلا في اوربا معظم بلادها تفرض على مواطنيها دفع اشتراك الضمان الصحي كي يكون التطبيب بضمن هذا الاشتراك ، فقامت هذه الشركات بلعبة ذكية من خلال معرفتها بان الرياضة لها  الدور الكبير  في درء المرض كوقاية خير من العلاج  لتحافظ على ارباحهاكي لا تذهب في جيوب الاطباء ، فمولت تلك الشركات اشتراكات زبائنها في النوادي الرياضية وشجعت على ممارسة الرياضة من خلال الدعاية الاعلامية ، والتشجيع على ممارسة الرياضة فترى النوادي الرياضية تعج في مشتركيها والمستشفيات اشبه بالفارغة ، فبمقارنة سريعة بين عيادات الاطباء والمستشفيات والنوادي الرياضية بين العراق وبين تلك الدول ،  سنلاحظ مدى التاخر والتردي في الثقافة الرياضية ، فعليه يقع على عاتق الجهات الاعلامية بالتعاون مع دوائر الاختصاص ان تباشر في المساهمة في التعريف بمدى اهمية مزاولة الرياضة ووضع اسس عملية علمية لزرع الثقة بنفوس الناس باهمية الرياضة بانواعها ، ليس كترف حياتي بقدر ما هو ضرورة حياتية ملحة ، ولا بكونها محصورة برياضة الانجاز  والمكاسب المادية  كما هي قناعة الغالب من مزاولي الرياضة حاليا باعتبارهم ان الرياضة وظيفة للتكسب المادي والوجاهة المجتمعية ، ولذلك نجد الكثير  منهم بعد ان يبلغ القمة عراقيا يترك الرياضة وحين تساله لماذا لم تواصل مشوارك يجاوبك ” لا احد يقدر ذلك ولم يعطونا – اي الدولة – اي نقود لنستمر  رغم اننا نصرف من اموالنا ” علما ان الدول المتحضرة لا يمارس فيها الرياضيون الرياضة مجانا بل باشتراكات مادية في كل الالعاب باستثناء المحترفين طبعا ،  وعليه قد ترك كرار كريم بطل العراق في الدراجات والذي كان من المؤمل ان يكون بطلا دوليا فذا ، ترك السباقات الا انه لم يترك الدراجات فقد فتح محلا لتصليح الدراجات في المنطقة !!وبذلك ساهم بدعاية اعلامية سلبية  للشباب ، باعتباره مثلا اعلى يحتذى به ، وهذا ايضا انعكس على معظم اللعبات الاخريات ، وكل هذا يعود للافتقار للتثقيف الرياضي والبنى التحتية التي يقع عاتق بناءها على الدولة ، فلذلك ندعو ان يكف الاعلام عن المناجزات واشعال الحروب والتسقيط والفتن والاتجاه نحو تثقيف المجتمع وادارة الندوات البناءة لخلق رؤية مغايرة ومحايثة لما هو السائد في المجتمعات التي تحترم ابناءها وارتقت بهم ، وكما لدينا ابطال ارتقوا الى السماء في بطولاتهم ( الحشد الشعبي ) فاني متفائل ومتيقن بوجود من سيضع بصمته وروحه من اجل الارتقاء بابناء هذا الشعب نحو التطور والسمو ، وهذا يحتاج بنا ان نقوم بمراجعة الذات والكف  عن النظر بالمصالح الضيقة التي لا تتعدى محور الجسم ونضع ثقتنا بانفسنا ويعلو صوتنا جميعا بكلمة لنرتقي .
وكما قالوا ” من لايصلح ثوبه القديم … لن يكون له ثوب جديد ”
احمد طابور
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات